طلال ابو شاويش
الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 22:13
المحور:
الادب والفن
لا أتوق إلى كثير من الصحة لأحيا بها الأن و هنا....يكفيني صوت متهدج يجترح الااااااه والسعال والزفرات المتحشرجة من بين ثنايا الصدر الملتهب....ووجه كالح لا تهتم سوى امراة واحدة لتعبيراته وتقاسيمه...فمرة تكون أمي ...أبكي على صدرها و أنام على ساقيها لأثرثر بأخر اخبار سلامنا مع الشيطان و حال قادة يسارنا الكذابين ذوي النمو المقلوب زمنا و قيمة... وأخر ما كتبت و ما أنوي نشره في خراباتنا الرسمية أو في المنفى الغريب....وشكواي الباردة من طعام زوجتي الكريه وملابسي التي لا تعرف الكي إلا في مناسبات أكره المشاركة فيها....و مرة تصبح رفيقتي فأحدثها عن يأسي و قنوطي من نية مشاركة وزيرنا الشاب إيهاب الأنيق إبن العائلة الأرستقراطية في معرض فني لأخ- ليس بأخ -يزعم بأنه فنان رغم عمله لثلاثين دهرا في أجهزة امنهم الدموية وتقاعد من جهاز الدولة اللقيطة ليحترف التزوير وسيشرف يوم الموت القادم بعد الجمعة بلقاء اليمين الملتحي و الوسط الملتحي و اليسار الملتحي أيضا...وعن المستوى الهابط للحوارات اإالكترونية بين رفاق الحزب الواحد وإعلاميي الحقل الواحد و لقطاء الإنقسام الواحد....ومرة ثالثة تصير حبيبة جميلة رائعة تتفهم ضعف انتصابي وفشل كل المحاولات الحميمية لإنجاز مهمة الحب المرتقبة في اللقاءات المسروقة... و أخيرا تتهاوى اللهفة في فراغات الرضا و القناعة بما يتوفر من صحة و رغبة... تتمها بعض القبلات التى يتوقف لها الزمن احتراما و تقديرا لبهائها و عمقها...
لا أتوق لكثير من الصحة لأحيا بها الأن و هنا ...لأن كوب قهوتها الكبيرة المختلط بدمعات كبيرة تهوي من دماغها فيه ...تغنيني عن كل المضادات الحيوية ومهدئات المعدة و مسكنات ألام الظهر و حبوب الصداع وسيجارتي حشيش أو كأس خمر محلية رديئة وتجعلني متفهما لإحراق إنسان لنفسه حتى الموت كحدث اعتيادي ....لا أحتاج لكثير من الصحة كي لا يلاحق موتي حديث الإثارة فيردد عنه أحد مرضى الزهايمر أو السرطان بيأس واستسلامّ:
- يا إله الكون....مات و هو بصحة جيدة!!!
طلال أبو شاويش
#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