أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - الإقتصاد المصري بين الكارتلات والترستات














المزيد.....

الإقتصاد المصري بين الكارتلات والترستات


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 19:34
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الإقتصاد المصري بين الكارتلات والترستات
أحمد البهائي
قال ساويرس في حوار مع شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية إنه سيكمل شراء "سي أي كابيتال هولدينج" ، وهي الصفقة التي سيتمخض عنها ثاني أكبر بنك استثماري في مصر ،وأضاف أن الصفقة البالغ قوامها 924 مليون جنيه (118 مليون دولار) في طور التنفيذ بعد إبرام الاتفاق على شراء الأسهم، مشيرا إلى أنه لم يلحظ أية اعتراضات من قبل السلطات التنظيمية.
وكانت الحكومة المصرية قد فشلت في منع ساويرس عن الاستحواذ على بنك الاستثمار سي آي كابيتال ، الذراع الاستثماري للبنك التجاري الدولي الذي أعلن عن موافقته على عرض ساويرس ، حيث تقدم البنك الأهلي المملوك للدولة عبر شركة "الأهلي كابيتال"، بعرض منافس لعرض ساويرس ، قبل أن يسحب العرض نفسه في غضون 48 ساعة من إعلانه ، دون إبداء سبب مقتع لذلك الإنسحاب .
ما يشير الى الدهشة ، أن الحكومة أدركت متأخرة ، أن ساويرس يسعى لبناء كيان عملاق ( إمبراطورية ) يستحوذ على سوق المؤسسات المالية من السمسرة في البورصة والصفقات ، وكان ساويرس قد استحوذ قبل ما يقرب من عام على بنك الاستثمار " بلتون " ، الذي يعد من البنوك الخمسة الكبار العاملة في سوق المال ، ويسيطر على حصة قوية من سوقي السمسرة والصفقات بلغت 10% من إجمالي حجم السوق، وذلك في صفقة تخطت قيمتها مبلغ 600 مليون جنيه ، حيث إتضحت سياسة ساويرس منذ أن فشل في شراء أحد البنوك التجارية الكبيرة ، وسعيه الدائم لشراء بنك استثمار هيرمس، وهي ما يتيح له تحدي الهيمنة التي يفرضها بنك" إي إف جي- هيرمس" الاستثماري على صناعة الخدمات المالية ، بشراء بنكين هامين .
فالرأسمالية المصرية نشأت وتوحشت في ظل السيطرة الأجنبية ، والأدهي أنها باركت توحشها ، فهناك رجال أعمال الأن ينحدرون من أصول إقطاعية (البورجوازية القديمة) ، وأيضا رجال أعمال وليد الإنفتاح الإقتصادي والبورجوازية الإدارية ،ومع ذلك يوجد رجال أعمال جادون يحاولون جاهدين البقاء والنهوض بالإقتصاد ليكون إقتصادا وطنيا، ولكنهم يواجهون بالبيروقراطية الادارية والعملية ، التى وجدت خصيصا لهذا الغرض ، وكذلك بقاء الإحتكار .
فالخصخصة والإستحواذ وجهان لعملة واحدة وهي " الاحتكار " ، وخاصة إذا كان الهدف التحكم في منتج معين والسيطرة على الأسواق و إخراج المنافسين ، نحن في عصر تسود فيه المؤسسات الكبيرة التي تشترك فيها رؤوس الاموال من جميع الجنسيات ، التي تستغل حجم وكم التداخل والتشابك وإختلاط الاستثمارات المالية وتعقدها في المشروعات والشركات والبنوك ، بمعنى اكثر دقة سوف يكون أخطر ما في رؤوس الاموال تلك وبإستحواذها الكامل نتيجة لنسبتها وحجمها في الاقتصاد ، أن تتمتع "بإمتيازات" تبيح لها الانفراد باستغلال مرافق معينة دون وجود مزاحم لها ، وتمكنها من فرض إرادتها على الجمهور فرضا ، وأن تحتكر المرافق المصرية التى لها صفة المنفعة العامة ، اى المنافع التى لها صلة مباشرة بحياة الجمهور وصحته ومعاشه .
