أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....8















المزيد.....

حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....8


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 10:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فأحزاب البورجوازية الصغرى، التي تعمل، باستمرار، على التوفيق بين مصالحها، و مصالح الطبقة الحاكمة، و مصالح الكادحين، حتى تحقق تطلعات المنتمين إليها، و تكسب احترام الطبقة الحاكمة، و احترام الكادحين في نفس الوقت، هو الذي يجعلها تتصف بهذه الازدواجية، التي تجعلها تارة تظهر إلى جانب الطبقة الحاكمة، مساهمة معها في تكريس كافة أشكال الإخلال بالأمن العام، التي يتضرر منها الكادحون في جميع المجالات، كما تجعلها تظهر، و كأنها تحرص على قيادة الكادحين، من خلال تغيير الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، لصالحهم، فتكون بذلك مساهمة في حماية الأمن العام. إلا أن هذه الازدواجية في ممارسة أحزاب البورجوازية الصغرى، غالبا ما تحسم لصالح الجهة الأكثر قدرة على فرض إرادتها، ففي شروط ضعف أحزاب البورجوازية الصغرى، و عدم ارتباطها بالكادحين، فإنها تنحاز إلى جانب الطبقة الحاكمة. أما عندما ترتبط بالكادحين، و تسود جماهيريا، فإنها تنحاز إلى جانبهم، و لكن، لا لتحقيق مطاالبهم، بل للعمل على تحقيق التطلعات البورجوازية الصغرى، التي تقودها إلى السقوط في ممارسة الإخلال بالأمن العام. و هذا السقوط المحتمل، هو الذي يرشح أحزاب البورجوازية الصغرى، باستمرار، إلى خيانة الكادحين، التي تعتبر أكبر إخلال بالأمن العام، الذي تمارسه أحزاب البورجوازية الصغرى، لأن مصلحتها لم تكن، أبدا، و لن تكون، مع الكادحين، بقدر ما كانت، ولازالت، و ستبقى، مع الطبقة الحاكمة.

و بالنسبة لأحزاب البورجوازية، فإنها بحكم ليبراليتها، و تحررها من التبعية للمؤسسات المالية الدولية، و سواء تحملت مسؤولية الحكم، أم بقيت في المعارضة، فإنها تمارس، أو تسعى إلى ممارسة الديمقراطية بمفهومها الليبرالي التقليدي، الذي يتيح الفرصة، لجميع الطبقات الاجتماعية، من اجل العمل على تحقيق مكاسب معينة، قد تتناسب، و قد تتعارض مع الليبرالية نفسها. إلا أن هذه الأحزاب البورجوازية، و بسبب غلبة التبعية، و الارتماء في أحضان الإمبريالية من الطبقة الحاكمة، فإنها تجد نفسها مضطرة للعمل على حفظ مصالحها الطبقية، فتنحاز، بشكل سافر، إلى جانب الطبقة الحاكمة لتمارس ما اصطلح على تسميته بالليبرالية المتوحشة، التي تهضم جميع حقوق الكادحين الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية.

فعلى المستوى الاقتصادي، نجد أن أحزاب البورجوازية، تقبل بكل الممارسات التي تفرضها الطبقة الحاكمة، من اجل الزيادة في الأرباح، و تقليص الأجور، و فسح المجال أمام الشركات العابرة للقارات، و إغراق البلاد بالديون الخارجية، و القبول بشروط، و املاءات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و رهن الاقتصاد الوطني، بخدمة الدين الخارجي، و تقليص عدد العاملين في جميع المجالات الاقتصادية، الإنتاجية، و الخدماتية، من اجل ضمان الزيادة في أرباح البورجوازية، التي صارت مرتبطة بالطبقة الحاكمة، و بذلك تفقد أحزاب البورجوازية استقلالها الاقتصادي، و تصبح مخلة بالأمن الاقتصادي للكادحين، حتى تحافظ على مصالحها، و مصالح المنتمين إليها الاقتصادية.

