حسني براهيم عبد العظيم
الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 08:41
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
5ـ أرسطو:
بلغ النضج الفلسفي قمته علي يدي أرسطو (384 ـ 322) ق.م, فهو آخر الفلاسفة اليونانيين العظام, حيث شهدت الفلسفة والفكر بشكل عام حالة من التدهور بعد وفاته.
وأرسطو هو تلميذ أفلاطون وأستاذ الإسكندر الأكبر, ولم يكن أرسطو من أبناء أثينا, وإنما هو مقدوني, كان والده يعمل طبيباً في بلاط ملك مقدونيا, فقد نشأ في أسرة تمتهن علماً تجريبياً, وكان لذلك أثر واضح في تفكيره, حيث اتجه فكره اتجاهاً واقعياً, خلافاً لأستاذه الذي اتسم بالمثالية.
التحق أرسطو بأكاديمية أفلاطون وظل يتعلم فيها قرابة عشرين عاماً, وقد عاصر امتداد سلطة مقدونيا علي بلاد اليونان, وتوسع الإسكندر الأكبر وفتوحاته المتعددة, وانتهي نظام المدن الدول, وبدأ عهد الإمبراطورية.
أنشأ مدرسة في أثينا سماها "اللوكيوم" Lyceum نسبة إلى المكان الذي نشأت فيه , وقد ألف كثيراً من الكتب التى تناولت أغلب النظم الاجتماعية, السياسية والاقتصادية, والأسرية, والتربوية, والأخلاقية, وعالجها معالجة واقعية قائمة علي التحليل العقلي, كما أسهم في دراسة علم الأحياء, والمنطق, ويعد رائد علم السياسة , وقد ظل تأثيرا أرسطو قائما ومسيطراً على الفكر الأنساني قرابة العشرين قرناً.
ألف أرسطو عدة مؤلفات , يعد كتاب "السياسة" Politics أشهرها علي الإطلاق, وقد استغرق تأليفه حوالى 15 عاماً, وجاء في ثمانية مجلدات, ووضع فيه أصول علم السياسة من خلال دراسته لعدد كبير من دساتير الدول اليونانية وغير اليونانية.
ويمكن عرض أهم أفكار أرسطو ـ بإيجاز ـ فيما يلي:
1ـ نشاة المجتمع:
يري أرسطو أن نشاة المجتمع, ترجع إلي الطبيعة الانسانية التى تميل إلي الاجتماع والمعاشرة, فهو صاحب المقولة الشهيرة : " الانسان حيوان اجتماعي" أى انه اجتماعي بطبعة, لا يمكنه العيش دون جماعة ينتمي إليها, ولذلك يعتقد أرسطو أن الأسرة هي نواة المجتمع, فالمجتمع قد تشكل من خلال تجمع الأفراد في أسر, ثم تكونت من هذه الأسر قري villages من اجل إشباع حاجاتهم المادية, ويؤدي اجتماع عدة قري غلي تكوين المجتمع ووجود الدولة.
ويعتقد أرسطو أن المدينة أو الدولة أكبر من الفرد والعائلة, لأن الكل أكبر من مجموع أجزائه, وتتسم المدينة بالاكتفاء الذاتي, ويتحقق ذلك الاكتفاء باجتماع عدة قري لديها القدرة علي سد احتياجات الحياة كلها.
2ـ الأسرة في رأى أرسطو:
الأسرة , كما تبين فيما سبق, هي الوحدة الأولية في بناء المجتمع, وتتكون الأسرة من الزوج والزوجة والأبناء, لذلك يرفض أرسطو بشدة فكرة الشيوعية الجنسية التى نادي بها أفلاطون, لأنها تهدم أساس الأسرة, وفي إطار تحليله لبناء العلاقات داخل الأسرة, يرفض فكرة السادة المطلقة بين الرجل والمرآة التى أكدها أستاذه, حيث رأي أرسطو تميز الرجل عن المرآة, وجعله صاحب السلطة داخل الأسرة, وهذه السلطة لها مظاهر ثلاث:
ـ سلطة علي الزوجة أو الزوجات.
