|
رسول العرب القدوة لم يَغزُ أي دولة أجنبية
كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 03:14
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
شعارنا حرية – مساواة – أخوة حقيقية من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا بعد هجمات مطار و ميترو بروكسيل للثلاثاء 22 مارس في بلجيكا وضعت قناة (روسيا اليوم) الروسية كعنوان لأحد برامجها "العرب و الإرهاب".القناة الروسية من بين قنوات عديدة و وسائل إعلام ربطت الإرهاب بالعرب رغم أن هوية الإنتحاريين حُددت على أنها مغاربية أي من شمال إفريقيا .و لو أن هذه القناة و وسائل الإعلام الأخرى أخذت بعين الإعتبار الوضع الصحيح لشمال إفريقيا ،و الذي قلناه في مقال سابق بالأدلة كما الحقيقة الجغرافية والتاريخية والبشرية ، كأرض غير عربية و لا سكانها في أغلبهم عرب، لما وَجَّهت إتهامها بالإرهاب للعرب في شبه الجزيرة العربية. ربما لو ربطت الإرهاب بالإسلام الذي يستعمل الارهابيون نصوصه لتبريرأفعالهم الإجرامية لكان الأمرسيقترب من الموضة المريرة الرائجة للأسف هذه الأيام في المنطقة خصوصا بعد إعلان تنظيم داعش الذي يقول أنه إسلامي مسؤوليته عن تلك الهجمات مباشرة بعد حدوثها.و هو الأمر الذي دفع الدول و المنظمات التي تقول أنها إسلامية و خصوصا العربية منها إلى إدانة هذه الهجمات بسرعة البرق لتتبرأ من أفعال داعش. لكن من هم العرب ؟ يذكر لنا التاريخ أن البابليين كأصحاب حضارة آلاف السنين قبل الميلاد هم أول من أطلق إسم "أوريبي" المشتق منه إسم "عرب" على سكان شبه جزيرة العرب الذين كانوا قريبين من العراق الحالي . "أوريبي" تعني "بدو رحل" في أغلبهم و "متخلفين بالنسبة للحضارة البابلية" و"يسكنون الخيام و يتنقلون مع قطعان الماشية التي يرعونها" (مفهوم "الراعي والرعية" جاء من ممارسة الرعي ) . و شبه جزيرة العرب المقصودة كما يدل إسمها توجد في غرب آسيا و ليس في شمال إفريقيا التي يسكنها أغلبية من أحفاد الأقباط واليهود الذين لم يتبعوا موسى و الأمازيغ و الافارقة و غير ذلك من القبائل القديمة .و هي أيضا ليست منطقة شمال شبه جزيرة العرب أي سوريا والعراق و لبنان و غير ذلك التي يسكنها السريان و الكلدان و المندائيين و الايزيديين و غير ذلك . ودون الدخول في تفاصيل الإختلافات الأنثروبولوجية بين من يسمون عربا هناك أي تلك المميزات الجسدية غير المشتركة بين سكان شبه جزيرة العرب (مثال بين اليمنيين و السعوديين) والتي في الواقع لو دخلنا دروبها ستفضي بنا للتساؤل عمن يكون العرب حقيقة، فسنقول بإجمال أن سكان شبه جزيرة العرب ليسوا أشباه عرب و إنما هم عرب أقحاح تجمعهم هوية لغوية أي "اللغة العربية" وعادات و تقاليد قبلية بدوية قديمة ويتوزعون على دول السعودية و اليمن و الإمارت العربية المتحدة والكويت و سلطنة عمان والبحرين و قطر. إذن للعرب الحقيقييين موطن جغرافي معروف دوليا و تاريخيا منذ آلاف السنين قبل الميلاد هو شبه الجزيرة العربية كما يدل على ذلك إسمها. فلا يعد للكذب والخطأ من يسمون دول شمال شبه الجزيرة العربية أو شمال إفريقيا ،عربية بالغصب ، ضدا على التاريخ القديم والجغرافيا و ضدا على رغبة سكانهما . لأن مثل هذا الإدعاء سيجعل الإستنتاج المنطقي منه هو أن الإسلام إرهاب و وغزو وسفك دماء و إتلاف للجسم البشري وسبي للنساء و سطو على ممتلكات الغير وغير ذلك مما يقرف النفس البشرية . وهذا معناه أنه سينسب كل هذه