|
أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة الانفصاليين...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 03:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة الانفصاليين...
مروان صباح / ليست بمزحة أو سخرية سوداء ، مبطنة ، بأن الجنس البشري يواجه مشروع لا يمكن أن يتصوره العقل ، لما سينتج عنه من دمار جارف ، يبدو أنه قادم لا محالة ، وآيا كانت الأسباب الذرائعية التى تساق فيها تبريرات ، تدخل القوى الكبرى في المشرق العربي وشمال افريقيا ، تبقى النتائج ، كفيلة عن كشف الأهداف الحقيقة ، فقد تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ، من أجل إسقاط نظام ديكتاتوري واستبداله بنظام يسعى إلى الديمقراطية ، الحصيلة ، دمار شاملة للإنسان وللبنية التحتية بالكامل ، بل ، لم تكتفي فقط باستباحة البلد ، بل ، فرضت نظام المحاصصة ، أدى بالفعل ، إلى تقسيم الجغرافيا بين المتصارعين ، في الجانب الآخر ، الاتحاد الروسي منقذ النظام الأسدي ، يعلن أن الهدف من التدخل في سوريا ، المحافظة على وحدة الجغرافيا والقضاء على الإرهاب والإرهابيين ، أولاً ، والأمر الثاني ، يهدف إلى استباق الإرهابيين من الوصول إلى حدود روسيا وإعادة تنشيط الساحة الشيشانية ومناطق إسلامية أخرى ، تمتد على الخط الحدودي لروسيا ، النتيجة التبسيطية ، مازالت جميع رايات الجماعات المتشددة ، ترفرف بالعالي ، وهي تخوض حرب توصف بالكرارة والفرارة ، وتقاس بالشبر ، إلا أن وسط هذا الزخم من التدخلات ، لا بد للمرء أن يعترف ، كما اعترف للأمريكي سابقاً ، هناك في العراق ، بأن الروسي ، أي يعني ، الرئيس بوتين ، نجح في وضع الحرف الأول لمشروع الفدرالية السورية ، باختصار التقسيم ، تماماً ، بعد نجاح سابق ، هو ، تجريد النظام الأسدي من السلاح الكيمياوي ، الذي جعله بلا أنياب ومخالب ، واسقط شرعية المقاوم عنه وسط أنصاره .
من المفيد الإشارة ، أن استعراض الروس لمسألة استعادة مدن وقرى وإضعاف القوى المعارضة ، بالتأكيد أمر مهم ، يدخل في سياق استعادة الأشبار ، أما تفسير الانسحاب الروسي ، بهذا التوقيت ، يحتاج إلى معلومات ، مازال الإفراج عنها في الوقت الحالي غير وارد ، لكن ، في اعتقادي ، الروس لم ينسحبوا بقدر أنهم أعادوا الانتشار ، وهذا ، تماماً ، ما صنعه الرئيس أوباما في العراق ، اظهر للعالم أن الولايات المتحدة تنسحب من العراق ، لكن في واقع الأمر ، أعاد انتشار قواته داخل وخارج العراق ، وكما يبدو ، وهو الأهم ، أن ساعة السفر لتقسيم العراق وسوريا جاءت ، والطرفان اتفقا على التضحية بجميع حلفاء العرب ، سنة وشيعة ، لهذا ، كان من الضروري إفساح المجال للقوى الإقليمية بالتدخل بشكل أعمق ، فقرار التقسيم يشكل تهديداً في المقام الأول لدول مثل إيران وتركيا والسعودية ، طالما قدروا على الدوام ، أن اعلان عن دولة كردية ، سيكون على حساب جغرافيتهم ، بالطبع ، الاعتراف بدولة كردية ، إسرائيلياً وغربياً وأمريكياً ، سيفتح شهية أقليات وقوميات آخرى ، بإعلان الانفصال ، الذي سيشتت لاحقاً ، أي عمل مشترك على الأصعدة المختلفة ، وهذا في طبيعة الحال ، سيوسع دائرة الإلهاء الحاصل في المنطقة ، حيث ، استنفذت المنطقة ، في مكافحة الإرهاب ، والآن في محاربته ، وغداً ، سيكون مختلف ، فالمعارك ستأخذ منحة وسياق اخرى ، لأن ، ظهور أقليات داخل كيانات مستقلة ، سيقابل ، بظواهر اخرى ، أكثر تشدداً .
