|
قسرية غياب النص في صورة شخصه الشاخص
عماد صلاح الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5121 - 2016 / 4 / 2 - 17:59
المحور:
الادب والفن
قسرية غياب النص في صورة شخصه الشاخص عماد صلاح الدين ما بين حاجة الإنسان إلى الحياة والموت في آن معا؛ حين يفقد الواحد فينا مبرر البقاء على قيد الحياة؛ ذلك لان أحدا من خلق الله فقد سفرا مصيريا من قيامة وقيمومة نصه الطالق لعنان الحياة فيه في خصوصها وعمومها، فبقي منه تقريبا ولا أقول مطلقا شاخصه وهيكله البشري؛ فصار تحنانه إلى الموت كشاهد شهيد على ما الم به ويلم بكثيرين في مجتمعي فلسطين الواقع تحت الاحتلال، وفي العالم العربي الغارق تحت ربقة الاستبداد بكل مكوناته الأبوية والقبلية والاثنية والدينية والمذهبية والطافية والمزاجية والفهلوية والارتجالية وغيرها كثير كثير، وفي كل مكان حيث كان ويكون، وما بين تطلعه الذي لا ينقطع بإيمان الحياة والأمل فيها والرجاء؛ متشبثا بأنه مهما حصل إلى درجة التغييب بالموت والقتل والاغتيال والاحتلال والاستبداد وفقدان الحرية والكرامة والعدالة والمساواة؛ فان سنن الحياة وقوانينها سماء وأرضا وطبيعة، ستنصر حتما أولئك المظلومين والمستضعفين؛ إذا ما جروا وفقها بإرادة وعمل وتضحيات وصبر جميل وثبات على الحق والأخلاق ودون انقطاع لأمل؛ فحتى الشهداء روحهم تسري في الأجيال عظيم خير وجليل طيب جزاء. إليكم واليهم اهدي النصوص أدناه أولا: في مظنة احتراق النص: صار خائفا أن النص خاصته قد احترق، وما تبقى منه بضع كلمات أو جملة مكتملة الأركان، من نصوص نصه الأصلي الكبير. هو كما يحدّث نصه الغائب، الذي لا يعرف عنه اليوم مكانا ولا موعدا لتلاق مستقبلي، بأنه رآه ذات يوم يحترق، أو في بداية المس به بإشعال حريق هنا وهناك حوله وبالقرب منه؛ هو يقول لنصه: ظننت تلك الحرائق لا تودي ولا تهلك، رغم وجع النار والتهام الحريق، ويقول: لم يكن هناك ماء كاف كي أطفئك يا نصي، والماء عند الآخرين فوق ظهورهم محمول، ولكنهم منه لا يشربون ولا لحوائجهم قاضون؛ ما أصعب يا نصي حين يكون الإنسان كالبهيم أو اقل منه. وكان النص يحترق ويحترق، وتزداد شقة الافتراق بين النص وصاحبه؛ فالعطش قاتل الله العطش!! أزاح النص يحترق، والعطشان قتله الظمأ. وحين جاء الماء وقد تأخر كثيرا، شرب العطشان ماء يجري مكانه في الفم ولا يوجد قاع بشري لتصريفه والاستفادة منه. نادى العطشان على نصه، بعد إذ صار لا يدري ما النص وما معنى أن يكون للإنسان نص؛ فصار النص