أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-














المزيد.....

ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 02:42
المحور: الادب والفن
    


ثقل الواقع على النص في ديوان
"أجنحة للإقلاع"
أمينة العدوان"
الكتابة وقت/زمن الحدث من أصعب الكتابات، حيث يكون الكاتب منفعلا ومتأثرا بالحدث، فينعكس ذلك على لغته وفنية العمل، لكننا في المنطقة العربية، وخاصة بعد احتلال العراق من قبل الغزو الغربي بقيادة الامبريالية الامريكية في عام 2003، وما تبعه من خراب عربي تحت مسمى "الربيع" الذي استخدمته قناة الجزيرة، أخذت المصائب تتكاثر علينا بطريقة غير معهودة في السابق، حتى أنها فاقت ما شهدناه في الحروب الصليبية، والغزو المغولي لبلادنا، فنحن من يخرب ويدمر ويقتل ويشرد، كل هذا يتم باسم الجماعات التي تدعي الإسلام، فخربت دمشق، وحرقت ليبيا، وقسم العراق، ويدمر اليمن، ومصر تعيش في دوامة الحرب (ضد الإرهاب) وفلسطين ما تزال تحت الاحتلال والانقسام معا.
هذا الاوضاع التي تحيط بالأمة لا يمكن لأي كاتب مهما أدعى الحياد أن يتجاهلها، ولا بد أن تترك أثرها عليه وفيما يكتبه، "أمينة العدوان" وقعت تحت هذا التأثير، وترك ثقله على نصها الشعري، بحيث فقد النص شيئا من جماليته على حساب الانفعال، والتكلم بلغة مباشرة وصريحة، حتى أننا نجد المباشرة في عناوين القصائد مثل: "فلسطين دولة مراقب في مجلس الأمن، سمر العيساوي، المقاومة الفلسطينية، اغتيال المدن العربية، اغنيات من فلسطين" كل هذا يشير إلى حالة الأسر التي فرضها واقع الحال على الشاعرة، بحيث فقدت قدرتها على الحياد والتجرد من واقع أمتها وما تمر به، فكانت تتحدث بصراحة وانفعال.
فتقول في قصيدة "المقاومة الفلسطينية":
"هدم 500 بيت في القدس
هو الزائر الدائم
لا بحر إلا هذه الجرافة
تهدم 500 بيت في القدس
وعلى الركام قتيل
يرقد الصباح" ص37، شدة التأثر بالحدث أفقد الشاعرة جزءا من لغتها الشعرية وجعلها تكتب بلغة البيان السياسي، وهذا الأمر كان واضحا في تسمية القصائد.
أهم قصيدة كانت "خراب المدن العربية" التي كانت أطول قصائد الديوان، فبلغ عدد صفحاتها خمسين صفحة من أصل مائة وعشرين صفحة، ورغم أن العنوان كان في هذه المجموعة صارخ بالمباشرة، إلا أن الشاعرة استطاعت أن تلتقط انفاسها الشعرية وتحدثنا بلغة شعرية أكثر منها سياسية، فتقول:
"ماذا جرى
لم تعد إلا اليد
تقطع اليد الأخرى
محال أن تنجو
ستنفقد الأيدي
متى تصيب مثل هذه السكاكين
الصدأ" ص49، بكلمات بسيطة لكنها بعيدة عن المباشرة والفاضحة تحدثنا الشاعر عن واقعنا، فهي تحذرنا بلغة رمزية عما يجري في بيوتنا، فهذه اللغة اكثر تأثيرا في القارئ من تلك المباشرة.
وتقول:
"أرى دماء العرب
تستباح
ببرميل نفط
وغاز" ص60، رغم أن الألفاظ تبدو مباشرة إلا أن المحتوى يحمل الرمز، وهذا أيضا يحسب للشاعرة التي استطاعت أن تجمع بين ما تحمله من انفعال وتأثير وتقديمه بمضمون بعيد عن المباشرة.
ومن ميزات هذه القصائد أن الشاعرة استخدمت فيها لغة المخاطب، أنت وأنا، وكأنها بذلك تريدنا أن ننتبه لما يجري في عقر دارنا من خراب فتقول:
"هل أرادوك أن تسمع
صوت الانفجارات تهدم
مبانيك
بدلا من أن تسمع
غناء العمال" ص68، بهذه اللغة استطاعت الشاعرة أن تجذب المتلقي لما تريد، وتجعله ينحاز إلى صفها والوقوف معها.
وتنقلنا الشاعرة إلى صوت ثاني في القصائد، ليس صوت الراوي، بل صوت البطل، المخاطب، الذي يحدثنا عما يجول في نفسه فيقول لنا:
"أهي الأوامر التي
علي أن أرددها
أمضيت أقود الحروب
وتوقيعي دماء العرب
على الإنترنت" ص63، اعتقد بأن تعدد الأصوات في القصيدة، واستخدام لغة المخاطب أنا/أنت كلها تطفي على القصيدة لمسة فنية، وتجعها تنساب إلى القلب ويتفهما العقل، وبهذا تكون الشاعرة قد تركت تأثرها فينا، وتجاوزت حالة الانفعال.
ومن محسنات التي جاءت به قصائد "خراب المدن العربية" التصوير الفني الذي يعتبر أحد أهم شروط الكتابة الإبداعية، فتقول:
"ضاقت الأمكنة المدمرة
على البشر" ص72
"السير على أرض تهتز
كيف نجتذب الوقوع" ص73، إذن نستطع القول بأن "أمينة العدوان" استطاعت أن تتجاوز وقع شدة الأحداث على نصها الشعري، من خلال استخدامها لغة المخاطب، والصوت الثاني، وتقديم صور فنية، واعطاء مضمون رمزي ضمن لفظ مباشر.
الديوان من منشورات أزمنة، عمان الأردن، الطبعة الأولى 2014.






#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...
- هيفاء وخليلي وأنا
- -بنية الخطاب في الرواية النسائية الفلسطينية- حفيظة أحمد
- مطاردة شاعر
- القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...
- اللغة بين الشكل والمضمون في كتاب -كأنها نصف الحقيقة- فراس حج ...
- كتاب -في ذكرى محمود درويش- فراس حج محمد
- البطل والمرأة في رواية -الشراع والعاصفة- حنا مينة
- الانذهال بالغرب
- الكآبة في ديوان -فهرس الأخطاء- عبود الجابري
- العرض الجيد في سلسلة -أعلام الشعر العربي الحديث- ريتا عوض
- حصار الشاعر في ديوان -حالة حصار- محمود درويش
- الرواية البائسة -آه يا حضن أمي- سامي محريز
- الإيحاءات الجنسية في ديوان -منكِ أسقي منديل الغيم- ليلى مقدس ...
- شركات الفساد
- السواد المميت في رواية -البوكس- قاسم توفيق
- اليأس والجنون في -غرفة بملايين الجدران- محمد الماغوط


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-