|
نحن واليهود ..لا يزاودنّ علينا أحد
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 07:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس ما أكتبه رجما بالغيب ، ولا هو قراءة عرافة بالفنجان ، وليس ضربا بالرمل تقوم به بصارة محترفة ، كما أنه ليس تحليلا سياسيا يحتمل الخطأ والصواب ، بل هو حقائق ثابتة مثبتة في الملفات والأرشيفات ، لكن أحدا لا يريد فتحها لحاجة في نفس يعقوب ، وأنا لها. عندما أقول نحن ، فإنني أعني بذلك العرب والمسلمين عموما ، فالمسلمون ملتزمون بما ورد في كتاب الله ، من حيث الإيمان بكافة الرسل وبما نزل إليهم من كتب ، أما العرب حتى قبل الإسلام فكانوا يحتضنون اليهود بين ظهرانيهم ويعاملونهم بإحترام ، رغم ما كان بعض اليهود يفعلونه من إثارة للفتنة وتعامل بالربا وغير ذلك ، حتى أن بعض العرب تعاطفوا مع اليهود كديانة دون ان يعلموا أن قادة الصهيوينة قد إختطفوا اليهود من الرب ، ورموهم في حضن الشيطان ، كما قال لي الحاخام الراحل لطائفة ناطوري كارتا "حراس المدينة" في القدس وإسمه موشيه هيرش ذات حوار في عمان ، أثبت فيه عداء لا يلين للصهيونية ،وأكد لي :"أنا فلسطيني مثلك يا إبني". لقد إستفحل العداء اليهودي للعرب والمسلمين بعد أن ظهر صدق التوراة والإنجيل ، حول مجيء نبي عربي أمي يتيم هو محمد "صلى الله عليه وسلم" ، وقد حاول اليهود قتله بعد توقيع المعاهدات معه ، وأشهر مؤامرة في هذا المجال دعوته على وليمة ذبحوا له فيها شاة ، وقاموا بتسميم كتفها لعلمهم انه يحب لحم الكتف. بعد أن أسري بالنبي محمد إلى الأقصى ، أمّ في الأنبياء جميعا وصلى بهم جماعة ، وكانت تلك الصلاة رسالة قاطعة لليهود أن الله إستبدلهم بالعرب ، وأن إمامة النبي محمد للأنبياء في الأقصى قبل عروجه إلى السماء كانت رسالة واضحة . من هنا تحرك السم اليهودي الزعاف وبدأت المؤامرات ، لكن الله حمى نبيه ورسالته ، وجرى ما جرى ، وتم طرد اليهود من الجزيرة العربية لأنهم لم يحفظوا عهدا ولم يحترموا معاهدة وقعوا عليهم كما هم الآن . لم تحتملهم أوروبا المسيحية ، وقام ملك إسبانيا فيليب الثاني وزوجته الملكة إيزابيلا بطرد 300 ألف يهودي من البلاد وتهديدهم بالطرد أو التنصر وبمحاكم التفتيش . قضى من قضى منهم على أيدي جلاوزة الملك الإسباني ، وإصطحب كولومبس معه مجموعة إلى أمريكا ، وغالبيتهم وجدوا الديار العربية "شمال إفريقيا " ، تحتضنهم من منطلقات إنسانية وتفتح لهم أبوابها وتهيء لهم حياة كريمة ، كما أن الديار الإسلامية "الإمبراطورية العثمانية " هي الأخرى فتحت لهم الأبواب ، وعاشوا حياة كريمة لكنهم وبعد ان رفض السلطان عبد الحميد الثاني منحهم فلسطين وطنا قوميا ، تآمروا معهم ونجحوا في عزله . وتتلخص القصة في نجاح اليهود بتشكيل تحالفات مع المعارضة العثمانية للسلطان عبد الحميد الثاني ، بالتعاون مع الحركة الماسونية التي كانت متغلغلة في الإمبراطورية العثمانية وكذلك جمعية الحياة والترقي ، ووصل الأمر بهم إلى أن أفرزوا يهوديا إسمه عمانوئيل قره صو - كان قد توسل للسلطان عبد الحميد الثاني لمنحهم فلسطين وطنا قوميا ، بعد هيرتزل – في اللجنة التي طلبت من السلطان عبد الحميد الثاني التنحي . عندها خاطبهم السلطان بقوله : أتفهم موقفكم كأتراك مني ، ولكن من هو هذا اليهودي الذي يرافقكم وما دوره في المؤامرة ، وكيف تسمحون ليهودي أن يمثل الأمة الإسلامية ، أليس في الأمة من يقول للخليفة أنت معزول ؟ أأنتم تعملون الإنقلاب أم اليهود ؟ ثم خاطب اليهودي قرة صو غاضبا : عندما جئت تطلب مني أن أعطيكم فلسطين وطنا لليهود وطردتك، قلت لك أنك تنظر إلي كمن سيحاسبني يوما ما ، لقد هيأوا لك هذا اليوم ، أعرف هذا جيدا إنه رد على شبر أرض لم أعطه لكم ، لن أترككم تحلمون بأن تجعلوا كل الوطن الإسلامي أرضا يهودية....علما أن اليهود وصلوا إلى مرتبة الوزراء وكبار القادة ورجال الأعمل وحققوا وجودا مميزا ، ومع ذلك تحركت غريزتهم وغدروا من تلقفهم من محاكم التفتيش. في حوار أجريته مع الرئيس السابق لجمهورية البوسنة والهرسك د.حارس سيلايجيتش، قال أن بلاده إستقبلت اليهود الناجين من محاكم التفتيش ، وهيأت لهم الحياة الكريمة . أما في الوطن العرب فقد عاشوا بكل حرية ومع ذلك ضللت معظمهم الصهيوينة ، وأجبرتهم على الرحيل إلى فلسطين بعد الإتفاق مع حكام الدول العربية آنذاك ، على بيعهم اليهود مقابل مبالغ معينة ، حتى أن "أمير المؤمنين "في السودان جعفر النميري قام بتسهيل ترحيل يهود أثيوبيا "الفلاشة " مقابل مبلغ كبير. ولن ننسى وضع اليهود في فلسطين قبل وعد بلفور ،إذ كانوا عربا أقحاحا لا تميزهم عن العرب الفلسطينيين ، لكن الرواد الصهاينة سمموا أجواء العيش المشترك في فلسطين وزرعوا العداء والكراهية .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليفني مصابة بالإيدز.. اللهم لا شماتة
-
مصطفى سلامة ..لاجيء فلسطيني يرفع علم الأردن فوق إيفرست
-
داعش في طور التفكيك
-
داعش يمهد لأوروبا إحتلال ليبيا
-
جائزة أفضل معلمة ..لماذا؟
-
ظاهر عمرو ..رئيس حزب مميز
-
قيادة جديدة لحزب الحياة
-
مظاهر الإرهاب في الغرب ..حرف للأنظار عن الإرهاب الصهيوني في
...
-
إسرائيل إذ تفرض شروطها على تركيا
-
حزب الله ..الصيد السهل
-
الحرب على -الإرهاب -.. عقيدة بوش
-
إقترب الحسم في سوريا
-
الإنسحاب الروسي من سوريا ..تحقق الهدف
-
حارث الضاري
-
خراسان ...الطريق إلى إيران))) إصدار الباحث العزّوني الجديد
-
إقترب الترانسفير الفلسطيني
-
سفير الهند لدى الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي حول آفاق ا
...
-
تركيا إلى أين؟
-
خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
-
تجليات في سرادق الشهيد الزيود
المزيد.....
-
إيلون ماسك خلال حملة ترامب: لدينا مرشح شجاع تصرف تحت إطلاق ا
...
-
كيف غير قطار -شينكانسن- فائق السرعة الياباني صناعة السكك الح
...
-
موقع: الجيش الإسرائيلي يسقط مسيرة مجهولة قد تكون قادمة من ال
...
-
الحرب في يومها الـ 366: غارات إسرائيلية مكثفة على غزة ولبنان
...
-
أعنف قصف ببيروت وليلة دامية في غزة ودعوة أممية لـ-وقف سفك ال
...
-
المقاومة أنبل ما جادت به الأمة
-
مراسلنا: قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية استهدفت مراكز صحية وقرى
...
-
مصر تعلن عن مشروع طبي عملاق في سيناء في ذكرى حرب أكتوبر
-
في ذكرى حرب أكتوبر.. السيسي: جيشنا قادر على فعل المستحيل مهم
...
-
لافروف يصف مجموعة مكافحة غسيل الأموال الأوراسية بالآلية الرا
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|