ـ سلطة علي الأبناء.
ـ سلطة علي العبيد
ويري أرسطو أن من واجب الأسرة أن تأتي للمجتمع بأطفال أصحاء, وذلك بأن يمنع الزواج المبكر والزواج المتاخر, كما يمنع زواج المرضي والضعفاء, وينبغي أن يكون عمر الزوجين متقارباً, ويجب أن يحدد النسل, فينصح بالإجهاض, قبل أن يتشكل الجنين وتدب فيه الحياة, حتى يبقي المجتمع متوازناً سكانيا.
غير أن أخطر ما طرحه أرسطو من أفكار حول الأسرة كانت تلك المتعلقة بالمرأة، حيث نظر إلى المرأة نظرة غاية في الدونية والاحتقار، فقد زعم أرسطو أن المرأة من الرجل كالعبد من السيد، وكالبربري من اليوناني، والمرأة رجل ناقص، تركت واقفة على درجة دنيا من سلم التطور، والذكر متفوق بالطبيعة، والمرأة دونه بالطبيعة، الرجل حاكم والمرأة محكومة، وهذا المبدأ ينطبق على جميع الجنس البشري، إن المرأة ضعيفة الإرادة، وبذلك فهي عاجزة عن الاستقلال في المرتبة والخلق، وأفضل مكان لها هو حياة بيتية هادئة، تكون لها السيادة المنزلية بينما يحكمها الرجل في شئونها الخارجية، يجب ألا تتساوى النساء مع الرجال كما في جمهورية أفلاطون، ولا بد من زيادة الفوارق بينهما. لاشئ أشد جاذبية من الاختلاف، ليست شجاعة المرأة متماثلة مع شجاعة الرجل، كما افترض سقراط، شجاعة الرجل في القيادة وشجاعة المرأة في الطاعة،أو كما يقول الشاعر صمت المرأة مجد لها.
ولا يكتفي أرسطو بهذا القدر من الانتقاص من المرأة، بل يضيف إليها عدم قدرتها على ممارسة الفضائل الأخلاقية المختلفة على نحو ما يفعل الرجل، وعدم قدرتها على شغل أي منصب اجتماعي أو ثقافي، أو حتى قيادة المنزل، إن مهمتها تقتصر فقط على الإنجاب، بل إنها مسئولة مسئولية كاملة عن إنجاب الأنثى، والرجل هو المسئول عن انجاب الذكور، وهي فكرة كانت وربما ما زالت شائعة جدا في مجتمعنا العربي، وقد أثبت العلم الحديث خطئها بجلاء.
ويعتقد أرسطو أن من الطبيعي أن يأمر الزوج، وأن تطيع الزوجة (لأن جنس الذكر أصلح للرئاسة من جنس الأنثى، ومن ثم فتسلط الرجال على النساء مسألة طبيعية جدا) ويرجع أرسطو أسباب هذا التسلط إلى الفارق في القدرة العقلية بين الرجل والمرأة، وسيطرة الجانب العاقل من النفس على الجانب غير العاقل عند الرجل، ويرجع كذلك لأسباب بيولوجية، كسلبية المرأة باعتبارها الهيولي، وإيجابية الرجل بوصفه الصورة، ومن الأسباب كذلك الفارق في السن، لأن أرسطو كان يساير التقاليد اليونانية في أثينا التي تجعل الفتاة تتزوج من رجل في ضعف سنها، فلا يكون بينهما تقارب في السن أو في المستوى العقلي. والغريب أن أرسطو كان يرى أن ذلك التفاوت في عمر الزوجين، يرجع لأسباب بيولوجية،فسن الزواج ليس أمرا يخضع لأمزجة الناس وأهوائهم، بل هو أمر تقرره الطبيعة، فإذا كانت الطبيعة قد حددت سن السبعين كحد أقصى لقدرة الرجل على الإنجاب، وحددت سن الخمسين كحد أقصى عند المرأة، فإنه ينبغي علينا أن نرجع لهذا الأصل، ونحافظ على هذه النسبة نفسها في تحديد أفضل سن للزواج، أي لابد أ يكون الفارق بين سن الرجل وسن المرأة عند الزواج عشرين سنة كما حددته الطبيعة.
