|
سراويل قادة أمتنا في المزاد العلني!!
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 10:30
المحور:
كتابات ساخرة
من ينقذ هذه الأمة من ذاتها ؟ من ينقذ هذه الأمة من ذلها وهوانها ، من ينقذ هذه الأمة من الكثير من قياداتها المؤبدة على رقاب أبنائها ، رؤساء ، ملوك ، شيوخ ، أمراء ، بل وحتى قادة أحزاب وفصائل ؟ فالكل يغتصب السلطة باسم الشعب والدستور والقانون والشرعية الثوريه . والتنحي والتخلي عن الكرسي والمنصب غير ممكن إلا بالموت ، فالرئيس يورث ، والملك يورث ، والأمير يورث ، والشيخ يورث ، وقادة الأحزاب والفصائل يورثون ، حتى غدا الوطن ممالك وإقطاعيات . من ينقذ الأمة ويريحها من أعباء القمم العربية ومبادراتها التخاذلية والتراجعية السنويه ، والتي وصلت حد تشريع التطبيع وترسيمه ؟ من ينقذ الأمة من إجتماعات وزراء الخارجية العرب ، ورؤساء البرلمانات العرب ، والتي قراراتها لم تصب أبدا في خدمة العرب ، وهي لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به ، وتجف مباشرة بعد صدور بيانات الإستقبال والضيافه والنفاق في الحديث عن أصدق مشاعر الأخوة والتضامن الورقيه والتي لم تعرف طريقها الى الواقع أبدا ؟! من ينقذ الأمة من أشباه مثقفيها ومثقفيها والذين لا هم لهم إلا التسبيح بحمد السلطان ، والتغني بأمجاده وبطولاته وصولاته وجولاته وأصالته وسلالته ، حتى يصل الأمر حد التقديس والتأليه ، ولولا الخوف من رجال الدين لقالوا عن حكامنا بأنهم لا ينطقون عن الهوى . من ينقذ الأمة من علماء البلاط والسلاطين ، والذين لا هم لهم سوى التبجيل والتبرير والتعظيم والتفخيم للقائد والحديث عن ورعه وتقواه حتى يخيل لك أن شياطين ومفسدي هذه الأمة ، هم إما الفاروق عمر وإما الخليفة عمر بن عبد العزيز. من ينقذ الأمة من محطات عريها ، من ينقذ الأمة من أغاني «رجب» و«آه ونص ، آه » من هذه العولمة التي غزتنا فكريا وثقافيا وفنيا حتى أصبحنا كالغراب الذي أراد أن يتعلم مشية الحجل فلا أستطاع أن يمشي ولا إستطاع أن يعود للطيران ، من ينقذ الأمة من العسس ورجال المخابرات ، الذين على رأي الشاعر الكبير مظفر النواب يمدون أيديهم في كل مكان ؟ من ينقذ الأمة من الهزيمة والإنهيار الداخلي وهزيمة الذات ، من يعيد للأمة كرامتها وعزتها ، من يعيد الإعتبار للمناضلين ، من يعيد البسمة لإطفال العراق وفلسطين ، ومن ينتصر لصرخات وأنات العواصم العربية المغتصبه القدس وبغداد، والأمة كفت عن الإنجاب ، والمناضلين في عهد العولمة وعالم أحادي القطبيه ، أصبحوا مطاردين ، بل ومنبوذين ، وهم مصدر و الإرهاب والشرور ، فالرئيس الكوبي كاستر عندما قال لا للرأسماليه والإمبرياليه ، إتهم بالإرهاب وتصديره ، وما زالت بلاده منذ أكثر من ثلاثين عاما تحاصر ، وهوغو شافيز الرئيس الفنزويلي ، القومي العربي الأول والأممي العالمي ، عندما خرق الحظر الذي كان مفروضا على العراق أيام حكم الرئيس صدام حسين ، حاولت الإمبرياليه بكل السبل والوسائل إسقاطه ، وصدام حسين عندما رفض السياسه الأمريكيه وعقابا له على إطلاقه الصواريخ على تل أبيب ، تكالبت عليه كل قوى الغرب مدعومة من قبل العرب العاربه والمستعربه وأغتصبوا عاصمة الخلافة ، عاصمة هارون الرشيد ، ووضعوه في الزنازين ، وأصبحت كرامة العرب وعوراتهم تعرض في المزاد العلني ومن على صفحات الجرائد الغربيه ، والعرب يبتهجون ويصفقون . آه من أمة تصفق لهزيمتها ، أمة ترقص طربا لمغتصبيها ، أمة قيل أنها خير أمة أخرجت للناس ، ولتظهر الحقيقه عاريه ، ونكتشف أن هذه الأمه تعقر أبنائها ، وتتخلى عنهم في المحن والشدائد ، فالعراق الذي نصفق لذبحه ، لم يخذل الأمة يوما من أربعينات القرن الماضي وحتى نهاية عهد صدام ، وأنا أراهنكم أن العراق والعراقيين يقولون يوميا نار صدام ولا جنة الأمريكان وعملائهم . وما يسمى بالديمقراطيه الإمريكيه لم تجلب سوى الخراب والدمار والقتل اليومي ، والعراقي أصبح لا يشعر بالأمن والإطمئنان يوميا ، وكرامته تهان في اليوم ألف مره ، وأعراض بناته تنتهك كل يوم . آه ياصدام ، أمة العرب والإسلام ، أصبحت شيعا وقبائل ، وأقطار مجزئه ومتشظيه ، لا يوحدها دين ولا أرض ولا سوق ولا تاريخ ولا جغرافيا حتى أيام صومنا بداياتها ونهاياتها تخضع لرغبات الحكام والسلاطين وكذلك أعيادنا . يكفيك شرفا أن تموت واقفا في الأسر ، في زنازين الإحتلال الأمريكي، على أن تعيش ذليلا ، فأمتنا من محيطها الى خليجها يلفها الذل والهوان والهزائم المتتاليه ، والكثيرين من زعاماتها تتسابق على من يكون أكثر ولاءا والتصاقا بالأمريكان ، ولك أن تتصور أن بعض الدول الأوربيه إعتبرت شارون مجرم حرب ويجب محاكمته ، وهناك في العالم العربي من يرحب به ويدعوه للزياره . أي أمة هذه ، أمة أصبحت لا تجيد الإ الإستجداء والإستقواء بالغريب على أبناء شعبها وأمتها . إنها أمة خارج البشرية العاقله ، وخارج التاريخ والجغرافيا ، وعرض سروالك الداخلي من على صفحات جرائد الغرب ، لن يثني من عزيمة المقاومة لا في العراق ولا في فلسطين ، بل سيكون إكليل غار لكل عربي شريف يغار على هذه الأمه.
الاسير المقدسي راسم عبيدات
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشهد السياسي الفلسطيني عشية اقتراب الانتخابات التشريعية ال
...
-
الترشيح في القدس يعني الاعتقال
-
التطبيع ليس وجهة نظر
-
مثقفوا الأحزاب بين القبلية والحزبية
-
هل تتدارك قوى - الحاله الديمقراطيه - أخطاءها في الانتخابات ا
...
-
اسدال الستارعلى قوى اليسار الفلسطيني!!
-
مرحلة العري العربي!!!
-
عفوا نانسي عجرم..!
المزيد.....
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|