محمد الدحاني
الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 03:19
المحور:
الادب والفن
نعم أخشى؟
أخشى من أعداء الوطن، حيث هؤلاء يعيشون داخل الوطن عوض أن يسكن الوطن داخلهم.
أخشى من الأيام القادمة وما تخبئه لي من معيشة ظنكة.
أخشى من الثورة، وحماس الشباب نحو التغيير المزمع.
أخشى أن نستمر في نظام العبودية الزاهدة لغير الله
أخشى من الحب حيث أصبح كلمة ترددها الألسنة.
أخشى على نفسي من حبيبتي التي تزوجت رجل غيري نكاية بي.
أخشى من أصدقائي الذين أصبحوا يتساقطون في مدرسة الحياة، حيث الحياة إمتحان للأصدقاء.
أخشى من عدسات الكاميرات التي هدفها تزييف الحقائق.
أخشى من مقدمة نشرة الأخبار ومن ضحكتها الصفراء وهي تحصي عدد الموتى الذين سقطوا هذا الصباح في سوريا، العراق، ليبيا، مصر وفلسطين...
أخشى أن يكونوا لي أبناء يلعنوني في هذا الوطن الجريح، لأني أورثتهم العبودية، بعدما كانوا أحرارا في الأحشاء.
أخشى من الفقر أن يدفعني إلى العيش مع الجبناء.
أخشى من الغنى على حساب المضطهدين و المهمشين.
أخشى من الحياة البائسة حيث شعارها اليأس والملل والحزن الذي أصبح هوايتي منذ القدم.
أخشى من الفرح الذي لم يكون مهنتي منذ سنوات قد خلت.
أخشى من كرة القدم، حيث أصبحت دين القرن الواحد والعشرين.
أخشى من الزواج في زمن أصبحت فيه العزوبة تاج الشباب.
أخشى من العلماء الذين دخلوا في صمت مطبق في زمن كثر فيه الجهل.
أخشى من الجهال الذين أصبحوا يعلمون الناس دين الله
أخشى من الأساتذة الذين نصف أعينهم راتبهم الشهري، لا الرسالة التي في أعناقهم.
أخشى من التلاميذ الذين أصبحوا لا يوقرون أساتذتهم الضعفاء.
أخشى من الفصائل الطلابية واستغلالها للطلبة الجدد، الذين لا يملكون وعيا سياسيا ولا حسا نقديا.
أخشى من النقابات التي أصبح كل همها إصدار بيانات ومبررات واهية للتراجع عن أشكالها النضالية.
أخشى من طول السفر وقلة الزاد.
أخشى من أقرب غائب ننتظره ولم نهيئ له مكان الضيافة.
أخشى من كل ما ذكرت. ومن عدد كبير عفوت لساني وقلمي عن ذكره. ومن لا يخشى مما ذكرت سيخشى مني.
#محمد_الدحاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