وقد وضع أرسطو بعض القواعد الاجتماعية للنظام الأسري منها:
أ ـ الزواج من دعائم التكافل الاجتماعي.
ب ـ اخلاقيات أفراد الأسرة تؤدي لرقي المدينة.
ج ـ العبيد أو الموالي هم خدم الأسرة.
د ـ السلطة مرتبطة بالإرادة والعبيد لا سلطة لهم لافتقادهم تلك الإرداة.
3ـ التعليم:
إن غاية التعليم عند أرسطو هي تطور المجتمع وازدهاره, فهدف التعليم هو تنشئة المواطن الحر, وازدري أرسطو التعليم الذي يبغي المنفعة, ولذا فقد هاجم السوفسطائيين لأنهم كانوا يتقاضون أجوراً نظير ما يقدمونه من علم, ويري أرسطو بالإضافة إلى ذلك أن التعليم ليس نمطاً واحداً, وإنما يختلف حسب الفئات الاجتماعية, فهناك تعليم للحر وتعليم للعبد, كذلك يوجد تعليم للرجل يختلف عن تعليم المرآة, فتعليم الحر يقوم علي تنمية الملكات العقلية الخاصة بالتأمل والمناقشة والحوار وإدارة المجتمع, وتعليم العبد يرتبط بالأعمال اليدوية والمهن الشاقة, كما ان تعليم المرأة ينبغي أن يرتبط بكيفية تربية الأطفال ورعايتهم , كما يتضمن تعليم المرأة الاهتمام بجمالها وشخصيتها.
ويؤكد أرسطو أن تربية الأطفال تبدأ بغرس العادات والقيم الفاضلة منذ الطفولة المبكرة , والاهتمام بالتدريبات البدنية حتى تقوي أجسامهم, ولا ينبغي تدريبهم تدريبات عقلية في هذه السن المبكرة, لأن عقولهم لم تنضج بعد, ويسمح للأطفال بالتعبير الحر عن انفعالتهم من فرح وألم, ويمنعون من الاختلاط بالعبيد ويمنع عن أذانهم كل فاحش من القول, كما يمنع عن أبصارهم التماثيل العارية, والصور الفاحشة التى يصنعها الفنانون,
ويري أرسطو أنه عند الخامسة من العمر يمكن للأطفال أن يتعلموا العلوم المناسبة لأعمارهم كالقراءة ومبادئ الحساب, وفي المراحل التالية يتم تعلم الرياضة والموسيقي والرسم, ثم يتلقي البالغون من العلوم ما يؤهلهم لاحتراف مهنة معينة, أو ما يساعدهم علي أن يكونوا مواطنين صالحين.
4ـ الرقيق:
كان المجتمع اليوناني منقسماً انقساماً حاداً بين طبقتي الأحرار والرقيق, وكانت طبقة الرقيق وضيعة المكانة, لدرجة أن أفلاطون في تقسيمة للمدنية الفاضلة, لم يشر إليهم مطلقاً.
وجاء تحليل أرسطو لظاهرة الرقيق متأثراً بهذا الوضع, فرأى أن ظاهرة الرق هي ظاهرة طبيعية, وليست شاذه, فلا بد من خضوع فرد لفرد, أو جماعة لجماعة أخري, حتى يستقيم أمر المدينة, ويتحقق النظام داخلها, فالرق إذن جزء أصيل من بنية المجتمع, لا يمكن للمجتمع أن يعيش بدونها, حيث يعمل العبيد في خدمة سادتهم, حتى يوفروا لهم الوقت والجهد للتأمل والبحث في أمور الفلسفة.
