أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - التظاهرات في مفترق طرق، ومهامنا!














المزيد.....

التظاهرات في مفترق طرق، ومهامنا!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 06:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


[email protected]

شهدت التظاهرات التي بدأت منذ اواخر تموز من السنة الماضية ولحد اليوم تطورين مهمين: الاول ربطت الجماهير وعبرت بشكل واضح وبصوت مسموع عن الصلة بين الاقتصاد والايديولوجيا والسياسة وذلك بفضحها منهج السلب والنهب والسرقات من دخل الدولة النفطي، وكشفت استخدام الطبقة الحاكمة لاساليب الديماغوغية والخداع الديني للجماهير. معبرة عن هذا الوعي بهتافاتها "باسم الدين باكونا الحرامية".
الا ان التطور الجديد والخطير هو دخول احد الاحزاب الحكومية في هذه التظاهرات، لترفع صوتها "بالاصلاحات". واقصد التيار الصدري. فمن جهة أنزل للشارع مؤيديه ينادون بالاصلاح منظما استعراضات "جماهيرية"، مظاهرة بلغت الالاف وبشكل مفاجيء، ثم نصب خيم اعتصام واعلان صلاة جمعة موحدة، جالبا الطيف الاسلامي ذاته ليكون مناصرا وداعما له. مقدما صورة واضحة ولا تخطئها العين عن نمط من سياسة اسلامية يوجهها تيار اسلامي لتكون هي الصورة السائدة لحكم وتوجيه المجتمع. من جهة ثانية يرسل التيار الصدري قائمته الى حكومة العبادي من المرشحين التكنوقراط محذرا من ان لم يجري التصويت للاصلاحات (اي تغيير الوجوه) فان "النواب الذين يمتنعون عن التصويت، سيكونون بالأسماء والخط العريض عبرة لمن اعتبر"!. واذن تمحورت كل مطالب الصدر ونداءه للاصلاحات "الجذرية وليس الترقيعية" و الـ" شلع قلع" حول تغيير الوجوه لا اكثر ولا اقل..
الا ان ما هو جدير بالتوقف عنده، هو ظهور طيف من المتظاهرين "المدنيين" مرحبين بـ"دور" التيار الصدري في هذه التظاهرات، عاقدين عليه الامال في ايجاد كتلة تجمع الصدري (وليس الاسلامي او الديني!!) مع المدني، دون الالتفات ولو لحظة الى ماهية الاسباب الحقيقية والاهداف التي يتعقبها هذا التيار من "دخوله" التظاهرات، او تنظيم الاعتصامات!
ان ما يجري يضعنا امام تحدي سياسي كبير، ومهمتنا الاجابة عليه. انه لمن المعلوم ان الاصلاحات عمل مطلوب دائما وعلى طول الخط حيث هنالك نظام طبقي رأسمالي سائد، وحيث ان توازن القوى لا يسمح للجماهير وللطبقة العاملة من ان تقيم نظام حكم يعبر عن مصالحها ومن اجلها، فان الجماهير ستسعى بكل الطرق المؤاتية الى تحسين احوالها ضمن نظام الحكم الراسمالي ذاته. لذلك يمكن وضع مهامنا في المرحلة الراهنة في نقطتين:
أولا: هو كشف، وباكثر ما يمكن المساعي الحقيقية للتيار الصدري، كتيار يبحث عن مكانه له بعد انحسار دوره وتأثيره داخل ائتلافه الشيعي، وسعيه الى اعادة مكانته مرة اخرى.
ثانيا: تبيان خطل التصورات التي ينشرها بعض المتظاهرين من التيار المدني ببناء الامنيات على تحقيق الاصلاح عبر التحالف او تشكيل كتل مع هذا التيار الرجعي.
يجب عدم فصل التيار الصدري، واعطائه امتيازا عن الاحزاب الاسلامية الاخرى. فمصالح التيار الصدري والطبقة الحاكمة في العراق هي مصالح واحدة ومشتركة، وهم طبقة حاكمة واحدة، وجوه متعددة لكيان واحد، لمصالح واحدة ولسياسات واضحة. ليس الالتفات الى حاجات الجماهير يشكل امرا مقلقا بالنسبة لها. واي مسعى لتضليل الجماهير بتبييض وجه التيار الصدري، يعني تقوية تيار برجوازي اسلامي رجعي على حساب تيار برجوازي اسلامي رجعي اخر. ان التيار الصدري على غاية من الخطورة بحيث انه يذهب الى استغلال البعض من الفقراء والمعوزين لتجنيدهم لصالحه، مستخدما الناس وتطلعاتهم كسلاح في خضم معركته مع اقرانه في التحالف الوطني.
النقطة الثانية التي يجب ان نضعها نصب اعيننا هي.. تنظيم القوة الطبقية للطبقة العاملة التي بامكانها احداث تأثير حقيقي وجدي في المجتمع. ان التظاهر في ساحات التحرير، لم يقلل ارباح الحكومة، ولم ينقص دولارا واحدا من رواتبها ولا من منافعها. لم يوقف عملية انتاج، ولم يرهق احدا. يمكن وبنظرة سريعة معرفة ان القوى المادية البشرية المدنية التي انخرطت في التظاهرات تمثل في الاعم الاشمل اوساط البرجوازية الصغيرة، المثقفين، واعضاء منظمات المجتمع المدني والعاطلين عن العمل. انهم ليسوا قوة مادية حقيقية تخيف الدولة. ان اضراب يوم واحد من عمال القطارات داخل مدينة مثل لندن يكلف الاقتصاد البريطاني ما يقارب 70 مليون دولار. ان هذه الخسائر هي التي تجعل الدولة تأخذ الاضراب او التظاهر بشكل جدي، وتحاول التوصل الى حل بشأنه باسرع وقت منعا للمزيد من الخسائر.
ان تنظيم قوة مادية طبقية حقيقية لاحداث تغيير يجب ان تجري في ميادين قادرة على ان ترغم الحكومة على الانصات وعلى الاستجابة. حين تصبح خسارتها اكثر فداحة من امكانية ربحها عندها ستصغي! ان قوة الاقتصاد في العراق تكمن في ذلك القطاع الذي يوفر 90 بالمئة من دخل الدولة وبشهادة القاصي والداني. اي القطاع النفطي. ان هذا هو اهم قطاع اقتصادي في العراق. هو القطاع الذي يمكنه ان يلوي ذراع الحكومة العراقية ويجعلها تسمع. بدون تنظيم هذا القطاع الذي يتوزع على اكثر من مدينة في العراق، لن تزعج الحكومة تظاهرات ساحة التحرير او ساحة الفردوس.
اننا، كشيوعيين، لن نتوقع قيام رأسمالية ذات "وجه أنساني" أو رأسمالية "منصفة "، ان هذا ليس من خصالها. ولكن بامكان الضغط عليها من اليد التي توجعها كما يقول المثل العراقي، يمكن ان يؤدي بها الى الاصغاء. والاكثر من هذا، تنظيم قوة مادية طبقية حقيقية قادرة ولديها القوة الاقتصادي القادرة على ارغام الحكومة للاصغاء. يجب ابقاء الوهج الاول لتلك الهتافات التي رفعت "باسم الدين باكونا الحرامية"، وترجمتها الى برنامج عمل لتحديد من هم اولئك الذين سرقوا، وكيف يمكن ابطال مفعول استخدام سلاح الدين كسلاح في المعركة. وهذا هو التحدي الذي امامنا لارغام الحكومة على القيام باصلاح بفعل قوة الجماهير المادية والواقعية المنفصلة عن الحكومة واحزابها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلتهم ومشكلتنا! الحكومة لا تصلح، فماذا نحن فاعلون؟
- تعيين الوزراء في العراق ب-ارسال سيرته الذاتية واجراء مقابلة- ...
- من -الاصلاحات- الى حكومة - تكنوقراط- الى - الكتلة العابرة-!
- من -الموزائيك العراقي- الى -الكتلة التاريخية-!
- التغيير من الاعلى والتغيير من الاسفل!
- التغيير.. اي تغيير؟
- تنويع الاقتصاد العراقي، ام ازالة هذا النظام الاقتصادي؟
- حول الفساد، النهب و-الحصانة القانونية-!
- هل هو -فساد- ام -نهب- منظم لطبقة رأسمالية حاكمة؟
- -التمكين- ضد البربرية!
- عمال الصناعات النسيجية في العراق وسياسة التمويل الذاتي
- عمال شركات التمويل الذاتي بين تأمين مستوى المعيشة والمحاصصة ...
- -قواريرهم- ونساءنا؟
- لمن تصغي الحكومة؟ للمتظاهرين ام لصندوق النقد الدولي؟
- رواتبهم بايديكم!
- الى كل الغاضبين على الذين وضعوا العلم الفرنسي على بروفايلاته ...
- هل بالتوجه الى الخضراء، سيستجاب الى مطاليب الجماهير؟
- قانون الاحزاب والشفافية المالية في العراق
- رسالة الى د.فارس كمال نظمي حول لقاء وفد من المدنيين مقتدى ال ...
- قانون الاحزاب والموقف من الميشليات!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - التظاهرات في مفترق طرق، ومهامنا!