و على المستوى الاجتماعي، نجد أن أحزاب البورجوازية، تقبل بتنفيذ املاءات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، فيما يخص تقليص الخدمات الاجتماعية، و العمل على خوصصتها، مما يؤدي إلى زيادة استفادة البورجوازية، التي تساهم في تكريس الخوصصة في مجالات التعليم، و الصحة، و السكن، و كل الخدمات الاجتماعية الأخرى. و هو ما يترتب عنه حرمان الجماهير الشعبية الكادحة، من مختلف الحقوق الاجتماعية، بسبب ضعف، أو انعدام إمكانياتها المادية، التي تمكنها من الحصول على تلك الخدمات. و هو ما يعني قيام الأحزاب البورجوازية بالإخلال بالأمن الاجتماعي للكادحين، في مجموع التراب الوطني، نظرا للقبول بتملص الدولة، التي تسيطر عليها الطبقة الحاكمة، من تقديم تلك الخدمات.

و على المستوى الثقافي، نجد أن أحزاب البورجوازية، تعمل على نشر ثقافة التخلف، التي تعمل على تدجين الكادحين، و تضليلهم، و جعلهم يقبلون، و بدون تردد، ما تمارسه البورجوازية من استغلال عليها، لأن الدور الإيديولوجي للثقافة البورجوازية يبقى حاضرا، مادامت تلك الثقافة، تجعل الكادحين يتوهمون بأن النظام البورجوازي هو مصدر الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، في الوقت الذي ينتشر بينهم البؤس، و التخلف، و كافة الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، المعبرة عن تكريس البورجوازية للإخلال بالأمن الثقافي في حق الكادحين.

و على المستوى المدني، نجد أن أحزاب البورجوازية، تساهم، و بشكل كبير، في تكريس عدم المساواة بين الناس، على أساس طبقي، و أمام القانون، بالعمل على سن قوانين تكرس التميز الطبقي، بين أفراد المجتمع، مخالفة بذلك ما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و في المواثيق الدولية، بل وحتى في بعض الديانات، و خاصة في الدين الإسلامي. لأن تكريس الفوارق تتبناه الأحزاب البورجوازية، و تعمل على فرضه، على أرض الواقع، بما في ذلك الفوارق بين الجنسين، و بين اللغات، و القبائل، و غير ذلك مما يكرس إخلال الأحزاب البورجوازية بالأمن المدني.

و على المستوى السياسي، فأحزاب البورجوازية تقبل بممارسة سياسة الطبقة الحاكمة، القاضية بتكريس الاختيارات الرأسمالية التبعية، اللاديمقراطية، و اللاشعبية، ابتداء بالدستور الذي يغيب سيادة الشعب على نفسه. و يكرس سيادة الطبقة الحاكمة، باختياراتها الرأسمالية التبعية، و تزوير الانتخابات لتنصيب مؤسسات مزورة لخدمة المصالح الرأسمالية، و تنصيب حكومة تقوم بتنفيذ القوانين، التي تجعل تلك الاختيارات جزءا من الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، لتكون البورجوازية، بذلك، مساهمة بشكل كبير، و أساسي، في الإخلال بالأمن السياسي للمواطنين الكادحين.

و بذلك نجد أن أحزاب البورجوازية، كان يمكن أن تساهم، بنسبة معينة، في حفظ الأمن الاقتصادي، والاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، لو حافظت على ليبراليتها التقليدية، إلا أنها و بعد انحيازها إلى جانب الطبقة الحاكمة فإنها صارت مساهمة، و في جميع للإخلال بالأمن العام الذي تمارسه الطبقة الحاكمة.المجالات، في الإخلال بالأمن العام، تبعا



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....2
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- في المجتمع المغربيدور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطا ...
- دور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطائفي في المجتمع الم ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...


المزيد.....




- طاهر النونو: العلاقة بين الفصائل الفلسطينية متينة ومبنية على ...
- البيان الختامي للمؤتمر التضامني مع عاملات وعمال «وبريات سمنو ...
- كيف وقعت الصين الشيوعية في حب الخصخصة؟
- ماذا جرى قبل انفجار -تيتان-؟.. كشف آخر ما قيل على متن -غواصة ...
- حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
- العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
- صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف ...
- رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
- مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا ...
- مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....8