أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - من يوميات أمراة شبه منسيه.















المزيد.....

من يوميات أمراة شبه منسيه.


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 23:44
المحور: الادب والفن
    


من يوميات أمراة شبه منسيه.
جوزفين كوركيس البوتاني

في وجهي
ندوب وذنوب
لم يراها احدا غيرك
___________
يتكأ على عكازته
ويسير بتثاقل
وهي تتكأ عليه
تسير فرحةً ومطمئنةً
___________
قال لها: ضحكتك بالدنيا
ومضى
ومن يومها
وهي تحاول ان تعيد رنة ضحكتها
ولكن عبثا !
___________
أبري ذمتي منك
وامضي
واترك الفوز يرفرف كطائر اللقلق حولك
وسأجعلك تتلذذ بطعم هزيمتي
أنسحب من ساحتك الوهمية بهدوء
وساتوار عن ناظرك
تاركة لك اللب والقشور معا
وبعدها حلل شخصيتي كما يحلو لك
قل هشة، مفتعلة، رخيصة، وفية، مطيعة،
اي شيء يشبع ويقنع قلبك الذي خذلته
حسب قوانينك و حساباتك الدقيقة
من يدري ربما ..
واكتشفت انني لست على مقاس افكارك!
او انني؟
___________
الهدايا التي يتبادلها الحكام فيما
بينهم، هي غالبا ما تكون رؤوس الفقراء!
___________
حررك القلب عن طيب وجع
وقيدتك هذه الذاكرة
السافرة بحبال الاحتمال !
___________
حسب رأي العدالة
يُفصل المجرم عن السوي
وفي الغالب يكون السوي هو المجرم الحقيقي !
___________
اسقطني في بركة الامان
اسقطته في بركة الهذيان !
___________
قرص
حبة وجع الرأس
قرص
رغيف بلدي
قرص
شمس توارت خلف سحابة
وقرص لاغاني قديمة
تفوح منها رائحة ايام جميلة
كل هذه الاقراص
تقول لي:
اطمئني،
لا شيء يدوم !



قالوا:
تابوته من الذهب
قلت:
ومن ذلك الذي كان
عشه من القش !
___________
تجار
الرقيق
تجار
الدقيق
وتجار
الرحيق
يتزاحمون امام المطارات
للعودة الى الوطن الذي جعلوا
منه "كنغو" ثانية
___________
سألني:
كم عمرك؟
قلت:
بأيجاز
انا ولدت بعد الطوفان بيوم
وترعرعت بين الارض واليابسة الجديدة ومن يومها يطلق على اليابسة الارض الموعودة وشاهدت الحمامة وهي تحمل غصن الزيتون بمنقارها المتآكل لتبشر المحبوسين في السفينة المصنوعة من خشب الارز او من يدري ربماكانت مصنوعة
من عيدان الرز
وذقت اول رغيف خبزته غانيه الهيكل المهجور
وقرأت ما دونه ذلك الحكيم او لنسميه ذلك المؤرخ
وما أكثر المؤرخين. لقد تناسلوا فيما بعد واصبحوا بعدد الناجين من الغرق واكثر
وكما اني شاهدت مراسيماً لتتويج ملكا ما على الارض التي تراكمت عليها
الاملاح
والرمال
والمال الحرام
و اوراقا
والواحا برموز غريبة
كما اني حضرت ادانة رجل سرقوا منه عقله وثوبه العتيق
واتهموه بأسم العدالة بالجنون
وبعد كل ما حدثتك عنه وما مررت به وما رأيت
اُقرٌ أن الحياة قصيرة جدا
كما قال النبي سليمان
الحياة عندي
كمن يدخل من الباب ويخرج من الشباك
مهما طالت او قصرت
وانا يا صديقي
بيني وبين الشباك
حبر و شبر !
___________
أنا
في حضنك الدافئ
وانت
في حضن الوطن الموجوع
والوطن
في حضن اللصوص
واللصوص ،كما تعلم، لا تجيد لغة العناق
لذا شَدوا الخناق
على الوطن،
عليك
وعليَ.
___________
انت
تشغل نفسك بشيء ما
بقلمك الفضي مثلا
وانا اشغل قلبي العاق
بشيء ما في صدري
كذنب ارتكبته بحضورك
او امنية حققتها بغيابك
قبل ان تلفض ما يدور بخلدك
من فضلك اسمعني
بين حضورك وغيابك الموجع
المرأة التي تعزك اشغلت نفسها بخياطة كفنها
بأتقان وهي تستحضر خطاياها
اقصد
كانت تستحضرك !
___________
قدومك
الي
كقدوم الربيع على الفقراء
جلوسك
معي
كجلوس المذنب بحضرة خالقه
و وداعك
لي كان
كوداع الابن الوحيد لامه
وهو في طريقه الى حتفه المؤكد
وليتك لن تآتي !
___________
كقط شارد، جالسة انا فوق جدار اليقين
اراقب المارة
والمارة يراقبونني حائرين ومشككين
___________
ليتك تطل عليّ مرتين
كما العيد يطل مرتين
مرة كي تشد من وزري
ومرة كي تلفني من خصري
___________
ابتعدَ عنها كي لا يعكر مياهها الصافية
تجنبها كي لا يقلق راحتها
ومن يومها نومها متقطع
___________

