الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو

تحسين يحيى أبو عاصي

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة أوسلو ، تعددت الأسباب والمصيبة واحدة ، فقر وبطالة وذل ومرض ، وتردي خدمات الكهرباء والماء والوقود ، واغلاق المعابر ، ومعاناة حوالي مليوني مواطن بلا ذنب ، سوى أنهم رقصوا وصفقوا وطبلوا لهذا التنظيم الفلسطيني أو ذاك ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة أوسلو ، عمل الطبيب مزارعا ، وصار المهندس عاملا ، والخريج الجامعي بائع شاي وقهوة وفلافل ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو انتشر الدجاج الذي ينمو بالهرمونات المرضية ، والخضار المسرطنة ولا رقيب ولا حسيب ، وأخذ السرطان من الناس مأخذه ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو صرنا نموت في الانفاق ومن قبل تقتلنا مولدات الكهرباء وحرائق الشموع ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو صار شبابنا المساكين يشتهون السيجارة ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو تردت أوضاع الناس النفسية فارتفعت وتيرة الامراض العصبية والاكتئاب والانتحار ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة أوسلو مطاردات ساخنة لأصحاب البسطات الغلابا ، علما أن جُلَّهم خريجين ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة أوسلو صار الانتماء للراتب بدلا من الوطن ، وسادت ثقافة وأنا مالي ، وكل من يفتح فمه يكسرون أسنانه ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو ارتفعت قيمة فواتير الكهرباء والمياه أضعاف ما كانت عليه من قبل ، فلا مياه تصلح للشرب أو الطهي ، ولا ينعم الناس بنعم الكهرباء ، ولا تتوفر قارورة غاز الطهي بسهولة ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة أوسلو نضطر إلى شراء مياه الشرب ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو، 145 الف خريج في غزة فقط ، 253 الف خريج في الضفة الغربية وكلهم بلا عمل ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو ارتفعت البطالة حتى وصلت في غزة إلى أكثر من ( 70 % ) وفي الضفة أكثر من ( 20 % ) ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة أوسلو يدفع المواطن الضرائب ولا يتقاضى مقابل ذلك أي خدمة اجتماعية مجانية ، بل يواجه البؤس والحرمان والتمييز ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو نُساق إلى الموت والمعاناة رغم أنوفنا ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو نشرت صحيفة بريطانية دراسة تظهر أن سعر سلة الغذاء في غزة والضفة هي الأعلى في العالم حيث تصل إلى 86.7 % من متوسط الرواتب بينما تصل في إسرائيل إلى 12 % فقط ! ...
في عصر الحكومة الربانية الرشيدة وسلطة اوسلو نحفظ أمن اسرائيل وتنعم إسرائيل بأول احتلال مجاني عبر التاريخ الانساني ، فعن أي وطن تتحدثون ؟ هل وطن البقرة الحلوب ؟ ام وطن البساط الاحمر والسلام الوطني ؟ أم وطن التنسيق الامني ؟ أم وطن مئات ملايين الدولارت المنهوبة ولا زالت عشرات القرى الفلسطينية بغير ماء ولا كهرباء ولا بنية تحتية ؟
نحن الفلسطينيون : صار لدينا الآن حكومتين ، الاولى مدعومة من الله ، والثانية من أمريكا ونتنياهو ...
عاش المشروع الوطني الفلسطيني ، وعاش المشروع الفلسطيني الوليد ، وعاشت منظمة التحرير الفلسطينية ، وعاشت كل الفصائل والقوى والتنظيمات والفقاعات والتجمعان والأحزاب والدكاكين والتجار والمصانع ، ونهج المقاومة ونهج التسوية ، وعاشت الثوابت والغير ثوابت ، والحقوق المشروعة والغير مشروعة ، وعاش الفكر السياسي الفلسطيني ...وغداً كل الشعب الفلسطيني مدعو للحضور على مسرح جديد ، وحتما سيكتظ المشهد بالمصفقين ...
المطلوب الدمج بين الوعي الإنساني الراقي وبناء الوطن والإنسان معاً وفي آن واحد ؛ لعلنا نحيى ولا نموت ، فكونوا إنسانيين قبل أن تكونوا مناضلين ، فلا قيمة لنضال بدون إنسانية ، ومن لم يعجبه أدعوه لقراءة تاريخ حركات الشعوب التي تحررت من الاستعمار ...
شكرا للحكومة الربانية وشكرا لرائدة المشروع الوطني ومفجرة الكفاح الثوري حركة فتح ...
... كونوا إنسانيين لعلنا نحيى ولا نموت ، أحبكم فلا تظلموني والإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا ، دمتم بخير وسعادة .

#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات