فاطمه قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 18:58
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يوم الارض
وايام الامل الفلسطينية
د.فاطمه قاسم
من بين اعظم القرارات التاريخية الخالدة تلك التي اتخذتها الجماعة الوطنية الفلسطينية والذي ثبت بعد ذلك انه قرار استراتيجي مهم على مستوى الأمل الفلسطيني الشامل قرار لاقلية من الفلسطينين اصحاب الأرض التاريخيين، البقاء في وطنهم ، الصمود في وجودهم أمام كل احتمالات الخطر وامام كل موجات العنصرية والعربدةن وامام الخرافات والاساطير التي قامت عليها دولة اسرائيل ، اولئك الذين اتخذوا ذلك القرار الخارق هم الذين صنعوا حقيقة يوم الارضفي الثلاثين من آذار عام 1976 ليكون يوما من ايام فلسطين الخالدة ، انطلاقا من قرى سهل البطوف الثلاث، والذي تحول الى منارة من منارات الذاكرة الفلسطينية .
وقد علمنا يوم الارض ان فعاليات وجودنا الفلسطيني متعددة بقدر تحدي هذا الوجود، كأن نكون اقلية في جزء من ارضنا بسبب الاحتلال فنطالب بالاعتراف بنا كقومية في الارض التي كانت وطنا لنا وكانت اول ارض اشرق عليها التاريخ باسمنا قبل ان توجد عليها كل هذه الاسماء الأخرى، أو ان نكون شعبا تحت الاحتلال ونقاوم هذا الاحتلال الذي يتفوق علينا بقوته الممنوحة له بفعل التواطؤ الدولي والاقليمي ، أو ان نكون نثورين على ارجاء الأرض ونحاول ان نعيد كينونتنا واسماءنا الاصلية اننا فلسطينين ،
وكان يوم الارض هو اول بطاقة عبور من فضاء ذاكرتنا الى ارض الحقيقة،
لنقول نحن هنا، جزء من شعب كامل، ولنا حقوق اكثر من مجرد الحصول على خبزنا اليومي، بل حق المساواة وحق تقرير المصير وحق المواطنة المتساوية.
ولان المحتل لم يكن في توقعاته ان يحدث ذلك فقد تورد وتوهج ذلك اليوم في تلك الديار بالدماء، دماءا فلسطينية وليس اخر.
وهكذا في ايامنا تلتقي الجداول المتعددة في النهر الفلسطيني العظيم ليندفع بقوة نححو التاريخ المميز والذي يقول بأن هذه الارض التي كان اسمها فلسطين ستكون دائما فلسطين، ولن يستطيع تغير وجهها محتل لانه لم يستطيع لا في الاحتلال الأول ولا في الاحتلال الأخير،ولا في مخيمات اللاجئين، ولا في اماكن النفي والشتات، وهنا لا بد ان اخاطبكم يا صانعي يوم الارض قبل اربعين سنة واقول بصوت مرتفع:
المجد لكم ، لانكم اشعلتم الذاكرة واعليتم شأنها في مواجهتكم للحقد والاحتلال والظلم والعنصرية، واصبحتم على موعد مع التاريخ الذي يبعث الأمل رغم كل الجراح.
#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