أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مشتاق جباري - عباس وازمة الكهرباء














المزيد.....


عباس وازمة الكهرباء


مشتاق جباري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 22:56
المحور: كتابات ساخرة
    


في ثمانينيات القرن الماضي ,كنا نعيش في احد اقضية محافظة ذي قار ,وكان في القضاء شخص مشهور ,اشهر من بريجيت باردو في زمانها ,لاينزل اسمه عن اللسنة الناس هناك ,الا ان ذكره اقترن بألسب والشتم ,رغم انه كان طيب القلب ,حسن السمعة ,رجل يعمل من اجل مساعدة الناس ,وتقديم ما يمكن تقديمه من خدمة لهم في القطاع الذي كان يعمل فيه قطاع الكهرباء ,ولم يكن قد سمع بعد ان ارضاء الناس غاية لاتدرك ,كان عمله في دائرة الكهرباء يخص معالجة الاعطال التي تحدث في محولات الكهرباء نتيجة الامطار او العواصف او غيرها, وهو غير مسؤول عن قطع التيار الكهربائي او غيرها من الامور,ولسوء حظه فأن الناس على بساطتهم وطيبة قلوبهم ,لم يعرفوا سواه ,وما ان تنقطع الكهرباء لأي سبب كان فأن الجميع وبما فيهم والدتي يسارعون لشتم عباس الموظف البسيط, وكان الانقطاع في تلك السنوات قليلآ الا انه يحصل ,ولسوء حظ (عباس ) فأن اسمه حفظته حتى ذاكرة الصغار ,الذين تعلموا شتمه من الكبار ,واصبح انقطاع التيار الكهربائي يعني العودة للطقس المفضل (شتم عباس ) ,حتى لو كان الرجل في اجازة كما حدث ذات مرة حين انقطعت الكهرباء ساعة واحدة تقريبآ ,وكان عباس مجازآ اجازة مرضية في حينها ,واهل القضاء على علم بذلك ,بل وان اكثرهم ذهب لزيارته في منزله وتمني الشفاء له ,ولكنهم ما ان عادوا الى منازلهم ,وانقطع التيار الكهربائي حتى شعروا بضرورة العودة للطقس المحبب وبدأت غريزة الشتم بألتواصل,ومن الطرائف التي اتذكرها حول هذا الامر ,اننا كنا قد انتقلنا للسكن في محافظة كربلاء في تسعينيات القرن الماضي ,وبدأت فترات انقطاع التيار الكهربائي بألأزدياد ,وكانت امي تلك المرأة الجنوبية البسيطة والطيبة لاتريد ان تفارق طقسها المفضل ,وهي لاتعترف بهذا الانتقال الجغرافي وتغير المكان معه ,فما ان انقطعت الكهرباء حتى بدأت تمعن في شتم عباس ,وحين قال لها والدي ان لاوجود لعباس هنا ,لم تصدقه ,وبقيت مصرة ومقتنعة بأنه هو الذي قطع التيار الكهربائي عنهم,ولم تفلح محاولات والدي في ثنيها عن هذا الاعتقاد,واستمرت في ذلك سنوات طويلة حتى سمعت ان عباس قد فارق الكهرباء بعد ان فارق الحياة .واليوم يشعركبار السن بألحنين الى عباس وايامه حيث لم تكن الكهرباء تنقطع الا فترات قصيرة جدآ (في فترة الثمانينات وما قبلها) تكون مناسبة لهم كي يمارسوا رياضة الشتم البريء,ذات يوم قال لي احد رجال ذلك الزمن من كبار السن : كنا في زمن عباس واحد ,نستطيع ان نتفق على شتمه وممارسة معارضة الشتم معه ,واما اليوم فأن الف عباس وعباس قد ظهرفي دائرة الكهرباء ,ولانعلم نشتم من ونترك من ,فعلآ ان امر العراق عجيب .



#مشتاق_جباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الدعوة والسنوات العشر,نهاية حكاية .
- ارواح ترفض الموت
- هيكل ,المسافر طويلآ في الغروب
- وفاء
- البؤساء
- الثقافة المعطلة
- الاباء يرحلون باكرآ
- رزاق بعد منتصف الليل
- الصلف الامبريالي
- احتباس سياسي
- الجمهورية تهتز ..
- موعد مع القمر
- عقاب رومانوف
- خريف الحلول المؤجلة
- الذئاب المنفردة
- ليلة سقوط الداعية
- معالم على الطريق
- ثم اهتديت
- هذه الارض لاتشيخ
- حين يعتزل القلم


المزيد.....




- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
- شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا ...
- منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية ...
- ليلة رأس السنة.. التلفزيون الروسي يعرض نسخة مرممة للفيلم الك ...
- حكاية امرأة عصفت بها الحياة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مشتاق جباري - عباس وازمة الكهرباء