|
من يوميات أمراة شبه منسيه.
جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 23:44
المحور:
الادب والفن
من يوميات أمراة شبه منسيه. جوزفين كوركيس البوتاني
في وجهي ندوب وذنوب لم يراها احدا غيرك ___________ يتكأ على عكازته ويسير بتثاقل وهي تتكأ عليه تسير فرحةً ومطمئنةً ___________ قال لها: ضحكتك بالدنيا ومضى ومن يومها وهي تحاول ان تعيد رنة ضحكتها ولكن عبثا ! ___________ أبري ذمتي منك وامضي واترك الفوز يرفرف كطائر اللقلق حولك وسأجعلك تتلذذ بطعم هزيمتي أنسحب من ساحتك الوهمية بهدوء وساتوار عن ناظرك تاركة لك اللب والقشور معا وبعدها حلل شخصيتي كما يحلو لك قل هشة، مفتعلة، رخيصة، وفية، مطيعة، اي شيء يشبع ويقنع قلبك الذي خذلته حسب قوانينك و حساباتك الدقيقة من يدري ربما .. واكتشفت انني لست على مقاس افكارك! او انني؟ ___________ الهدايا التي يتبادلها الحكام فيما بينهم، هي غالبا ما تكون رؤوس الفقراء! ___________ حررك القلب عن طيب وجع وقيدتك هذه الذاكرة السافرة بحبال الاحتمال ! ___________ حسب رأي العدالة يُفصل المجرم عن السوي وفي الغالب يكون السوي هو المجرم الحقيقي ! ___________ اسقطني في بركة الامان اسقطته في بركة الهذيان ! ___________ قرص حبة وجع الرأس قرص رغيف بلدي قرص شمس توارت خلف سحابة وقرص لاغاني قديمة تفوح منها رائحة ايام جميلة كل هذه الاقراص تقول لي: اطمئني، لا شيء يدوم !
قالوا: تابوته من الذهب قلت: ومن ذلك الذي كان عشه من القش ! ___________ تجار الرقيق تجار الدقيق وتجار الرحيق يتزاحمون امام المطارات للعودة الى الوطن الذي جعلوا منه "كنغو" ثانية ___________ سألني: كم عمرك؟ قلت: بأيجاز انا ولدت بعد الطوفان بيوم وترعرعت بين الارض واليابسة الجديدة ومن يومها يطلق على اليابسة الارض الموعودة وشاهدت الحمامة وهي تحمل غصن الزيتون بمنقارها المتآكل لتبشر المحبوسين في السفينة المصنوعة من خشب الارز او من يدري ربماكانت مصنوعة من عيدان الرز وذقت اول رغيف خبزته غانيه الهيكل المهجور وقرأت ما دونه ذلك الحكيم او لنسميه ذلك المؤرخ وما أكثر المؤرخين. لقد تناسلوا فيما بعد واصبحوا بعدد الناجين من الغرق واكثر وكما اني شاهدت مراسيماً لتتويج ملكا ما على الارض التي تراكمت عليها الاملاح والرمال والمال الحرام و اوراقا والواحا برموز غريبة كما اني حضرت ادانة رجل سرقوا منه عقله وثوبه العتيق واتهموه بأسم العدالة بالجنون وبعد كل ما حدثتك عنه وما مررت به وما رأيت اُقرٌ أن الحياة قصيرة جدا كما قال النبي سليمان الحياة عندي كمن يدخل من الباب ويخرج من الشباك مهما طالت او قصرت وانا يا صديقي بيني وبين الشباك حبر و شبر ! ___________ أنا في حضنك الدافئ وانت في حضن الوطن الموجوع والوطن في حضن اللصوص واللصوص ،كما تعلم، لا تجيد لغة العناق لذا شَدوا الخناق على الوطن، عليك وعليَ. ___________ انت تشغل نفسك بشيء ما بقلمك الفضي مثلا وانا اشغل قلبي العاق بشيء ما في صدري كذنب