أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - التكنوقراطية.. نفق مظلم جديد














المزيد.....

التكنوقراطية.. نفق مظلم جديد


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التكنوقراطية للعراق، طرحت بعيد دخول الامريكان في العام 2003، وظل الطرح قائما الى ان اصر السيد المرجع على السيستاني على اجراء انتخابات حرة في العراق واختيار النظام البرلماني، الديمقراطي. حينها قطع الطريق اليا عن التكنوقراطية، كونها نظام حكم يتعارض مع الديمقراطية.

ففي النظام الديمقراطي تتشكل الحكومة من الحزب (او القائمة) الفائزة بالانتخابات الحرة المباشرة من قبل الشعب.. اما في النظام التكنوقراطي فالحكومة تعين من مجموعة من العلماء والمهندسين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، وانما على اساس خبراتهم الادارية والتقنية...

وسبب طرح هذا النظام في العام 2003 كان لان العراق اعتبر في تلك الفترة على ابواب انفجار صناعي وتقني وبحاجة الى جهود متخصصة لادارة هذه الثورة العلمية الصناعية، داخليا، وبمساعدة ومشورة الولايات المتحدة التي كانت تعتبر نفسها وصية على العراق في فترته الانتقالية، انذاك، بين سقوط النظام الديكتاتوري وتعيين حكومة جديدة...

كانت بعض الاصوات تدعوا الى تاجيل مشروع الديمقراطية للعراق لحين نضوج شروط بنائها، على اعتبار العراق، الخارج للتو من واحدة من اعتى الديكتاتوريات، حينها، لم يكن مؤهلا لمشروع الحكم الديمقراطي، خصوصا وان معالم التيارات السياسية لم تكن واضحة، وخارطة الصراعات الحزبية كانت على درجة من الضبابية والابهام، وتحتاج لفترة من الزمن لكي تتضح في الذهنية العراقية...
هذه الفترة التي كانت تحتاجها الديمقراطية للنضج، هي الفترة الانتقالية التي تعددت الاراء حول كيفيتها، والصياغة الامثل لاسلوب الحكم فيها...

منهم من طرح فكرة حكومة انقاذ وطني، ومنهم من طرح اسلوب حكم (اهل الحل والعقد)، الى ان اختيرت فكرة (مجلس الحكم) الذي تالف حينها من 9 اعضاء يتناوبون على رئاسته شهريا..

انذاك كان طرح نظام الحكم التكنوقراطي هو احد الحلول المقترحة، وبالطبع يشترط تحقيق جملة عوامل اساسية لانجاحه، منها ضبط الوضع الامني، ورسم سياسات ثابتة وملزمة لقوانين استخدام الطاقة وحسم ملكية مصادرها، واختيار هيكلية ادارية واضحة مثل حدود الاقاليم وصلاحياتها، وجملة شروط اخرى كان يجب توفرها من اجل نجاح مهمة التكنوقراط في ادارة البلد..

والتجربة والزمن اظهرا ان اي من شروط نجاح تلك التجربة "التكنوقراطية" في العراق لم تتوفر في حينها، وحتى لو اختيرت كنظام حكم، انذاك، فما كان يكتب لها النجاح اصلا، لان ما افرزته تلك الحقبة كان بعيدا عن تصورات السياسيين والمراقبين ايضا، الذين دعوا لها....

وما ان جاءت دعوة السيد السيستاني لاجراء انتخابات برلمانية حرة، حتى انتهت الدعوة للتكنوقراطية كليا... وبالنظر لنتائج الانتخابات الاولى (2005)، ثم ما اعقبها من تدهر الوضع الامني، واستشراء الفساد الاداري الذي قفز للواجهة فجاة، اثبت بلا جدل بان العراق ليس فقط لم يكن على اعتاب ثورة صناعية، بل انه لم يكن مؤهلا حتى لاقامة نظام مؤسساتي اصلا.

واذا اوضحت التجربة ان النظام التكنوقراطي لم يكن سينجح في تلك الفترة، وهي اكثر ملائمة مما هو عليه الوضع الان، فانها بالتاكيد لن تكون ناجحة وليست مناسبة الان، والظروف اكثر صعوبة..

اليوم، اذ تتجدد الدعوة لاقامة نظام حكم "تكنوقراطي"، بما يعنيه ذلك من نكوص لمرحلة تعتبر سابقة للديمقراطية، انما هي دعوة غير مدروسة اولا، واول من يعارضها هم التقنيون انفسهم. وفوق ذلك فانها تحث في طياتها على تناسي تجربة الـ 13 سنة الاخيرة، وتدعو لتجريب نظام حكم جديد لم يجرب سابقا، لا في العراق، ولا في بلدان الشرق الاوسط (باستثناء ايران، لفترة قصيرة في اواخر السبعينات) ثانيا.

ولا احد يعرف الان، على ضوء قلة التجربة بالنظام التكنوقراطي، وندرة الدراسات عنه، اي عيوب ستظهر فيه، وماذا تكون نتائجه وتداعياته المستقبلية، ولا كم من الزمن ستستغرقه العملية لكي يقتنع العراقيون بعدها بان النفق الجديد هذا ليس مناسبا للعراق، وليس افضل حتى من نظام المحاصصة الديمقراطية، الذي صرنا نعرفه على الاقل، ونعرف الوجوه الانتهازية التي ادمنته، واستطعنا عبر هذه السنين تكوين فكرة ولو بسيطة عن طريقة الخلاص منهم، فماذا نعرف الان عن التكنوقراطية؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدر .. وسؤال المليون دولار
- عن اي تكنوقراط يتحدثون؟
- جائزة نوبل للتملق
- ترنح اسهم الدين في البورصة السياسية
- العبادي... اصلاحات ام التفاف حول مطاليب المتظاهرين
- العنصرية بين الشعبين.. التركي والاسرائيلي
- تركيا وخياط الفتق من دون خيوط
- عام المالكي الكئيب
- الغرقى العراقيون في التايتانيك
- الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش
- مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...
- الجعفري في تركيا... اسمع كلامك اصدقك...
- الشرق الاوسط... داعشي وان لم ينتمي
- داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني
- كوباني تكشف اسرار داعش
- اللعبة الامريكية القذرة في كوباني
- نائب لا ضرورة له.. لمنصب لا صلاحيات له
- ابوبكر البغدادي.. هل هو المهدي المنتظر؟ سؤال للشيخ جلال الدي ...
- تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - التكنوقراطية.. نفق مظلم جديد