أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حدد حداد - خطاب... نحو مزيد من التعليب














المزيد.....

خطاب... نحو مزيد من التعليب


حدد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:15
المحور: كتابات ساخرة
    


في العاشر من ‏تشرين الثاني‏‏ عند الساعة العاشرة صباحاً كان الرئيس الشاب يلقي خطاباً (شاملاً) على مدرج جامعة دمشق لأخوته الطلبة, ولعامّة الشعب (بالمعيّة!). كنت أنا, الطالب الجامعي, أصغي بحرص شديد لهذا الخطاب (التاريخي كما هي العادة) بعد يوم كامل من الانتظار, علّ فسحة الأمل التي انتظرت تأتي لتنقذني من حالة الاكتئاب المزمن التي أعيش... ولكنّ نهاية الخطاب حملت نهاية أضيق مجال للأمل...




بينما كنت أمشي في شوارع دمشق (الحديثة) التي هي جميعاً من منجزات (القائد الخالد) وحركته (التصحيحيّة) لفت نظري مشهدٌ أصبح مألوفاً لنا فلا يلفت النظر, وحدهم السائحون الأجانب يذهلون به.

لم يكن هذا المشهد سوى منجز آخر للحركة (التصحيحيّة) إيّاها, تحت جسر الرئيس (مرّةً أخرى) في دمشق كانت تمشي جحافل من منجزات الحركة إيّاها... تلبس لباساً مدرسيّاً موحّداً, تهتف للقائد الشاب و ترفع صوره... تصوّروا هذه المنجزات الصغيرة على قدمين تمشي وتدعم المنجزات الكبيرة, بينما المنجزات الكبيرة تنهشها, تقتات على لحمها الغض بعد أن أنهت التهام الدماغ منذ سنوات...

كان هذا اليوم تاريخيّاً بالنسبة لي, إذ أنّ هذه كانت المرّة الأولى التي أشعر أنّي خائن بكل معنى الكلمة, هي المرّة الأولى التي أكاد أن أقتنع أنّني أعيش في جمهورية "سوريا الأسد"... لا في سوريا فقط! كانت المرّة الأولى التي أشعر أنّني أنا الإنسان الوحيد المخطئ في هذا الجمع المحقّ...

منذ سنوات و أنا أعتقد أنّ الأغلبيّة الصامتة إن تكلمت فستغيّر وطني نحو الأفضل, وهاأنا ذا متأكّد تقريباً أنّ هذه الأغلبية هي من سيحطّم هذا الوطن الذي لم يعد فيه ما هو قابل لأن يتحطّم... كانت تلك المنجزات التي تستحقّ أن توضع بجانب علب المرتديلا والسردين هي وحدها ما كنت آمل منه التغيير... وهاهي تنقلب ضدّي, أنا الطالب الجامعيّ و ترتدّ إلى المنجز الأكبر, الطالب الذي مرّ بكلّ مراحل الدراسة دون أن يشعر بأدنى قدر من المعاناة التي نمرّ بها يوميّاً بسبب والده الكريم...

ليتهم يدرون أنّ أيّاً منهم يستحق التصفيق على كفاحه أكثر من أيّ أحد يلقي فيهم كلمة, ليتهم يدركون أنّ أيّاً منهم سيبلي أفضل منه كرئيس للوطن... ليتهم لم يحوّلوا (الله... سوريا... بشار و بس) إلى (الله... بشار وبس)

ربّما كنت جزئاً من هذه الأغلبية عندما كانت صامتة, ومازلت على ثقة أنّ داخل هؤلاء الصامتين المجهولين من كانوا أشبه بي عند انتهاء الخطاب, مازلت مدركاً لأنّ هناك من يوافقني الرأي على هذه الأرض من يجعل على هذه الأرض فعلاً ما يستحقّ الحياة, من ربّما لا يدرك أنّ صمته لا يجدي, ومن لا يدرك أنّ صمته هو الأقرب إلى الخيانة, لا كلامه كما يخشى. و أقول لهم جميعاً... أنتم أكثر وطنيّة بمئات المرّات ممن اتهمكم بالخيانة إن تكلمتم, فلكم هذا الغد, بين أيديكم, اصنعوا منه ما تشاءون, ولو كان حركة تصحيحيّة جديدة, بدون قوسين هذه المرّة.



#حدد_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حدد حداد - خطاب... نحو مزيد من التعليب