أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إكرام يوسف - أيتها الحرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك!!















المزيد.....

أيتها الحرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك!!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1388 - 2005 / 11 / 24 - 20:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مثلما هي القاعدة التي أصبحت سائدة في عالمنا اليوم: يشكو الجنوب، و تتعالى صيحاته، ويتحدث ..ويتحدث.. ويتحدث، ثم يقرر الشمال وينفذ ليخضع الأول ككل مرة!!. ولأن القرارات والتوصيات لا تفرض على "الأقوياء"، وإنما يفرضونها هم، فمثلما حدث في "كيوتو"، لم تستطع مناشدات وتوسلات الجنوب أن تلين قلب الشمال في مؤتمر "قمة المعلوماتية" الذي انتهت فعالياته قبل أيام.
ورغم أن مطالب دول الجنوب فيما يتعلق بالحصول على نصيب عادل من الثروة التكنولوجية، ربما تبدو من وجهة نظر قيم العدل والأخوة والمساواة، حقا إنسانيا، إلا أن الحق لا يمكن أن ينتصر ما لم تسانده قوة، كما تؤكد كل دروس التاريخ. وكان شعار "ردم الهوة الرقمية" هو الأكثر شيوعا بين معظم ما كتب في هذا الشأن، منذ بدأت الدعوة للمشاركة في تكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات؛ التي ظهرت كفكرة عام 1998 بمبادرة من أعضاء "الاتحاد الدولي للاتصالات" حتى عقد مؤتمر قمة المعلوماتية في تونس استكمالا للقمة التي عقدت في جنيف ديسمبر 2003 ولا أعرف كيف يطمح "معدومو" المعلومات في "ردم" الهوة بينهم وبين محتكري "المعلومات"؟.. ردمها مرة واحدة!! ولم يذكر سوى قلة من المتواضعين تعبير "تضييق" أو "تجسير" الهوة.
الحرية.. الحرية
وقبل أن ينعقد اليوم الأول لمؤتمر تونس الذي عقد من 16 إلى 18 من الشهر الجاري، اتضح كيف يغني كل من أغنياء العالم وفقرائه "على ليلاه"؛ وسبق افتتاح القمة مفاوضات مضنية استغرقت أكثر من 11 ساعة، وأفضت إلى اتفاق على عدم إثارة موضوع سيطرة الولايات المتحدة على شبكة الإنترنت العالمية مقابل إتاحة وصول الفقراء إلى الشبكة العالمية للمعلومات•
ومن أولى جلسات القمة ركز زعماء وممثلو الدول الكبرى في كلماتهم على قضايا الحريات العامة، وحرية نقل المعلومات؛ بينما اختار حكام الدول النامية التركيز على المطالبة "بردم" الهوة الرقمية القائمة بين الشمال والجنوب، ودعوة الدول الصناعية لدعم توفير البنى التحتية التي تمكن شعوب العالم الثالث من مواكبة ثورة التكنولوجيا الرقمية في العالم.
وكان الإشراف على شبكة الانترنت الدولية نقطة الخلاف الرئيسية خلال المؤتمر حيث تطالب دول العالم الثالث بتعديل نظام الإشراف على شبكة الانترنت الدولية الذي تحتكره الولايات المتحدة. وطالب مشاركون "بان تكون إدارة الانترنت متعددة الإطراف وشفافة و ديمقراطية" و"بمشاركة كاملة من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية". ودعوا إلى "التعاون من اجل إيجاد الصيغ والسبل الكفيلة بعولمة الانترنت وضمان توزيع فوائدها توزيعا منصفا وتيسير النفاذ إليها وتعميم مزاياها وأهدافها الإنسانية والوصول إلى تفاهم مشترك بشان المسائل المتصلة بأمن الانترنت".
بينما دعا الاتحاد الأوروبي مدعوما بعدة دول من بينها إيران إلى "تخويل مهمة مراقبة الانترنت إلى هيئة دولية تتبع الأمم المتحدة
بينما تصر الولايات المتحدة على استمرار احتكارها للإشراف على الشبكة عبر مجلس إدارة شبكة الانترنت (إيكان) الأميركي الذي أنشئ عام 1998 ومقره كاليفورنيا، ويسيطر على سوق "خدمات الانترنت" في العالم ويتحكم في الخدمات الجذرية التي تمكن من الوصول إلى المواقع وتسجيل النطاقات (مثل دوت كوم. وأورج. وغيرها). وتعلل الولايات المتحدة رفضها لمشاركة دول العالم في هذا الإشراف بأن ذلك قد يمنح دولا لا تحترم حرية التعبير سلطة على الانترنت. بينما يرى خبراء أمريكيون أن تعديل هذا الوضع الاحتكاري ربما يؤدي إلى تبعثر الشبكة الكونية وتحويلها إلى مجموعة شبكات قارية يصعب السيطرة عليها ومراقبتها.
