أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 00:20
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
بسببِ طبيعتي الزلزاليّة
فأنا لا ألمعُ إلّا بين الأنقاض.
*
أرضي خصبةٌ
والأشجارُ كثيرة
لكنْ لا أسماء لها ولا أحداق.
*
يوميّاً أجلسُ عندَ النبع
من الفجرِ حتّى المغرب.
حتّى أنَّ النبعَ تنبّهَ لي
وَأخذَ يسألني أسئلةً مِن ماء.
*
قالَ صديقي: كيفَ أكتبُ شِعْراً؟
قلتُ: الأمرُ بسيط
لا تكتبْ عن الشجرة
ولا عن الثمرة،
اكتبْ عن الجذرِ فقط.
قال: هذا صعبٌ جِدّاً!
قلتُ: اذنْ، اكتبْ عن عشِّ الطائرِ فوقَ الشجرة
فهو دليلكَ نحوَ الثمرة
ورفيقكَ في كشفِ روحِ الشجرة.
ضحكَ صديقي وقال:
أنا لا أحبُّ العشَّ ولا الطائر.
قلت: اذنْ، أنتَ لا تصلح للشِعْر
فالشِعْر هو الطائر.
بل هو، في تفصيلٍ أكثر،
رَفْرَفَةُ جناحِ الطائر.
*
قالَ: هل ترى الشاعرَ كاتبَ نصوص؟
قلتُ: الشاعرُ مُطلِقُ راء الروح
إلى فاءِ الفجرِ أو ميمِ الموت،
وهو مكتشفُ حاء الحُبِّ وساحرُ باء البُعْد.
*
الشاعرُ قمرٌ في أرضٍ لا يسكنها بشرٌ
أو شمسٌ لقومٍ لا أحداق لهم.
*
الشِّعْرُ هَلْوَسَةُ الألِفِ وأنينُ النونِ: الروح.
*
الشِّعْرُ دمدمةُ الموت،
هذيانُ البحر،
ضياعُ الصحراء،
كوابيسُ المنفى،
ولمعانُ الماء.
*
الشِّعْرُ هو الفصلُ الأعظمُ في سرَّ الكون.
*
الشِّعْرُ حرفٌ يحتجُّ على نَفْسه.
فيتظاهرُ ليلَ نهار
ضدّ فساد المعنى
ورياء الكون .
*************************
مقاطع من قصيدة طويلة
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