|
حسين السلمان ، الاكاديمي والفنان و القصصي ، مبدعا
داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،
(Dawood Salman Al Shewely)
الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 00:29
المحور:
الادب والفن
الورقة التي قرأت في الامسية التي عقدها الاتحاد العام للادباء والكتاب فرع ذي قار مساء الخميس 31 / 3 / 2016 للمخرج السينمائي والتلفزيوني الفنان حسين السلمان. حسين السلمان ، الاكاديمي والفنان و القصصي ، مبدعا قراءة : داود سلمان الشويلي السينما عالم مليء بالسحر الابداعي والاندهاش المحير ، والانسان كائن جمالي ، خلق هكذا ، يتحسس ، ويشعر بقيم الجمال انّى كان ، ويندهش بها ، ولكن بدرجات متفاوتة فعندما يتحول البشر الى انسان في مسيرة حياته ، وتثقيف ذاته ، تتحول عنده حواسه ومشاعره الى حواس تتحسس الجمال ، ومشاعر تشعر به ، تتحسس وتشعر بمكامن الجمال اينما كانت ، وباي صيغة ، او صورة . والسينما هذا الفن الذي يصنع صناعة جمالية ، هو مجموعة من اللوحات المتحركة في مجالي الزمان والمكان من اجل تقديم ذاته الى المتلقي ، فتثير فيه ادراكاته الحسية ومنها الادراكات الجمالية ، انها تثير في نفس المتلقي مكامن الجمال التي توحي بها تلك اللوحات ، حيث اصبحت عنده " ثقافة العين" هي المتسيدة ، وفرضت نتائجها على ثقافة الاذن في زمننا الحاضر . اذن هناك علاقة وثيقة بين السينما و الانسان المتلقي ، هذه العلاقة هي ما نسميه العلاقة الجمالية التي تنتقل من السينما ( بكل مفرداتها البشرية والمادية ) الى الانسان ، عندها يكون التأثير والتأثر متبادلا . في فترة الستينيات من القرن الماضي ، وفي الناصرية بالتحديد ، بدأت هوايته في التمثيل ، فجسد مجموعة من الادوار المسرحية ، وفي عام 1966 فاز بجائزة في القصة على مستوى مديرية تربية الناصرية ، درس التمثيل ، وسافر الى بلغاريا عام 1975 وحصل على الماجستير في الاخراج عام 1987، عاد الى الوطن بعد عام 2003 . فنان مسرحي ، و استاذ اكاديمي ، وقاص ، وكاتب مسرح ، ومؤلف مجموعة من الكتب التي تعني بهذين الفنين ( السينما والتلفزيون ) ، ومخرج تلفزيوني وسينمائي .
وبين سحره السينما واندهاشنا كتب حسين السلمان كتب عديدة عن هذا الفن الجميل الذي تخصص فيه . سنقدم هنا قراءة لكتاب (قراءات في الفرضية الجمالية للسينما) الصادر من الموسوعة الثقافية / العدد ( 36 ) / دار الشؤون الثقافية العامة – 2006 ، يبحث في هذا المجال البكر في مكتبتنا السينمائية ، من خلال سبع قراءات يقدم من خلالها الفرضيات الجمالية للسينما. في القراءة الاولى التي جاءت تحت عنوان ( خواص استقلالية الفن السينمائي ) يقدم اهم خواص الفن السينمائي التي تجعله غير العمل التلفزيوني ،ومستقلا بما يقدمه من جماليات ذاتية ، اذ لكل عالم خواصه الذاتية ،خواص لمبدأ عمل التلفزيون ، وخواص لمبدأ عمل السينما، لان العالمين ، او الفنين ، هما وسيلتا اعلام ، الا انهما وسيلتان جماليتان . في القراءة الثانية المعنونة ( تناسق الوظيفة والخاصية ) يطرح المؤلف بعض اراء السينمائيين المعروفين عن هذا التناسق ومفرداته ، بين " خيبة امل نظرية " وبين " خيبة امل نقدية " حتى يصل الى نتيجة مفادها ان " التبعية والهيمنة الايديولوجية في السينما " تعد من التأثيرات الخطيرة للسينما . في القراءة الثالثة التي جاءت بعنوان "اللغة السينمائية "يتحدث المؤلف عن السينما كلغة لها خواصها ومقوماتها ، ومفرداتها ، ومن هذا المنطلق يدرس جماليات السينما وعلاقتها بالمتلقي واراء السينمائين في ذلك . و" الوسيلة التعبيرية في الفرضية الجمالية للسينما " هي القراءة الرابعة التي يقدمها المؤلف للسينما وفرضياتها الجمالية ، اذا كانت القراءة الثالثة التي قدمها المؤلف قبل قليل تتحدث عن اللغة السينمائية باعتبارها وسيلة للاتصال مع المتلقي ، فانه في هذه القراءة هذه يتحدث عن نوع هذه الوسيلة فيجد انها وسيلة تعبيرية ، يعبر من خلالها العاملين في السينما عن افكارهم في الكون والانسان . في القراءة الخامسة " السينما والحياة