مفقودا، والشارب بلا قاع- يجمع الماء ويُسيّره- صار خارج النص. ذات اليوم، أراد صاحب نص حقيقي، يعرف أن النصوص لا تحترق حقيقة، وإنما يُخيل للناس أنها تحترق: أن يدل إلى الطريق، العطشان الشارب لماء هو دون نص، التي توصل إلى نصه، وقد دلّه فعلا على نصه المختفي، وما أن حاول المرشد الدال والمرشود المدلول إعادة النص إلى مكانه في المرشود، فجاء مخادع لئيم وسفيه يطلب من صاحب النص السفر إلى رحلة بعيدة وجميلة؛ فاستشار المرشود الراشد بالسفر، ويا لسوء حظ النصيحة وناصحها الخفي الذي يعرفه الراشد والمرشود إذ قال للمرشود: امض على بركة الله؛ فتركا النص قبل التركيب؛ وضاع !!!النص من جديد.أي غربة هذه عن الذات التي لا تني أن لا تتوقف لكنّ الأمل لا ينقطع
ثانيا: في أن صاحب النص يريد إرجاع نصه لوحده. صاحب النص كما اخبرني مؤخرا: انه هو لا يدعي انه يعرف أين نصه، ولا يعرف طريقا أو مختلف طرق ومتنوعها كي يجد نصه، وهو غير متأكد من قدرة الوصولية عنده لالتقاء نصه، بل هو اسرّ لي مباشرة سرا منقطعا ليس موصولا مصدره من ربه؛ لأنه دون النص لا معنى لسر موصول، ولا يمكن أن يكون إلا غير موصول، قال عليه السلام، وقلبي عليه من فريط صبره يكاد لا يكون قلبا: لدي إحساس شيطاني أن النص قد انتهى. لكن هناك، ولست ادري من هناك، هناك وحي لشخصي الشاخص، و وشوشات لا لغة فيها، فيها هيام الله ينداح نحوي، يظللني بما لا أحصي من خيمات سماوية، وفي خيمة الخيمات مصابيح ملائكية، قرأ استشعار الشاعر في شخصي الشاخص، من غير لغة أنا أدركها، وبصمت عميق وغريب هذه المرة، يحدثنا كما اليقين يا بني: إن الله لا يضيع اجر من أحسن عملا. يقول تاليا: اطمئن يا ولدي: النص موجود ما دام انك موجود، فلا تيئس ولا تأس على ما فاتك. ويقول ثالثا: أيه يا ولدي اعرف كم تعب فيك البحث عن النص حتى عندما كان النص وليدا. ويقول رابعا: يا بني لا أقول لك هناك هو الطريق إلى نصك، ولكن هنيئا يا صاحب النص المفقود؛ فنصك اليوم غدا نصا ناضجا، كما ينضج الإنسان على صورة ربه الخالق؛ ولله المثل الأعلى. يا وردة حمراء ضاع ماؤها، وعز حضور وعائها، والقاع حتى لمّا حضر الماء. اذهب بني، وكن موجودا، واحرث الأرض طرائق قددا، وغص في الأعماق، حتى تجد نصك هذه المرة لوحدك، ولا تثق إلا بوحدك؛ لأنك وحيد وحدك، ولا وحد غيرك- ولو رسول نبي- يستطيع على نصك إلا أنت؛ فحذار حذار من الصراخ والعويل، وأنت في الطريق إلى النص؛ لكي لا يفقد النص معناه وحضوره وقيمته عند اللقاء والعناق.
ثالثا:في انه؛ حتى ولو مات صاحب النص في الطريق!! قال لي صاحب النص: معك كل الحق في دهشة سؤالك: كيف يستطيع صاحب النص المفقود صناعة نصوص لأصحاب النصوص الحاضرة أو المغيبة إهمالا رغم حضورها المتوافر؛ فحقا هل الميت يهب الحياة لمن على الحياة عائشا يدب فيها وعليها، وهل يعطي نموذجا في الأخلاق رائعا، ثائر مسلوبة أرضه لقاعد في الوطن المتوافر غير السليب، إلا من كبار القوم فيه. وهل النبي الداخل حديثا بالصدع برسالته، في نص قوم يملكهم ويملك نصوصهم طاغ أو طغاة، يريد أو يريدون إزاحة حتى نص النبي، فضل التأكيد أيضا على إزاحة رسالته من الوجود، يستطيع هذا النبي أن يخلق نصوصا لكل واحد منهم، ويخلّص نص المكان والزمان وحتى الطبيعة، وهو يكاد لا يتحكم في نصه؛ من قصف جهنم المعارك التي تدار عليه من كل جانب. أصحاب النصوص المفقودة قسرا؛ رغم السعي الجاد فبل القسر وبعده؛ رغم الأمل الفارع بالماء الطافىء لعطش التائه في صحراء الحياة، لا خيار ولا بديل أمامهم إلا إتيان المستحيل في كتابة نصوص لغيرهم ولو كانوا بالملايين وحتى بالمليارات؛ علّ كتابة النصوص فداء وعطاء تغذّي فيهم الخطى نحو الطريق والطرق إلى إتيان نصوصهم المفقودة، والأمل معقود في الشخوص ولو طيفا أن يجدوا اقلها قيدا قد قيد منها أنها لا زالت على قيد الحياة. كم أنا في لهفة اللقاء إليك يا نصي يا ذاتي يا حقيقتي طال الأمد أم قصر!!؛ ألقاك حيا أو ميتا!!!؛ يا نصي إني أعطيتك أنا من أول وهلة ودون مقابل، وحتى حين شقيت بك يا نصي وشقيت بي؛ فانا على العهد هائم لأجلك في العالمين لا أكلّ ولا أمل على أمل أن أعيدك إلي؛ عشقي لك عشق متحد لا انفصال فيه ولو للحظة ومقدار اقل ما في علم الغيب هو اقل المقدار مطلقا. يقول شخص صاحب النص المفقود إلى كل من يعرفه: خصوص الخصوص والخصوص وخصوص العموم وعموم العموم، انه إن مات في الطريق إلى النص فهذا لا يعني فشل صاحب النص، ولا يعني ما كتب صاحب النص المفقود من نصوص لأصحاب النصوص الحاضرة المهملة واستدرك هنا أيضا ولمن مثله من أصحاب النصوص المفقودة أنها غير مجدية ولا أمل في الاعتبار فيها ومنها وبها؛ فالذهاب كفاحا في الطريق والسبل باتجاه نص كل واحد فينا مهملا أكان او مفقودا هي لب العبادة والجهاد الأكبر ولو سقطنا شهداء على الطريق؛ لأننا بذلك نسهل أمر حمل الراية والاستمرار واختصار الطريق في تحصيل نص كل فاقد، وتفعيل كل نص مهمل؛ فتتجلى راحة النص في راحة الشهيد، وتنتعش النصوص المهملة في القلوب المهلهلة، وتسير نصوصا هي، وبمعزل عن شخوصنا، إلى روح أجيالنا القادمة؛ فيصير لكل شخص شاخص نصه المعقول والمقبول بعد طول أفول.
#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتى ولو مات صاحب النص في الطريق!!
-
صاحب النص يريد إرجاع نصه لوحده
-
مظنة احتراق النص
-
التفاؤل الحذر جدا جدا بمستقبل القضية والهوية الوطنية الفلسطي
...
-
ما قصة التفويز بالجوائز والمسابقات والترضيات الإقليمية والعا
...
-
كلام خطير في الفهم السياسي عن تشوه الحالة النضالية الفلسطيني
...
-
كلام جميل في الرائع الجميل هيكل رحمه الله تعالى
-
مشكلة مجتمع وليس مشكلة الدكتور عبد الستار قاسم وحده
-
المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟
-
غياب المشروع الوطني الفلسطيني
-
هل سيحدث تهجير آخر في الضفة والقدس؟؟
-
رد فعل فلسطيني تحت السيطرة!!
-
إعادة الأمل إلى الفلسطينيين
-
لماذا انفجر الشباب في الضفة الغربية والقدس؟
-
مشكلة الانتفاض الفلسطيني
-
المأزق الفلسطيني المركب
-
التعليم وبناء الشخصية
-
أرجو ألا تستنفدونا أكثر!!
-
بعدك لم أجد حبيبة
-
نخب الرفاه والنضال الفلسطيني
المزيد.....
-
افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
-
“مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا
...
-
الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم
...
-
“عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا
...
-
وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
-
ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
-
-بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز
...
-
كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل
...
-
هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
المزيد.....
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
المزيد.....
|