الماء المتعب من النهر

حسن العاصي
باحث وكاتب
(Hassan Assi)

الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 19:12
المحور: الادب والفن
    

هذا الليل زفير الوقت
بلا أصفاد
يتعرى من أسوار الضوء
ومن صمته
ليل يتشظى حقل من سنديانة
ويقطف من صوته
وريد النهار
بين الليل ومواسم الصبّار
فجر يحرق المدى
ويصلب صهوة الزمن



الماء المتعب من النهر
يرتاح قليلاً من عبء الأوراق
في عبق الحقول
يصحو التراب من غفوته
والهديل على العشب
قزحي التحليق
يركض الصغار
يكتبون أحزانهم
فوق حواف المساكب
كأنهم زنابق تنتظر عناق



مواعيد غابت
وأخرى تنتظر
وأحلام تتراكم كعيون مالحة
في عتمة السواقي
عظام عرّتها ريح النرجس
خلف الشواهد
قامات يغسلها الليل مرتين
تلتحف اللحد
تصلي قبل التراب
ثم تنام



مدد مدد
تفر الدروب إلى التلال
الموت يتناسل في جوف المدينة
والمقابر تبحث عن الأكفان
مدد يارب المكان مدد
أين المفر ؟
النور الراقد وجوه الطفولة
والموت عقارب تراقص النوافذ
لكننا باقون ياربي
حتى تتمزق أعناق الرجال
أو نشهق فرحاً وننفطر
بساتين وعصافر



نرتمي على لبادة الصمت
فقاعات في غبش الغابة
يرسم الصنوبر أوراق المطر
حفيف على ظلال بلا جسد
والقناديل تكتب الهاوية
بلا صرير
هكذا عند ساقية الدهشة
يقتلعنا المعنى
لنمضي على أرصفة الخذلان
الممتدة نحو الشراع


خلف الفوانيس النائمة
تعجن الصلاة الحزينة
دموع الغائبين
ترتعش سدرة الوجع
بياضاً على هيكل الفراغ
ويحلق وتر العين
نحو السراب الراحل

#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات