أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - حكاية المادة 77














المزيد.....

حكاية المادة 77


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 10:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الكثيرون من القراء لا يعرفون أن الدستور الدائم لجمهورية مصر العربية، لم يكن يسمح لرئيس الجمهورية أن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثالثة، ولا يعرفون أن الأمر قد استمر كذلك منذ صدورالدستور فى 11سبتمبر1971وحتى تعديله فى 22مايو1980!، … والحقيقة أن الرئيس الراحل أنور السادات قد حرص فى أعقاب نجاح انقلابه السلمى فى مايو 1971، حرص على أن يبدو فى مظهر الرئيس الذى يرفع راية الديموقراطية، ..وقد رفعها بالفعل ولكن بطريقته الخاصة المميزة ، أعنى أنه كان يرفعها أمام وسائل الإعلام ثم ينكسها بمجرد انطفاء الكاميرات! ، وكان يؤكدها بالنصوص النظرية لكنه يهدرها من حيث الممارسة العملية، ومن هذا المنطلق : منطلق الأداء الإستعراضى الخالص ، فقد قام السادات فى أعقاب انقلابه سالف الذكر بتشكيل لجنة من الفقهاء الدستوريين لوضع مشروع لدستور ديموقراطى كان من المفترض أنه سوف يحل بشكل دائم محل الدستور المؤقت لمصر (دستورمارس 1964)، وقد أنجزت اللجنة عملها على خير وجه وقدمت مشروعا لا بأس به فى مجمله بدليل تلك المادة التى لم تكن تجيز ترشيح الرئيس لفترة رئاسية ثالثة، وقد وافق مجلس الشعب على المشروع ، ثم طرح للإستفتاء العام حيث أقره الشعب بأغلبية ساحقة( لا يعنينا هنا أن نبحث فيما إذا كان المواطنون قد توجهوا إلى صناديق الإستفتاء فعلا أم لا ، فالواقع أن الدستور بصورته تلك لم يكن فيه ـ فيما أعتقد ـ ما يدفع أغلبية المواطنين إلى الإعتراض عليه)، وهكذا صدر الدستور مثلما أراده السادات ،و مثلما ارتضاه الشعب!،.. ثم تمر السنوات وتنقضى الفترة الرئاسية الأولى للرئيس ، فيرشح نفسه لفترة رئاسية ثانية،.. وتمر السنوات مرة أخرى وتوشك الفترة الثانية على الإنقضاء، ويجد الرئيس السادات نفسه فى هذه المرة فى مأزق، فهو إما أن يحترم الدستور ويترك الساحة لدماء جديدة وفكر جديد مؤكدا بذلك أن مصر بالفعل دولة الدستور والقانون والمؤسسات وهى العبارات التى كان يرددها فى كل مناسبة ، وإما أن يغير الدستور الذى كان يفاخر دائما بأنه دستور مصر الدائم بعد سلسلة من الدساتير المؤقتة!!، .. وسواء كان الذى حدث هو أن الرئيس السادات قد أوعز إلى بعض المقربين إليه فى مجلس الشعب بأن يطالبوا بتعديل الدستور، أم أن بعض الأعضاء قد أدركوا بحسهم الذى لا يخيب أن مثل هذا التعديل سوف يوافق هواه فبادروا إلى طرحه من موقع قناعتهم بأن لكل مجتهد نصيبا!! .. سواء كان هذا أم ذاك، فقد خرج إلى الوجود النص الحالى للمادة 77من الدستور المصرى (الدائم) ، الذى يقضى فى صيغته الراهنة بما يأتى :" مدة الرئاسة ست سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الإستفتاء، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى"!، ثم تشاء المفارقات الغريبة ألا يستفيد السادات من هذا التعديل!!، ففى الوقت الذى كان فيه قد بدأ يعد العدة لترشيح نفسه لولاية ثالثة تعرض لجريمة اغتيال نكراء أودت بحياته، ولا شك أن السؤال الذى يفرض نفسه على الكثيرين هو: هل كان السادات سيتعرض لهذه الجريمة الآثمة لوأنه رفض أية محاولة لتعديل الدستور، وأعلن أنه سوف يغادر مقعده بمجرد انتهاء ولايته الثانية؟ .. الإجابة على هذا السؤال لا يعلمها إلا الله وحده!



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبلنا موز
- المنافقون
- الركسوتالجى!
- محاكمة صدام حسين
- المصريون ينتحرون
- والله زمان ياحنا
- حدث فى القرن الخامس عشر الهجرى
- وقائع تعديل دستور جمهورية متغوريا


المزيد.....




- لِمَ انتظر هذا الرجل سن التقاعد حتى يمارس شغفه بتحويل الخردة ...
- -إن مت أريد موتا صاخبا-.. مقتل المصورة الصحفية فاطمة حسونة ب ...
- نعيم قاسم: لن نسمح لأحد بنزع سلاح حزب الله وسنواجه من يسعى ل ...
- قصة عروس في غزة فقدت عريسها قبل الزفاف بيوم
- الصحافة في عصر التزييف العميق: رؤى وتحديات من منتدى الإعلام ...
- اليمن: غارات أميركية على صنعاء والحديدة والجوف تخلف أكثر من ...
- محاكمة -التآمر-..أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً على قادة المع ...
- -نوفوستي-: المحتالون الذين يهاجمون الروس عبر الهاتف يعملون ت ...
- رابطة صينية تتهم واشنطن بانتهاك قواعد التجارة الدولية بشكل ص ...
- أورتاغوس -تتثاءب- ردا على أمين عام حزب الله


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - حكاية المادة 77