هناك سخرية أنكى وأشد ، تخص الاجتثاثات ، فخطيئة اجتثاث البعث في العراق وإدراك البعث في سوريا من الاجتثاث ليست سوى أفكار استهلاكية لا تقدم ولا تأخر في سوق السياسية العالمية ، فالأُولى ، توحي أن الاجتثاث ، هو ، المسئول الأول والأخيرعن ظهور وتمكن الجماعات المسلحة ، كأنه يحاول تمرير ما لا يمكن تمريره ، أن الدول الكبرى ، لم تكن في حسبانها ، أو بالأحرى ، لمن يسعى من جديد ، رسم حدود الوطن العربي ، العلم بنتائج الاجتثاث وانعكاس تدميرالدولة ، قد يكون هذا صحيح بالنسبة للأنظمة العربية ، غايبة فيلة ، تعيش فوبيا تمدد هذا الجماعات وتتجاهل اطماع دول اقليمية مدعومة من الخارج ، هي بالتأكيد أخطر ، لكن ، الوقائع والحقيقة مغايرة على الإطلاق ، فجميع ما يطرح من تساؤلات ومراجعات ، حول أخطاء الماضي ، هما ، مجرد استهلاك دبلوماسي وإعلامي ، ليس له علاقة بما يجري في الغرف السرية ، وقد يكون في الجانب السوري ، مسألة الاجتثاث قديمة لا تصلح تكرارها ، بالطبع ، لخصوصية تركيبة النظام وارتباطاته ، وهنا من السهل تعريف النظام الأسدي وحلفائه ، وهذه ، نظرة الاستشراقي والصهيوني معاً ، يعتقدوا ، أنهم لا يشكلون خطورة كالذي شكلها نظام صدام في السابق أو الشعب المصري ، لأنهم ، لا يمثلون الأكثرية ، وهذا يبقيهم في دائرة الضعف والحاجة للأقليّات في المنطقة ، كإسرائيل وأيضاً ، إلى دول كبرى في العالم ، لكن ، لعبة تبادل الأدوار بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي ، استطاعا الطرفين ، استخدام نظام الأسدي وحلفائه بقدر واسع وبطرق ، فاقت الاجتثاث ، ففي الرقة السورية أُعلن عن قيام الخلافة والدولة الاسلامية وفي سوريا أيضاً ، أُعلن مؤخراً عن كيان كردي مستقل ، يمثل الجانب السوري ويسعى إلى دمج جغرافيات أوسع مع أكراد المنطقة ، وهذا ، لم يحصل في العراق الممزق الفاسد ، رغم الحكم الذاتي الذي يتمتع به أكراد العراق ، لكنه ،حصل الآن في سوريا وعلى الحدود الجمهورية التركية ، وهو يتمدد ، بموافقة أمريكية روسية إسرائيلية .
عملية انفصال الأكراد ، تحديداً ، تنطوي على باطن غريب ، فإذا توقف المرء عند دخول المغول إلى بغداد ، يجد أن سقوطها ، ما كان له أن يكون ، لولا الخلاف السني الشيعي ، الذي سهل للمغول الدخول وإعدام الخليفة ، المستعصم ، وقتل تقريباً ، مليونين عراقي ، أيضاً ، في حصيلة سقوط العراق من جديد ، الحال متشابه ، وربما المشارك المساعد ، طبعاً ، انفصال الاكراد والاعتراف بدولة كردية ، يعني اولاً ،، استقرار دولة داعش ، وثانياً ، إفراز انفصاليين آخرين ، لأن ، تركيا مضطرة على وجه الخصوص ، وعرب أيضاً ، الانتقال من محاربة الإرهاب إلى محاربة الانفصاليين ، الذين سيكونون أكثر تهديداً للأمن الوطني والقومي ولأمة عملاقة عاجزة عن الدفاع عن تاريخها ، فالعرب سنة وشيعة وإيرانيين وأتراك ، تم توريطهم في حرب يراد منها القضاء على الجنس البشري في المنطقة ، وهذا بالتأكيد ، سيفضي نتائج الدمار في مصلحة دولة بدأ اسمها إسرائيل وتسعى إلى الانتقال لتصبح ، المملكة اليهودية ،لهذا ، فأن مشروع مملكة اليهود ،غير قابل لمشاركة أحد ، لا أكراد سيحصلوا على دولة ولا القتال في المنظور القريب ، سينتهي . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاسم المشترك بين الأوروبيين والعرب ، هو ، التفكيك والانحلا
...
-
دونالد ترمب ، مرحلة الاستبداد الاقتصادي وانهيار قواعد القانو
...
-
الفارق بين إنجازات الديكتاتور وانجازات القطروز
-
ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخ
...
-
المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً
-
مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب
-
إذا تمكنتم أيها الظلمة أن لا تحضروا فلا تحضروا
-
تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة
-
خوسيه موخيكا وزملائه
-
الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
-
آفة المخدرات وآفة السحر
-
نجاح الثورات العربية وإخفاق الحسم
-
من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج
-
من يظن أن الخطاب الغربي يخضع للأفكار فهو واهم .
-
من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
-
تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
-
خطاب الملك عبدالله ، تحدي في ذروة احتدام الصراع في المنطقة .
...
-
الانتقال من السلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العرب
...
-
عندما يتماهى المجتمع مع الغيب المطلق
-
استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|