سألني رجل دين لماذا لا تذهبين الى دار العبادة؟
اجبته لان الله لم يعد موجودا في بلادي. لقد هاجرها منذ امد بعيد.
قال متذمرا: هل تصلين؟
قلت: لا
لماذا اصلي. فانا ليست لي ذنوب وان كان هناك ذنوب لم اكن مسؤولة عنها
اضاف، هل تصومين؟
قلت لا،لأنني صمت صوما دام ثلاثة عشر عام ويوم فطرت. فطرت على الدم .
تركني ومضى وهو يردد كلاما غير مفهوما،على الاقل بالنسبة لي
وانا اردد كلاما ولكنه مفهوم
قلت: آه ليتك فتحت قلبي لوجدت جميع الانبياء يتربعون عليه بايمان عميق
لا يليق بالوضع الراهن
ولاني لا اجيد فن الاعلان وماتعلمته في صغري بأن الانبياء جميعهم لا يحتاجون الى دعاية.
___________
ليست من عادتي ان اصفق لاحد ولكن لك صفقت
ولا اعرف لماذا؟
___________
قلمه
يستفزني
يهزني
يبتزني
يحشد لي حججا محفوفة بالغموض
يأخذني الى اماكن مشبوهة
يجردني من كل شيء
لا تخجل نفسي منه
قلمه
ينغرز كالدبوس بقلبي
من بين مئات الاقلام يشدني ذلك القلم
ذلك المحترف زرعني في حقل التعجب ومضى
تاركا خلفه امرأة لا اعرفها
امرأة مشوهة
امرأة نصفها متآكل والنصف الاخر لم يعد له وجود
___________

كلما خطرت بباله تملكه الزهو
لانه نالها بطرف القلم
___________
سالته،
ماذا تقرأ:
اجاب، صحفية يعود تاريخها الى ما قبل ولادتي بسنة اي قبل اربعين عام
كي اعرف ماذا يحدث غدا. فانا من خلال الصحف القديمة اتابع الاحداث الجديدة وقد اخبرك بما سيحدث غدا ايضا، كما تعلمين لا شيء تغير. الصحف هي هي والابواب ثابتة الشيء الوحيد الذي يتغير هو صاحب الملكية او اسم رئيس التحرير واسماء تظهر واسماء تختفي وكلها تدور حول نفسها والمواضيع ذاتها
رددت ساخرة:
انا احبها لانها تصلح لتنظيف التوافذ !
___________
قرر ان يصمت هذا الرجل مثل كلبته التي لم تعد تنبح منذ اكثر من شهر وكانت تقضي معظم وقتها في تأمل صاحبها بود
وصاحبها يتأملها بوجع
والسبب بسيط لان احدهما كان يحتضر !
___________
القانون لا يحمي المغفلين،
يحمي فقط اللصوص والطغاة
___________
حين سن حمو رابي قانونه
العين بالعين والسن بالسن
لم يضع في حسبانه أن الانبياء
سيؤيدوه من خلال كتبهم السماوية
والعالم اهمل قانونه
وطبق ما ذكر في الكتب السماوية !