ويري أرسطو أن خضوع العبيد لسادتهم يرتبط بالسلطة والسلطة مرتبطة بالإاردة , وبالتالى فإن العبيد لا إرادة لهم ولا سلطة لهم , ولذا فليس لهم أيه حقوق سياسية, فالحر يحمل السلاح دفاعاً عن المدينة, ويتمتع بالملكية الخاصة, ويصوت في مجلس المدينة, وينتخب فيه , أما العبد فليس له أى حق من هذه الحقوق.
5ـ النظام السياسي:
جاء تحليل أرسطو للنظام السياسي من خلال رؤية واقعية, حيث تحدث عن نشأة الدولة أو المدينة من خلال تجمع عدة أسر تكون قري, وتتجمع هذه القري بدورها لتشكل المدينة أو الدولة.
ثم يتحدث بعد ذلك عن أشكال الحكومات, وقد جاء حديثه عن هذه الأشكال بعد دراسته العميقة لعدد كبير من الدساتير (158) دستوراً ,ولذلك فقد كان الدستور والقانون هو المعيار الأساسي لتقسيم الحكومات فإذا استخدام الدستور لصالح المجتمع ككل كانت الحكومة صالحة, اما إذا استخدم لصالح فرد واحد أو قلة تكون الحكومة فاسدة, وبناءً علي ذلك فقد قسم الحكومات إلي قسمين:
1ـ حكومات صالحة.
2ـ حكومات فاسدة.
فالحكومات الصالحة هي التى تراعي الصالح العام, وتعمل علي تحقيق السعادة والفضيلة للمجتمع, تنقسم إلي ثلاث صور:
أـ الملكية أو الموناركية, وهي حكومة الملك الفرد, الذي يتسم بالحكمة وإتقان العمل , وهو ليس حكماً وراثياً بالضرورة.
ب ـ الحكومة الأرستقراطية, وهي حكومة الأقلية من الصفوة , وهي الأقلية العاقلة والرشيدة.
ج ـ حكومة الأثرياء المعتدلين the polity وهي حكومة دستورية من أفراد الطبقي الوسطي, فهم ليسوا شديدي الفقر, أو شديد الثراء, وهي أفضل أشكال الحكومات.
أما الحكومات الفاسدة, فهي لا تراعي مصلحة فرد معين أو مجموعة أفراد ولها صور ثلاث أيضاً.
أـ حكومة الطغيان, اى استبداد فرد واحد بالحكم, وذلك لا يرجع لحكمته وكفاءته, وإنما بسبب قوته وثرائه.
ب ـ الحكومة الأوليجاركية, استبداد جماعة من الأثرياء.
ج ـ الحكومة الديمقراطية, وهي التى تسعي لتحقيق مصالح الفقراء, وتسودها الفوضي والفوغائية.
ويري أرسطو أن الأنواع الصالحة من الحكومات تتحول إلى فاسدة, إذا انحرفت عن الصالح العام وحكم القانون والدستور, فالحكومة الملكية الصالحة تتحول إلي حكومة طغيان, والحكومة الأرستقراطية المختارة تتحول إلي حكومة الأغنياء المستبدين (الأوليجاركية) وحكومة الأثرياء المعتدلين تتحول إلي حكومة ديمقراطية غو غائية.
6ـ الإسهامات المنهجية لأرسطو:
وضع أرسطو العديد من القواعد المنهجية التى تمثل مدخلاً أساسياً للدراسة العلمية, فهو صاحب المنهج القياسي في علم المنطق, بل أنه مؤسس علم المنطق الصوري ذاته, وقد اهتم بالمنهج الاستقرائي واعتمد عليه في دراساته, الذي يتمثل في دراسة عدد محدد من الحالات, ثم استنتاج القوانين أو القواعد العامة التى تنطبق علي جميع الحالات, وقد طبق ذلك في دراسته عن الدساتير التى خرج من خلالها بنظريته السياسية.
وبالإضافة إلي ذلك, فقد أولي أهمية خاصة بالملاحظة العلمية Observation واستخدمها في دراساته التطبيقية, وخاصة أبحاثه في علم الأحياء, حيث استطاع من خلال ملاحظاته المنظمة أن يصف 500 نوع من الحيوان, وشرح بنفسه خمساً منها, وقد ساعده الإسكندر على بحوثه, حيث كلف موظفيه بجمع المعلومات والأشياء التى يحتاجها معلمه في دراساته.
