عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 02:10
المحور:
الادب والفن
اعداء الثقافة في بنغازي..
بقلم/ عبد السلام الزغيبي
كان المناخ الثقافي متميزا في مدينة بنغازي، بسبب انتشارالمكتبات الحكومية أو العامة، والمكتبات المدرسية، والصحف والمجلات ودور السينما والفرق المسرحية والفنون الشعبية، لعبت كل هذه النشاطات دوراً هاماً فى اثراء الحياة الفكرية والثقافية في المدينة.
تعرضت الثقافة واهم روافدها : الصحافة الليبيّة ،لانتكاسة خطيرة بعد وصول معمّر ألقذافي الي السّلطة في سبتمبر 1969م، حيث كشف النظام عن عداء واضح وممنهج للثقافة والمثقفين منذ البداية فقام باغلاق الصحف والمجلات . وشن حربا شعواء ضد الكلمة الحرة قبل أن ينقضى عامان من تسلمه زمام الأمور في ليبيا أحتكر لأبواقه ومنظريه الحق الحصري في الكتابة والكلام من خلال ما أسماه عبثا صحافة ووسائل إعلام !
ثم كان الفخ الذي تم نصبه بغرض استدراج اصحاب الراي في ندوة الفكر الثوري، ليبدأ التنكيل باصحاب الرأي، وتكميم الافواه المخالفة للسياسات الجديدة، الوافدة تحت مسميات مختلفة ثم صدر الكتاب الاخضر، ليؤسس لسيادة الفكر الواحد...
واستمرت هذا الحال إلى أن جاءت انتفاضة 17 فبراير 2011 .. بعد أربع عقود هيمنت فيها صحافة الرأي الواحد في جماهيرية القذافي كان هناك تعطش إلى الحرية ورغبة ملحة في إبداء الرأي الذي كبت لعقود طويلة. .
بعد سنوات من الكبت والمنع،..عادت الثقافة لتزدهر شيئا فشيئا دون رقابة أو تضييق. لكن كما قال شاعرنا المتنبي " ما كل ما يتمنى المرء يدركه / تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" .. جاءت الطامة الكبرى ممثلة في المجلس البلدي ببنغازي، الذي لا يمثل في الحقيقة سوى نفسه،بمشاركة بعض اعضاء مجلس النواب عن مدينة بنغازي. بدلا من أن يعلنوا مدينة بنغازي، مدينة للثقافة، نجدهم يشاركون في مخطط يهدف إلى تحويل اهم مجمع ثقافي في المدينة، مرة إلى مقر للحرس البلدي، ومرة الى مقر لوزارة الخارجية .
متقفو بنغازي مدعوون بشكل ملح للتكاثف والتوحد اليوم وليس غدا امام يعادون الثقافة ـ بعلم أو غير علم ـ في بنغازي فهم بسلوكهم حتى الآن لايختلفون في شئ عن جماعات النظام السابق أو التكفيرين والظلاميين، الذين يكرهون كل ثقافة تقود الى الاصلاح ورفع الوعي وتحقيق الازدهار التي تستحقه مدينتا بنغازي ويليق بها.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