اليومية " يتحدث المؤلف عن الوظائف الروحية الناتجة عن اسلوب الحياة وارتباط ذلك بالسينما خاصة في ظروف العصر التكنلوجي الذي يلمنا كافة ، على اعتبار السينما فن يتناول الحياة بمساراتها كافة، لهذا يكون الارتباط بين الفن ووسيلة الاتصال ارتباطا وثيقا. في القراءة السادسة " التطور الفلمي والمقدمات التقنية " يستنتج الكاتب من قراءته هذه ، ان (( السينما فنا وظيفيا ايضا ، فهي لم تعد مؤثرة فقط ، بل هي متكونة من تأثير معاكس في الموقف والسلوك الجماعي للجمهور )) ، اي انها تقوم بدور مزدوج ومتبادل ، التأثر والتأثير. اما القراءة السابعة والاخيرة في الكتاب فهي عن " اساليب واتجاهات لدراسة السينما " حيث يقول المؤلف (( لقد توصلنا خلال دراستنا هذه الى العديد من القضايا والحالات التي لا تتناول جوهر السينما فقط ، بل شملت المواقف والاراء النظرية التي تخص مجالات السينما كافة ( ...) مثل اللغة السينمائية ، الصورة ، المونتاج ، السيناريو .)) ، حيث يقدم دراسة لاساليب واتجاهات السينما ، واراء العاملين فيها في هذه الجوانب. اما كتاب ( مقدمات سينمائية –في السرد الصوري ) ، وهو كتاب غني بمادته التي تقع على مساحة 527 صفحة من القطع المتوسط ، ومن منشورات دار الجواهري – بغداد – ط1 2013 ، خمسة فصول اسماها مقدمات ، وهي : مقدمات في الاخراج ، مقدمات سينمائية في السيناريو ، مقدمات سينمائية في الديكور ، مقدمات سينمائية في النظرية الجمالية ، مقدمات سينمائية في لما بعد الحداثة ، وكل فصل من هذه الفصول يضم مجموعة من الابحاث التي تتحدث عن جانب من جوانب السينما. ويضم كتابه الثالث (تحت ظلال الزقورة ) ثلاث سيناريوهات هي (تحت ظلال الزقورة ) و ( صهيل الروح ) و ( المنديل ) .وهو من منشورات دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد – ط1 – 2008 . فيما يضم كتاب الرابع ( ليلة حب ) سيناريوهات سينمائية ، وقد طبع بمناسبة اعتبار بغداد عاصمة الثقافة العربية . وللمؤلف كتب اكاديمية عن السينما تدرس في معهد الفنون الجميلة ، ككتاب " التصوير الفوتغرافي" ، وكتاب " السيناريو " ، وكتاب " التكنيك السينمائي " ، و كتاب عن " التطور الابداعي في السينما " . وقد اصدر مجموعة قصصية بعنوان ( ضفاف الجسد المهمل ) تضم عشر قصص طويلة سوى القصة الاخيرة التي بعنوان (تجاويف الطين ) حيث امتدت على مساحة (84 ) صفحة وبحروف صغيرة ، واربع قصص منها استخدم فيها القاص تقنية وضع عناوين جانبية داخل النص . كتب على غلاف مجموعته القصصية الثاني : ( كل مدن بلادي معشوقات ، الا الناصرية فهي سلطان العشق ) ، وهو عاشق لها والامسية الاحتفائية به هذه هي رد لهذا العشق المتبادل . اخرج عدة افلام سينمائية ، وقد شاركت في مهرجانات عالمية ، وسهرات تلفزيونية. نتمنى للصديق الفنان والاكاديمي حسين السلمان اوقاتا مثمرة بالعطاء الفني والادبي .
.
#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)
Dawood_Salman_Al_Shewely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زاهر الجيزاني والاحتفاء بشعراء الفيسبوك في يوم الشعر العالمي
-
د. ضياء خضير - ثنائيات مقارنة - وسنوات الغربة
-
ستراتيجيات النشر ، والبحث عن القاريء
-
قضية الجنس عند عبد الرحمن مجيد الربيعي
-
ثلاثة نصوص غير مجنسة
-
المتنبي والمخيال وذكريات الصبا ... ( ذكريات )
-
الهايكو والقصيدة الومضة
-
قصيدة ( المظاهرات )
-
- ابك بغداد - و - بغداد ابكي- المرثية الذاتية لبغداد قصيدة -
...
-
صورة من الاخوانيات في الشعر العربي في مدينة الناصرية
-
النص الشعري الذكري والنص الانثوي
-
ذكرى واقعة الطف ومفهوم الشعائر الحسينية
-
مقدمة كتابي - الطبيعة في شعر ابي تمام -
-
اربع قصائد قصيرة من الشعر العامي العراقي
-
الذهاب الى المكير
-
- ام كلثوم - الصوت العذب الذي اطرب العرب فخدرهم
-
نصوص غير مجنسة
-
رأي : اصدقاء على الفيس بوك
-
- حسين نعمة- الفنان الذي ياخذ بيدك الى عالم التطريب
-
ذكريات : الادب
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|