|
اختلاف معنى الروح في القرآن
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 12:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الله ذات و روح وكلمة ناطقة ، هذا ما نؤمن به ، وكلمة الله تجسد في انسان ولد من مريم العذراء بمعجزة ربانية و اتحد في احشائها ليكون شهادة للناس على انه انسان بشري بطبيعة الهية من غير اب بشري ، مرسل الى الناس لينقل كلمة الله لهم و يصالح الخطاة مع الله بعد التوبة ويفتديهم . و الله لا يعجزه شئ . فهو على كل شئ قدير .
حل روح الله على مريم ، الفتاة الطاهرة العذراء التي اصطفاها الله لتلد الطفل يسوع المسيح ابن الله بالروح وليس زواج من صاحبة وابن زرع بشري كما يدعي المفترون ، ملاك الرب جبرائيل بشر العذراء بالحبل المقدس الفريد، و اعطى للمولود القادم اسما عجبيا وهو عمانوئيل اي تفسيره الله معنا . وهذا دليل سماوي آخر على الوهية المسيح . بان الله معنا على الارض بهيئة المسيح . وقد تنبأ بهذا النبي اشعيا قائلا : " يعطيكم السيد نفسه اية ، ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " ... اشعيا 7 - 14 ونبوءة اخرى بقوله : " لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. " اشعيا 9-6 و تنبأ النبي اشعيا بطريقة صلبه قائلا : " اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه" . اشعيا 53 - 7 و نبوءة اخرة يقول فيها : "سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" اشعيا 53 - 12 . هذا هو يسوع المسيح روح الله و كلمته المتحد بالجسد والذي فسره القرآن بغير ذلك . فقد خلط محمد بين الروح وجبريل فيما يتعلق بقصة مريم العذراء .فقد وصلته معلومات مشوهة سمعها عن قصة البشارة في إنجيل لوقا 1 : 19 -31 من نصارى مكة ، وصاغها باسلوب خاطئ مضطرب، فقال عن الروح و مريم : فأرسلنا إليهاً روحنا ً سورة مريم : 17 وًاسماه " رسول الرب " في سورة مريم : 19 ،حيث جعل روح الله ورسول الله واحداً وهو الملك جبريل . ثم يعود و يميز في القرآن بين الملائكة والروح في سورة المعارج : 4 " تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة" و الاية " تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر " سورة القدر : 4 .
فهل جبريل هو احد الملائكة ام هو روح الله الامين فقط . و قد نجم عن هذا التمييز إشكال آخر: فمن هو الروح هنا ؟ قال المفسرون، رداً علي ذلك ، أن جبريل هو الروح . (الطبري 23: 251، 24: 547) .و لكن جبريل من الملائكة، فلماذا هذا التمييز ؟ و في اية 87 من سورة يوسف يظهر ان روح الله شئ آخر " . يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون " روح الله هنا لا علاقة له بجبريل بل بالله .
في كتاب معضلة القرآن جاء أن: [من كان عدواً لجبريل فأنه نزلة علي قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين سورة البقرة : 97 تقول الآية إن جبريل هو من ينزل القرآن علي محمد ،وفي آية أخري نقرأ أن روح القدس هو من يقوم بهذه المهمة : قل ًيا محمدً نزله روح القدس من ربك سورة النحل : 102 . وجاء في نص ثالث أن ًالروح الأمينً هو من ينزل القرآن سورة الشعراء: 193. فهل الروح القدس هو روح الله ام هو جبريل رسول الله او الروح الامين اسمه ؟ الا يبدو هذا تناقضاً ؟ إن الرأي الذي يسعي الأدب الإسلامي لنشره يقول إن الروح القدس هو جبريل .لكن في الواقع ، أن اسم الروح القدس، ورد في القرآن أربع مرات ،ثلاث منها مقترنة بالمسيح ،إذ تقول الآية : واتينا بعيسي ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس سورة البقرة 87 ، فهل جبريل هو من ايد عيسى ام روح الله هو المؤيد له ؟ وتتكرر هذه العبارة حرفياً في الآية 253 من سورة البقرة ،و بشكل مقارب في سورة المائدة : 110 . لدي البحث عن معنى الروح القدس ، تقول المصادر التفسيرية إنه : - جبريل. - أو الإنجيل. - أو {إنه الاسم الذي كان يحيي به ًالمسيحً الموتى } - أو إنه ًالروح القدس الذي نفخ فيه و وروح القدس هو اللهً ، حسب تفسير الرازي 3 : 190 ، والطبري 2 : 221 – 225 . كما ان الاية التي تعبر عن جوهر المسيح انه روح منه اي من روح الله : " انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه " فهل الروح هو المسيح الانسان او روح الله القدوس الذي هو ذات الله ام هو الملاك الذي يدعى جبريل او جبرائيل رسول الله لأنبياءه ؟ انه خلط قرآني اختلط على محمد معناه ، و تاه النبي المصطفى بين اسرار الروح الذي لم يعرف تفسيرا له و لا معناه . وقال انه من امر ربي ولم يعرف المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى سره و تفسيره ولم يتمكن من اجابة السائلين عنه رغم ان جبريل صاحبه كان يزوره باستمرار، ويحل له مشاكله العائلية و وخلافات ازواجه و تزويجه من زينب بنت جحش ، ولم يفسر له جبريل ماهية الروح وبقى الروح لغزا بمعاني عديدة في القرآن .
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الى الكاتبة فاطمة ناعوت
-
المؤلفة قلوبهم
-
الارهاب الوهابي يضرب اوربا مجددا
-
الرد على تسائلات مسلم
-
الاخوان المسلمين والفاشية
-
العنف في المجتمع
-
الجنة في الاسلام و المسيحية
-
الانجيل او الخبر السار
-
خديجة صانعة النبوة
-
نساءٌ في حياة محمد
-
المسلمون و الحروب الصليبة واوربا
-
شذرات من وحي السيرة المحمدية
-
اله الاسلام خير الماكرين
-
اين قال المسيح انا الله فاعبدوني ؟
-
هل كان محمد عقيما بلا ذرية ؟
-
هل الهنا والهكم واحد ؟
-
مقارنة بين المسيحية و الاسلام ؟
-
امثال لقمان الحكيم في القران مقتبسة من الوثنية
-
الدين سبب تخلف الحضارة العربية و الاسلامية
-
مصادر قصة النبي ابراهيم في القرآن
المزيد.....
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|