أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 56 * في الحقيقة والغاية !














المزيد.....

أديب في الجنة 56 * في الحقيقة والغاية !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 04:52
المحور: الادب والفن
    


في هدأة الليل العابق برائحة المسك والشواء وسحر الألوان المتماوجة ورنيم الأنغام الحالمة، ورفيف ذبالات الشموع على الموائد ، وتهادي نسيم الحوريات ، وتحليق أسراب الكائنات ، يدخل المعقول في اللامعقول ، والواقع في المستحيل ، والغريزي في الخارق ، فلا يمل الراقصون من تبادل القبل ، ولا يشعر امرؤ بالشبع ، ولا بالحاجة لقضاء الحاجة ، ولا يتنبه أحد لطول الليل ومضي الزمن ، ولا يشعر بالنعاس أو التعب والحاجة إلى النوم !
يطرق الإمبراطور متفكرا متأملا ومئات الإسئلة تتصارع في مخيلته وهو يعيش في الواقع المستحيل ،
فيما يبدو له الملك لقمان هادئا في نفسه وقورا في هيئته لا يعكر صفو مخيلته شيء! يتساءل :
- هل تسمحون لي جلالتكم بتوجيه سؤال خاص لكم !
- تفضل جلالتك !
- من أنتم ؟
لم يبد على الملك أنه تفاجأ بالسؤال .
- أنا الباحث عن الحقيقة، وإن شئت كي لا أطيل الحديث ، عن الخالق أو الله!
- لقد حفل التاريخ بآلاف الباحثين عن الحقيقة ولم يتوصلوا إليها، وإن كان بعضهم يرى في ما توصل إليه حقيقة مطلقة لا تقبل الشك ، لذلك استكانت الأمم إلى معارفها ومعتقداتها وتوقفت أو كاد بعضها أن يتوقف عن التفكير في الأمر، فهل تعتقدون جلالتكم أنكم ستتوصلون إليها ؟
- أنا أحاول فإن توصلت فهذا جيد وإن لم أتوصل فقد أكون قد أنرت شمعة في غياهب الظلام !
- وهل تتوقعون أن الخالق يعرف الحقيقة المطلقة ؟
- يفترض أنه يعرف القدر الأكبر من الحقيقة إذا لا يعرف الحقيقة المطلقة .
- وهل هناك حقيقة مطلقة ؟
- ممكن ! وممكن لا !
- ما هي الحقيقة المطلقة من وجهة نظركم ؟
- هي حقيقة الحقائق التي ليس بعدها حقيقة . ويمكن القول أنها اكتمال الغاية .
- وإذا لم يكن هناك غاية ؟
- يكون الوجود عبثا ولا ضروة له ! وهذه مسألة شبه مستحيلة !
- لماذا ؟
- لأن من جهد أربعة عشر مليارا من الأعوام لم يجهد لإيجاد وجود عبثي ! وإذا كان الأمر كذلك
فهو كائن مجنون أو عقل مجنون !
- وما هي الغاية ؟
- تحقيق قيم الخيروالمحبة والعدل والجمال .
- وكيف عرفتم ذلك.
- كل ما في الكون يشير إلى ذلك ، بدءا من جمال الكون بحد ذاته ، مرورا بجمال الطبيعة وانتهاء بجمال الإنسان كشكل! . ويمكن القول أن قيم الجمال قد تحققت إلى حد ما ، ولم يبق إلا القيم الأخرى التي لم تتحقق إلا بنسب ضئيلة متفاوتة .
- لماذا حسب رأيكم ؟
- لأن الإنسان لم يدرك حتى الآن الغاية من وجوده . فهو يتخبط في طرق التدين والعبادات والشرائع وتصور الآلهة وإعمال القتل والبغض بدل المحبة وعدم تحقيق العدل .
- وهل تحقيق هذه القيم هوالغاية من خلق الإنسان ؟
- هذا ما أراه !
- ولماذا لم يحققها الخالق نفسه ؟
- وجود الخالق غير منفصل عن وجودنا ولم يخلقنا من ذاته إلى لنشارك في عملية الخلق ، فالخالق لا يبني مدنا ولا يقيم حضارات ، ولا يحقق قيما ، وقد خلقنا لذلك ! فعملية الخلق حسب هذا الفهم عملية تكاملية بين الخالق والمخلوق ،ولا يمكن أن يصل الخلق إلى كمال ما ، ما لم تتضافر عملية الخلق بين الخالق والإنسان ، أي أن يعرف الإنسان أن الغاية من وجوده هي أن يكون خالقا لأن الخالق يكمن فيه، وبمعنى أدق ، الطاقة السارية في جسده والمحيطة به وبالكون . والمادة المتشكل منها !
صمت الإمبراطور للحظات وهو يفكر في كلام الملك ،وما لبث أن تكلم :
- حسب فهم جلالتكم نحن الآن في بلدنا نساهم في تطوير العلوم كافة ،وقد قطعنا شوطا جيدا في تطويرها وخاصة العلوم التكنولوجية والإلكترونية ، وأننا نجهد لأن نعيش بمحبة وسلام مع أنفسنا ومع الآخرين وأن نحقق قدرا مقبولا من العدالة الإجتماعية ، وهذا يعني أننا نقوم بدورنا في عملية الخلق وصنع الحضارة الإنسانية ،وأن المشكلة تكمن في أننا لا نعي أن هذه هي الغاية من وجودنا !
- بالضبط جلالتكم . أنتم تقومون بصنع الحضارة أي بدور مهم في الغاية من الخلق بشكل عام وخلق الإنسان بشكل خاص . عملية الخلق الآن في بداية طورها الأخير وقد لا تستغرق ملايين السنين إذا ما عرف الإنسان أن الغاية من وجوده هي أن يكون خالقا مساهما في عملية الخلق .
- معذرة جلالتكم . لقد أثقلت عليكم بأسئلتي ، سنعمل استراحة ، ونؤجل باقي الأسئلة إلى ما بعدها .
يتبع .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (55) * في العقل ونشأة الكون!
- أديب في الجنة (54) * الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني ...
- أديب في الجنة 53 * الدخول في الأسئلة الصعبة !
- أديب في الجنة 52 في رحاب الخالق العظيم !!
- أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !
- أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178
- مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177 ...
- في الألوهة وشرط وجودها ! شاهينيات (1176)
- لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟ شاهينيات 1175
- في العقل الكوني. شاهينيات 1174
- ( القصيدة الكاملة المعدلة انطلاقا من مذهب وحدة الوجود حسب فه ...
- إلى المرأة الحبيببة والأم والأخت في عيدها
- أديب في الجنة (50) * الملك لقمان في ضيافة الإمبراطور الإله !
- أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!
- في الوعي الديني ! شاهينيات ( 1170)
- أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !
- أديب في الجنة (47) * مهرجان القضيب المقدس !
- أديب في الجنة ( 46) * الله على المسرح السماوي!
- لن أموت جوعا ولن أتشرد أكثر مما تشردت !!
- الخالق والفهم البشري ! شاهينيات ( 1168)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 56 * في الحقيقة والغاية !