رومانسية الفقراء
وفي نهاية أيام المؤتمر الثلاث كان أقصى ما توصل إليه المجتمعون هو اتفاق يبدو قريبا من اقتراح الاتحاد الأوروبي. ونص الاتفاق على إقامة "منتدى" دولي يهدف إلى مناقشة المسائل المتعلقة بالانترنت مثل الرسائل الالكترونية غير المرغوب فيها (سبام) والفيروسات المعلوماتية والجريمة عبر الانترنت.
وهذا المنتدى الذي سيدعو إليه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أن, سيعقد
أول اجتماع له العام المقبل في اليونان. وتنص التسوية أيضا على عملية تعاون برعاية "منظمات دولية معنية" لإقامة إشراف دولي على الانترنت.
لكن هذه الإجراءات الموازية لن يكون لها أي سلطة على شركة "إيكان" التي تصر واشنطن على استمرار وضعها الاحتكاري.
وهكذا اتضح أن التسوية التي خرج بها المؤتمر كانت بين دول الشمال ممثلة في الولايات المتحدة من ناحية والاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى؛ بينما خرجت دول العالم الثالث دون أن تحصل حتى ولو على مجرد وعد بتحقيق مطالبها حيث رفضت الدول الغنية الالتزام بالمساهمة في "صندوق التضامن الرقمي" المفتوح للمجموعات المحلية والقطاع الخاص، ولم يدخل الصندوق الذي يهدف لدعم تجهيز الدول النامية بأحدث تقنيات الاتصال بأسعار زهيدة منذ إنشائه في جنيف عام 2003 سوى ثمانية ملايين يورو.
. ومازال نحو خمسة مليارات نسمة من بين ستة مليارات هم إجمالي عدد سكان العالم محرومين من فرصة التعامل مع الانترنت؛ رغم أن "مؤتمر إفريقيا الإقليمي" التحضيري للقمة، الذي عقد في مالي بمدينة باكو عام 2002 والذي شارك فيه ممثلو 51 دولة أفريقية كان حافلا بالأماني الطيبة، ويبدو أن أصحابه كانوا يرفعون بحسن نية البسطاء، شعار "يا ناس يا فل الخير للكل"، فجاء تقريرهم النهائي مغرقا في التمنيات الطيبة على النحو التالي:
ـ ينبغي أن يوجه مجتمع المعلومات العالمي اهتمامه إلى مصالح جميع الدول، وبالأخص مصالح البلدان النامية.
- ينبغي تمكين كل المواطنين من وسائل استعمال شبكات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كخدمة عامة.
- ينبغي ضمان حق كل مواطن في حرية التعبير وحماية نفاذه إلى المعلومات في الميدان العام العالمي كجزء من حقه الثابت في النفاذ بحرية إلى المعلومات التي تشكل تراث البشرية، وتوفير البنية التي تمكنه من ذلك.
كما أكد المؤتمر التحضيري الذي عقد في القاهرة في يونيو 2003 "على ردم الفجوة مع احترام حق المواطن العربي في أن تكون له ثقافة رقمية خاصة به".
وهكذا يثبت الفقراء رومانسيتهم، فما الذي يدفع الأغنياء لتحقيق مطالبهم ومنحهم ما يتطلعون إليه من حقوق؟ طالما يقنع الفقراء بأن تظل جميع أوراق اللعبة بأيدي الأغنياء، ودون أن يبحثوا عن أوراق الضغط التي يملكون استخدامها،أو يدرسوا سبل استخدام هذه الأوراق.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة -شافيز- وصدمة النفط الجديدة
- غول التمييز العنصري في زمن العولمة 2-2
- غول التمييز العنصري في زمن العولمة 1-2
- في ذكرى يوم الهول الأمريكي3-3
- في ذكرى يوم الهول الأمريكي 2-3
- في ذكرى يوم الهول الأمريكي.. الفاعل والمستفيد 1-3
- إحياء روح مصر القديمة
- المرأة التي حيرتهم وحيروها معهم
- قبل فوات الأوان..علم الإدارة هو الحل
- الاستثمار في البشر..حل يحمي جميع الأطراف
- ديمقراطية مدفوعة الثمن مقدما
- الفيشاوي والحناوي.. أزمة مجتمع يفقأ عينيه بأصابعه
- نعم..هي مؤامرة
- لا للتمديد.. لا للتوريث .. و-لا- غائبة...
- -مصر واجعاني- ..حكومة سلطها الله على نفسها
- انتهى الدرس ياغبي
- فجر طفولته في وجوهنا أشلاء!!
- -عندما -نستوردنا
- ديمقراطية -هوم دليفري-
- العصيان المدني سلاح لايجب ابتذاله


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إكرام يوسف - أيتها الحرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك!!