أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أمنيتان














المزيد.....


أمنيتان


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التاسع من نيسان 2003 وبعد مشاهدتي لدبابتين أمريكيتين على جسر الجمهورية ببغداد من خلال التلفاز في منفاي الدنماركي، إنتابتني مشاعر مختلفة لا أستطيع وصفها اليوم كونها كانت خليطا من حزن مشروع على بلدي المحتل وقد دنسّته البساطيل الامريكية وقلق على مستقبله، وفرح مشروع أيضا لرحيل البعث الفاشي وقائده المجرم مصحوبين بلعنات الشرفاء من أبناء شعبنا. ومن الطبيعي وكما حال ملايين العراقيين وأنا المهجّر وعائلتي من بلدي أن تكون لنا أمنيات نتمنّى تحقيقها برحيل الطغاة، منها ما هو شخصي ومنها ما عام ووطني.

لحقدي المشروع والمقدّس على البعث ونظامه الدموي فأمنيتي الأهم وأنا حينها أحلم بالعودة "لم يتحقق لليوم" الى وطن مزقه الطغاة من خلال حروبهم العبثية وحصارات الغرب التي أذّلت شعبنا وأرجعتنا عشرات السنين للوراء كانت، إعتقال رأس النظام وأعوانه وتقديمهم للمحاكمة وسجنهم وليس إعدامهم على الرغم من كثرة جرائمهم التي لا تحصى ووحشيتها.

أمنيتي كانت تتلخص في إخراج المجرم "صدام حسين " وأعوانه بعد عشر سنوات من سجنهم ليروا الوجه الآخر للعراق بعد رحيلهم عن السلطة، إذ كنت أتوقع من أن فترة عشر سنوات كافية للبدء ببناء وطن دمّروه ومجتمع مزّقوه. خصوصا وإن اللوحة السياسية بالبلد كانت تشير الى هيمنة الاسلاميين الذين رفعوا راية عدل "الامام علي" وبناء وطن يتسع للجميع كما كانوا يقولون أو يتاجرون بالأحرى.

اليوم ونحن على أبواب الذكرى الثالثة عشر للتاسع من نيسان أعدت النظر وأنا ارى حال العراق بأمنيتي تلك، وأشكر الاحزاب الاسلامية وعلى رأسها حزب الدعوة الحاكم وزعيمه الفاشل "نوري المالكي" من أنّهم لم يحققوا أمنيتي بالأبقاء على المجرم "صدام حسين" حيّا لليوم بل أعدموه، ليعتبر بعض السذّج من "المثّقفين" من أن كل مساويء الدعاة والإسلام السياسي واجرام حكومات المحاصصة من الممكن غفرانها مقابل إعدام الطاغية!!

تخيلوا معي كيف كان المجرم "صدام حسين" سينظر الينا نحن الحالمون ببناء دولة عصرية على أنقاض دولته الدموية، تخيلوا معي ضحكته وهو ينظر الى قتلنا بعضنا البعض على الهوية لليوم، تخيلوا معي ضحكته وهو يرى زيادة عديد جيوش الارامل والايتام، تخيلوا معي ضحكته وهو يرى بؤس واقعنا الزراعي والصناعي والمائي، تخيلوا معي ضحكته وهو يرى بؤس مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا، تخيلوا معي ضحكته وهو يرى ونحن الذين كنا ننتقده لكثرة حماياته وهو يرى حمايات بعشرات الآلاف يقطعون الشوارع متى ما ارادوا ليفسحوا الطريق لمسؤول أمّي! تخيلوا معي قهقهته وهو يرى الاعداد غير المعروفة للميليشيات المسلحة ونحن الذين كنا ننتقده لوجود ميليشيات الجيش الشعبي وفدائيي صدام . وتخيلوا وتخيلوا كما تشاءون وفي مختلف المناحي .

اليس من حقي أن أشكر الفاشل نوري المالكي وحزبه ودولة لاقانونه وتحالفه الوطني على أعدام الطاغية صدام حسين ، كونهم قطعوا المجال امامه للتشفي بيّ وبأمنيتي البسيطة ...

أمّا أمنيتي الثانية فإنني أتمنى وعلى عكس الاولى أن تتحقق، وهي كما الاولى أمنية ملايين من العراقيين الذين طحنهم الارهاب والفساد والجوع والمرض ، ملايين العراقيين المشردين والمهجّرين داخل وخارج وطنهم ، ملايين العراقيين الذين يعرفون فقط أرقام ما دخل خزينة بلدهم من أموال في سنوات إرتفاع اسعار النفط ولكنهم لم يلمسوا من خلال حياتهم البائسة ما يشير الى استفادتهم من تلك الاموال.

أمنيتي هي إعتقال مسؤولي عصابات المحاصصة الطائفية القومية وإعطائهم بيانات بما دخل خزينة البلاد من العملة الصعبة في فترة حكمهم الكارثية، والقيام بجولة على مختلف مدن وقرى العراق ليروا بأعينهم الكم الهائل من الخراب الذي تسببوا به، أمنيتي أن أراهم خلف القضبان ليحاسبهم شعبنا على كل جرائمهم ، أمنيتي أن ارى أموال بلدي المنهوبة تعود الى خزائنه لنبني بها وطنا معافى من أدران الطائفية.

إن كنت قد شكرت الفاشل نوري المالكي وبقية رفاقه على إعدامهم للمجرم "صدام حسين" كي لا يرى فشلنا، فانني سأشكر ألف مرّة من يعتقل زعماء عصابات الجريمة المنظمة من المافيويين المهيمنين على السلطة من قاطني الخضراء، ويجعلهم في أقفاص تحت نصب الحرية في ساحة التحرير لمحاكمتهم وسجنهم .... ليروا بعد سنوات كيف سيصبح حال العراق .... ولكن خوفي سيبقى مشروعا الا تشاطروني الخوف!؟

لقد منحني "الجنّي" أمنيتين إثنتين ولا أود التفكير بالثالثة.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يراهنني؟
- خبز .. حرية .. دولة مدنية
- لا إصلاح الّا بقبر المحاصصة
- تظاهرات الوعي وتظاهرات اللاوعي
- حتّى أنت يا -نجامينا- !!
- آلا الطالباني توجه قارب الإصلاح نحو مستنقع البرلمان
- 8 شباط 1963 – 2016 .. الجريمة مستمرة
- السيد السيستاني يقرّ بفشل تدخل المرجعية بالشأن السياسي
- الثقافة بين تكريم بالكويت وإهانة في العراق
- عذرا عَلّي لقتلك ثانية
- دراسة التمايز بين الاسلام كمعتقد والإسلام السياسي واحتكار ال ...
- متى تزيدين الكلام إذن أيتها المرجعية الدينية!!؟
- إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن
- ستفشل السعودية وحلفائها في جرّ إيران الى حرب إقليمية
- نادية مراد
- معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه
- هل الخمر سبب بلوى العراق !
- نجاح الأربعينية لا تعني أنتصار معركة الإصلاح
- داعش تشرب النفط ولا تبيعه لتركيا!!
- أيها الدعاة أيها المتحاصصون ... لقد بان معدنكم الردي


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أمنيتان