نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 13:28
المحور:
الادب والفن
أغلق نوافذي أمام كل الأشياء المرئيّة والمسموعة، أغمض عينيّ كي أسمع وشوشة الطبيعة ،يصمّ أذني صوت الطّيور التي تتشاجر في الصّباح، أهرب منها إلى محميّة ليس فيها أصوات طيور بل أصوات حفيف الأشجار.
أتيت من فوهة مدفع، مرهقة من قصص الوطن، والشّهادة، والعدل، والحقّ.
هذه الشّاشات الصغيرة والكبيرة تحضّ على القتل، سواء بعرضها العدل، أو الظلم.
قاطعتها. لا أرغب أن أرى طفلاً مضرّجاً بدمائه دون أن ينتابني الحزن. لم يعد ينتابنا الحزن، ولا الشّعور بالمسؤولية تجاه من يجب أن نعتني بهم. نبحث عن ضحايا لنا، نراقب بعضنا على وسائل التواصل، ويتم الزواج، والطّلاق، وممارسة الأبوّة والأمومة من خلال تلك المنابر المزيّفة.
لا أحد على صواب . كل الذين يصرخون مع الظّلم أو ضدّ الظلم بدلاتهم جديدة . كروشهم كبيرة، وعقولهم صغيرة.
وماذا نفعل أمام العدوان علينا؟
طالما الأمر ليس بيدنا فإنّ لغة الهروب من الموت هي لغة مشروعة. علينا أن نحبّ الحياة، نحبّ أنفسنا، نحب أولادنا، وأحفادنا، وكلً النّعم حولنا.
في ذلك الوطن العربي، وفي جميع القوميات التي تشاركه ينتشر لهب الحقد والكره والتّعصب. الآلهة لم تعد أصناماً ، أو أحجاراً، بل هم بشر مثلنا. لو منحونا كسرة خبز علينا أن نبقى تحت رحمة سيوفهم. إنّه زمن الاستبداد العربي، والإرهاب العربي بامتياز. إن أردت أن تعدّ المستبديّن ففي كلّ دولة عربية ،وما يتبعها من القوميات الأخرى مجموعات استبداديّة تبدأ في رئيس المجموعة.
أغلقوا التّلفاز، الحاسب، التلفون. اذهبوا إلى الأرض . عانقوها ، وإن لم تستطيعوا بسبب الحصار. تحدّثوا مع أنفسكم، نحن في بلاد لا تنفع بها لغة الحوار. قبل أن أحاورك عليّ أن أعترف بعظمتك، ومن ثم أتوسّل إليك أن تقبلني. أصبحت لا أعرف معنى قبول الآخر، فقط بنيت لي خلوة تبعدني قدر الإمكان عنه. سوف أحذف نفسي من الآخر، لا يوجد آخر بيننا. كلّ مجموعة تقول: إما نحن ، أو ليحدث الطّوفان، سوف أبقى في خلوتي إلى أن يحدث الطوفان.
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