ارتكبته بحضورك او امنية حققتها بغيابك قبل ان تلفض ما يدور بخلدك من فضلك اسمعني بين حضورك وغيابك الموجع المرأة التي تعزك اشغلت نفسها بخياطة كفنها بأتقان وهي تستحضر خطاياها اقصد كانت تستحضرك ! ___________ قدومك الي كقدوم الربيع على الفقراء جلوسك معي كجلوس المذنب بحضرة خالقه و وداعك لي كان كوداع الابن الوحيد لامه وهو في طريقه الى حتفه المؤكد وليتك لن تآتي ! ___________ كقط شارد، جالسة انا فوق جدار اليقين اراقب المارة والمارة يراقبونني حائرين ومشككين ___________ ليتك تطل عليّ مرتين كما العيد يطل مرتين مرة كي تشد من وزري ومرة كي تلفني من خصري ___________ ابتعدَ عنها كي لا يعكر مياهها الصافية تجنبها كي لا يقلق راحتها ومن يومها نومها متقطع ___________
سألني رجل دين لماذا لا تذهبين الى دار العبادة؟ اجبته لان الله لم يعد موجودا في بلادي. لقد هاجرها منذ امد بعيد. قال متذمرا: هل تصلين؟ قلت: لا لماذا اصلي. فانا ليست لي ذنوب وان كان هناك ذنوب لم اكن مسؤولة عنها اضاف، هل تصومين؟ قلت لا،لأنني صمت صوما دام ثلاثة عشر عام ويوم فطرت. فطرت على الدم . تركني ومضى وهو يردد كلاما غير مفهوما،على الاقل بالنسبة لي وانا اردد كلاما ولكنه مفهوم قلت: آه ليتك فتحت قلبي لوجدت جميع الانبياء يتربعون عليه بايمان عميق لا يليق بالوضع الراهن ولاني لا اجيد فن الاعلان وماتعلمته في صغري بأن الانبياء جميعهم لا يحتاجون الى دعاية. ___________ ليست من عادتي ان اصفق لاحد ولكن لك صفقت ولا اعرف لماذا؟ ___________ قلمه يستفزني يهزني يبتزني يحشد لي حججا محفوفة بالغموض يأخذني الى اماكن مشبوهة يجردني من كل شيء لا تخجل نفسي منه قلمه ينغرز كالدبوس بقلبي من بين مئات الاقلام يشدني ذلك القلم ذلك المحترف زرعني في حقل التعجب ومضى تاركا خلفه امرأة لا اعرفها امرأة مشوهة امرأة نصفها متآكل والنصف الاخر لم يعد له وجود ___________
كلما خطرت بباله تملكه الزهو لانه نالها بطرف القلم ___________ سالته، ماذا تقرأ: اجاب، صحفية يعود تاريخها الى ما قبل ولادتي بسنة اي قبل اربعين عام كي اعرف ماذا يحدث غدا. فانا من خلال الصحف القديمة اتابع الاحداث الجديدة وقد اخبرك بما سيحدث غدا ايضا، كما تعلمين لا شيء تغير. الصحف هي هي والابواب ثابتة الشيء الوحيد الذي يتغير هو صاحب الملكية او اسم رئيس التحرير واسماء تظهر واسماء تختفي وكلها تدور حول نفسها والمواضيع ذاتها رددت ساخرة: انا احبها لانها تصلح لتنظيف التوافذ ! ___________ قرر ان يصمت هذا الرجل مثل كلبته التي لم تعد تنبح منذ اكثر من شهر وكانت تقضي معظم وقتها في تأمل صاحبها بود وصاحبها يتأملها بوجع والسبب بسيط لان احدهما كان يحتضر ! ___________ القانون لا يحمي المغفلين، يحمي فقط اللصوص والطغاة ___________ حين سن حمو رابي قانونه العين بالعين والسن بالسن لم يضع في حسبانه أن الانبياء سيؤيدوه من خلال كتبهم السماوية والعالم اهمل قانونه وطبق ما ذكر في الكتب السماوية !