اذا ما نخشاه ان يكون الإستحواذ في إقتصادنا الضعيف الذي يعاني أساسا من عيوب هيكلية مزمنة وقصور في عموده الفقري هو الاحتكار بعينه ، بتحويل الرأسمالية الوطنية الى رأسمالية إحتكارية تابعة للمسيطر الأجنبي ، حيث يتم إجهاد المنشآت المتوسطة في الحجم والطاقة والإنتاج حتى ينتهي الأمر بإندثارها أو إرتباطها او اندماجها في الشركات الصناعية الكبرى التابعة للمسيطر الاجنبي في شكل من أشكال الاحتكارات المعروفة ،مثل " الكارتلات أو " الترستات " .
فالكارتلات وهو إتفاق بين مشروعات رأسمالية كبيرة متعددة تقدم نفس الإنتاج أو الخدمة ووصلت الى نفس المستوى الإنتاجي او الخدمي، لتكوين إتحاد يسمى بالإندماج الأفقي ويقتسم بموجبه الشركاء الأسواق بينهم ، حيث يحددون الأسعار وظروف البيع وغيرها ..، ونتيجة لذلك يمكنهم الحصول على أرباح إحتكارية عالمية ، وكل مشروع ينتمي الى الكارتل يمكنه أن يتصرف بإستقلالية إلا فيما يتعلق بمشاكل الانتاج والتسويق ، أما الترستات فهو أشد تقيدا وتركيزا ، ومن الملاحظ أن هذا النوع من الإحتكارات هو المراد تطبيقه الأن بقوة في إقتصادنا من جانب المحتكر ، وفيه تفقد المشروعات المندمجة تحته أفقيا ورأسيا إستقلالها كليا ، حيث يكون الترست مسئول عن كل شئ الانتاج والبيع والتمويل والتسويق ...الخ ، ثم يأتي الدور الاخير والمرسوم ليتمكن المحتكر من هيكل الأقتصاد ، بسيطرة الأحتكارات المالية الكبرى التي نشأت نتيجة الإستحواذ على البنوك والمصارف على المؤسسات والشركات الصناعية سيطرة تامة ، عن طريق التحكم في طرق تمويلها وإمداداتها من جهة ، وعن طريق مقدرتها على منع الإعتمادات المالية عنها وتخفيض أسعار اسهمها وحرمانها من الإئتمان وتشويه سمعتها المالية عند المتعاملين من جهة اخري ، بهدف تحقيق أغراضها ، وهنا تصبح الدولة ترضخ تحت الاحتلال تماما السياسي والاقتصادي .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعر صرف غير مضطرب وليس تعويم مُدار
- البورصة والأرباح الرأسمالية
- رفع سعر الفائدة،فك إرتباط الجنيه بالدولار
- مصر الثورة.. لا للمصالحة نعم للحساب
- الصين.. مصر قلب طريق الحرير الجديد
- البرلمان المصري وتحصين العقود
- لجوء سياسي في ألمانيا
- الانتخابات المصرية..قمع الإنتلجنسيا عنوانها
- السلطان اردوغان..الدب الروسي في المياه الدافئة
- سعر الفائدة والاحتياطي الالزامي جراحة سريعة
- أردوغان وشبح إتفاقية لوزان
- الدولار واليوان..معركة كسر عظم
- المشهد الثالث من خريطة الطريق المصرية
- وكالات التصنيف.. الاقتصاد المصري تحت المراقبة
- ايميل (2) الى سيادة الرئيس. عبد الفتاح السيسي-مصر بدون اعلام ...
- الدب الروسي .. صدق رومني واخطأ اوباما
- رفع الفائدة..مواجهة الدولرة في مصر
- الحكومة المصرية من الاسكان الى البترول
- اليورومنى والبورجوازية الكبيرة
- هيكل .. والذات العارفة


المزيد.....




- سعر غير مسبوق.. -البتكوين- تسجل رقما قياسيا جديدا
- “لحظة بلحظة الآن”.. انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر الجمعة 22 ...
- -البتكوين- تسجل رقما قياسيا جديدا
- بمواصفات منافسة.. Oppo تطلق حاسبها الجديد
- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق الجمعة 2 ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - الإقتصاد المصري بين الكارتلات والترستات