قال:
سألوني عنك
حرت بماذا اجيب لكن لخصتك بكلمة واحدة. قلت: انها
تأريخي
قالت:
وانا حين سألوني عنك لم احير مثلك بجوابي
قلت:
انه جادة مشواري الطويل الذي سرته وانا اتكؤ على قلبي الاعمى بفرح !
___________
كبهلوان مخضرم يسير على حبال معلقة
اجتزتك انا
___________
ذاهبة انا
وعباتي
وعصاتي
وقلبك الذي يلازمني كظلي
عباتي
كي استر بها
ذنوبي
عيوبي
ندوبي
عصاتي
كي اتكأ عليها
وقلبك كي يقني من شر الغربة
ويبعد عني وحشة الوحدة
___________
سقطت السكرية من يده
انكسرت وتناثر السكر امام اقدامنا
تنهد قلبي
وقال لا بأس انه فأل خير
___________

ابالغ
بأعجابي
اغالي
بغيابي
اتقصد اهمالها
ادور غيرها
ادعي انها لا تناسبني
اعطي لكل امرأة الوقت الذي تستحقه
لكل واحدة مكانتها
واجامل بعضهن
واتجنب بعضهن
اتحمل بعضهن
الا هي
لم اعطيها من وقتي
ولا من اهتمامي
ولا احسستها يوما بان عليها ان تغادر
ربما لاني لم احسم امرها بعد او لانها
تتفهمني وتجعلني احس انهامن الممكن ان تعيش بعيدا عني وان تبقى تحب ذلك المعتوه الذي يقطنني، لذا قررت ان اتركها دون ان اجرحها وهي بمرور الوقت ستشفى مني وانا سأنسى اني اعرفها او عرفتها انا رجل مزدحم وهي امرأة امضت عمرها في الاعتصام منذ ان خسرت حياتها
عن لسان رجل يدعي انه حكيم النساء
___________
قال اللص للمواطن الساذج ،الذي يحرص على ان يبقى ساذجا،
لك النص ولي النص
اي انا سأخذ كل ما تملك
وانت تحتفظ بظلك ويمكنك ايضا ان تحتفظ بظل تك الشجرة التي تستظل تحتها
ويمكنك ان تنام على اصوات عصافيرها ايضا وتستيقظ ايضا على اصوات بنادق الصيادين واذا لم تجد احد يمكنك ان تعاود نومك الهنيء
تثاءب المواطن، مط جسده المنخور من طعنات صيادين
ادعُوا انهم اصابوه بالغلط ثم غط في نوم عميق
تاركا اللص يحرسه !
___________
مسح الفقير بأسماله
الغبار العالق عن نافذته المفطورة بزجاجها الملون
مسح الغبار عن حذاءه الذي يعتقد انه لا يعتق ابدا
ثم اخرج صحفية قديمة فرشها على الارض
قال مخاطبا نفسه لنرى اليوم
من الذي فاز بالمناقصة
ومن الذي حصل على الترقية
ومن الذي ربح المليون
وكم بشرى سارة لافتتاح مطاعم
التي تزداد بعدد البطالة في البلد
وعن الجوعى الذين يطمسون رغيفهم الجاف
بعزة نفس زائفة مثله !



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضور والرحيل
- تصديق ما لا يصدق
- ولا زالت الميمة جنب الخيمة
- مسطبة العابرين
- متشردة
- لحظات مكسورة-الجزء الخامس
- وطن مغلق بقلوب مفتوحة
- جاري العزيز
- حوار بين أم وابنها
- وقفة احتجاج في قاعة محاضرات مغلقة*
- هلوسة ليلية
- أحمر الشفاه
- الخيط
- حوار امرأة مع الريح
- المملوكة الحزينة
- الغربة تقطنني
- روائح
- وجوه
- حداد
- المتسولة المدمنة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - من يوميات أمراة شبه منسيه.