قال: سألوني عنك حرت بماذا اجيب لكن لخصتك بكلمة واحدة. قلت: انها تأريخي قالت: وانا حين سألوني عنك لم احير مثلك بجوابي قلت: انه جادة مشواري الطويل الذي سرته وانا اتكؤ على قلبي الاعمى بفرح ! ___________ كبهلوان مخضرم يسير على حبال معلقة اجتزتك انا ___________ ذاهبة انا وعباتي وعصاتي وقلبك الذي يلازمني كظلي عباتي كي استر بها ذنوبي عيوبي ندوبي عصاتي كي اتكأ عليها وقلبك كي يقني من شر الغربة ويبعد عني وحشة الوحدة ___________ سقطت السكرية من يده انكسرت وتناثر السكر امام اقدامنا تنهد قلبي وقال لا بأس انه فأل خير ___________
ابالغ بأعجابي اغالي بغيابي اتقصد اهمالها ادور غيرها ادعي انها لا تناسبني اعطي لكل امرأة الوقت الذي تستحقه لكل واحدة مكانتها واجامل بعضهن واتجنب بعضهن اتحمل بعضهن الا هي لم اعطيها من وقتي ولا من اهتمامي ولا احسستها يوما بان عليها ان تغادر ربما لاني لم احسم امرها بعد او لانها تتفهمني وتجعلني احس انهامن الممكن ان تعيش بعيدا عني وان تبقى تحب ذلك المعتوه الذي يقطنني، لذا قررت ان اتركها دون ان اجرحها وهي بمرور الوقت ستشفى مني وانا سأنسى اني اعرفها او عرفتها انا رجل مزدحم وهي امرأة امضت عمرها في الاعتصام منذ ان خسرت حياتها عن لسان رجل يدعي انه حكيم النساء ___________ قال اللص للمواطن الساذج ،الذي يحرص على ان يبقى ساذجا، لك النص ولي النص اي انا سأخذ كل ما تملك وانت تحتفظ بظلك ويمكنك ايضا ان تحتفظ بظل تك الشجرة التي تستظل تحتها ويمكنك ان تنام على اصوات عصافيرها ايضا وتستيقظ ايضا على اصوات بنادق الصيادين واذا لم تجد احد يمكنك ان تعاود نومك الهنيء تثاءب المواطن، مط جسده المنخور من طعنات صيادين ادعُوا انهم اصابوه بالغلط ثم غط في نوم عميق تاركا اللص يحرسه ! ___________ مسح الفقير بأسماله الغبار العالق عن نافذته المفطورة بزجاجها الملون مسح الغبار عن حذاءه الذي يعتقد انه لا يعتق ابدا ثم اخرج صحفية قديمة فرشها على الارض قال مخاطبا نفسه لنرى اليوم من الذي فاز بالمناقصة ومن الذي حصل على الترقية ومن الذي ربح المليون وكم بشرى سارة لافتتاح مطاعم التي تزداد بعدد البطالة في البلد وعن الجوعى الذين يطمسون رغيفهم الجاف بعزة نفس زائفة مثله !
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحضور والرحيل
-
تصديق ما لا يصدق
-
ولا زالت الميمة جنب الخيمة
-
مسطبة العابرين
-
متشردة
-
لحظات مكسورة-الجزء الخامس
-
وطن مغلق بقلوب مفتوحة
-
جاري العزيز
-
حوار بين أم وابنها
-
وقفة احتجاج في قاعة محاضرات مغلقة*
-
هلوسة ليلية
-
أحمر الشفاه
-
الخيط
-
حوار امرأة مع الريح
-
المملوكة الحزينة
-
الغربة تقطنني
-
روائح
-
وجوه
-
حداد
-
المتسولة المدمنة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|