ويتضح مما سبق أن أرسطو قد لمس كثيراً من الموضوعات والقضايا التى تدخل في إطار علم الاجتماع المعاصر, ويعد أرسطو من أوائل من لفتوا الانتباه نحو استخدام المنهج العلمي في دراسة المجتمع, حيث اختلف عن أستاذه أفلاطون, وركز اهتمامه علي الواقع الراهن الموجود, ولم يكن خيالياً وغارقاً في المثالية.
ورغم ذلك فهناك بعض المآخذ علي أرسطو لعل أهمها تأكيده علي مشروعية الرقيق, واعتباره أمراً طبيعياً, كما أن العديد من القضايا العلمية التى توصل إليها أرسطو, أثبت العلم خطئها فيما بعد، وهي أخطاء كثيرة ومتعددة من أبرزها قوله بأن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس تدور حول الأرض.
بيد أن أخطر المآخذ وأكثرها تأثيرا في فكر أرسطو تمثلت في موقفه من المرأة، حيث أسهم هذا الموقف بقوة في تهميش دور المرأة وانتقاص مكانتها وقيمتها، إن خطورة ما طرحه أرسطو تكمن في أنه نظَّّر ،ووضع الأساس الفلسفي لامتهان المرأة واحتقارها، فقد بذل جهده ليضع نظرية فلسفية عن المرأة يستمد دعامتها الأساسية من الميتافيزيقا، ثم راح يطبقها في مجال البيولوجيا أولا، والأخلاق والسياسة بعد ذلك، ليثبت فلسفيا صحة الوضع المتدني للمرأة التي وضعتها فيه العادات والتقاليد اليونانية. وكلنا يعرف مدى التأثير الذي تركه أرسطو على الفكر الإنساني، فقد ظل مهيمنا على ذلك الفكر قرابة عشرين قرنا، بل أن الكنيسة الكاثوليكية اعتبرت أن كل من يخالف أفكار أرسطو يعد مهرطقا، ولذلك فقد اضطهدت كل العلماء والمفكرين الذين جاءوا بأفكار مخالفة لأرسطو كما حدث مع كوبر نيكوس وجاليليو وغيرهما.
ـ تدهور الفكر الاجتماعي اليوناني بعد أرسطو:
تعرض الفكر الاجتماعي اليوناني بعد أرسطو لحالة من التدهور والاضمحلال وذلك نتيجة بعض العوامل مثل فتوحات الاسكندر الأكبر التى حولت الدول اليونانية المستقلة إلي جزء من الامبراطورية , مما أدي إلي اختلاط اليونانيين بغيرهم, وخاصة الشعوب الشرقية, فحدث انصهار بين الفلسفة والدين, ولم يعد للفلسفة استقلالها الذي أدي لازدهارها.
وقد ظهرت مدرستان فلسفيتان في هذه المرحلة, بيد أن تأثيرهما كان ضعيفاً, وهما المدرسة الأبيقورية والمدرسة الرواقية, ركزت الأولي علي مفهوم اللذة, ومالت نحو الإلحاد وإنكار الدين, ورأت أن الفضيلة ليست لها قيمة ذاتية, وإنما قيمتها فيما تشتمل عليه من اللذة الحسية والعقلية, فاللذة هي أساس الأخلاق, أما المدرسة الرواقية فمالت نحو الاتجاه المعاكس, حيث رأت أن الشهوة واللذة شر مطلق يجب إبادته, وأن هناك حرباً بين العقل والشهوات, يجب أن ينتصر فيها العقل, ومن ثم كانت نظرتهم تنتهي بالتقشف والزهد, وكان سقراط هو ملهمهم في ذلك من خلال حياته القائمة علي البعد عن متعة الجسد, وموقفه القوي تجاه الموت.
#حسني_براهيم_عبد_العظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