الجرائم لرسول العرب حتى يقولوا عنه أنه كان من قطاع الطرق و كان إرهابيا و مرعبا مثل ما قال عبد الله عزام و الحال أن الرجل لا هو ولا صديقه الحميم و صهره في نفس الوقت و مساعده الذي رافقه في كل محنه المسمى أبو بكر (و إسمه الحقيقي عبد الكعبة فيما كان يسمى الجاهلية) و الذي تولى المسؤولية بعده ، طيلة مدة مسؤوليتهما هناك إستنادا لما ورد في كتب تاريخ كثيرة و متطابقة ، وحتى وفاتهما ، لم بغزوا أي دولة خارجية و لا تخطيا حدود شبه جزيرة العرب .هذه حقيقة لا يمكن إنكارها . و على من يدعي العكس أن يثبت ذلك بالدليل و المنطق و ليس بأصوات الببغاوات. لذلك فمن يدعون أن قدوتهم الرسول لا يجوز لهم منطقيا تخطي أرض شبه الجزيرة العربية . والذين يدينون الهجمات و العمليات الإرهابية ، التي يذهب ضحيتها ربما المئات كل يوم و تُرتكب فيها المجازر بإسم محمد إعتمادا على نصوص من مصادر الاسلام ، و هم مسؤولون في نفس الوقت عن الثراث الديني و ما يُلقن للشباب منذ الصغر يجب أن يعرفوا أن هذه الإدانة لها تبعات منطقية تحتم عليهم واحدة من إثنتين : ---- يا إما أن يثبتوا بالدليل النصي و هو موجود طبعا : أولا أن مهمة رسول العرب كانت توحيدية لنبذ عبادة الأصنام وهدفها إصلاحي ديني وأخلاقي و ليس سياسي . لأن العرب كانوا في "جاهلية" .و لذلك كانت بلغة و أسلوب قريبين جدا من لغة و أسلوب العرب و قريبين مما كان يتنافس فيه العرب آنذاك و هو الشعر و البلاغة .و أن هذه المهمة كانت تخص عرب شبه الجزيرة العربية وحدهم كمستهدفين وليس غيرهم كما تدل على ذلك النصوص التالية: "ما كنا معذبين قوما (أي العرب) حتى نبعث فيهم رسولا" و" إنا أنزلناه قرآنا عربيا". ثانيا أن يعتبروا أن رسول العرب كان إنسانا على خلق مثل ما يدل النص التالي و"إنك لعلى خلق عظيم".. كريما و غنيا لم يحتج لغنائم و لا لسطو على ممتلكات الغير مثل ما تذكر ذلك الأحاديث التي روجها أعداؤه الذين دخلوا الاسلام ليشوهوا سمعته ولا كان مزواجا و انما كان انسانا مسالما عاديا مثل ما يقول النص "و ما محمد إلا بشر مثلكم" (مثل العرب) لم يهاجم أحدا و لا سعى لسلطة أو لحرب إلا عند الدفاع الشرعي عن النفس داخل شبه الجزيرة العربية و لم يتخطاها و لم يهاجم أي دولة أجنبية طيلة 23 سنة كانت كافية لو كان هدفه مهاجمة و غزو البلدان لهاجم اي بلدان آخرى و لكنه لم يفعل لا هو و لا صديقه ابو بكر.و بالتالي فهما لم يقوما بغزوات و انما بحروب دفاعية فحسب. ثالثا أن يعتبروا أن ما سمي فتوحات و غزو خارج شبه الجزيرة العربية كان خطأ تاريخيا يستوجب الإعتذار عنه للشعوب المعنية . رابعا أن يثبتوا أن الرسول العربي لم يقم بأي تهديد لأهله في مكة مثل ما روج أعداؤه بعد وفاته و كتبوا عنه أنه قال لهم :"جئتكم بالدهس" و أشار هكذا " (لم أكتب الكلمة الحقيقية هنا مكان الدهس لأن العارفين سيفهمون لماذا). خامسا أنه لم يشرع أي تشريعات تتلف الجسم البشري وإنما تم حشو ذلك بعد وفاته فيما كتب عنه من طرف أعدائه أو الذين كانوا قريبين منه مثل ما يحدث في اي انقلاب من طرف الذين دخلوا للاسلام وإقتربوا منه و إنتظرو الفرصة للإنقضاض على تركته الفكرية وتشويه رسالته للعرب كي لا تقوم لهؤلاء قائمة من بعده . سادسا لم تكن رسالة رسول العرب سياسية طامعة في سلطة أو مال و إنما أخلاقية دينية توحيدية .ولذلك لم يقل ما يتناقض مع الحرية أوالعقل و المنطق أو ينتمي للخرافة و الأساطير و تدل على ذلك مناظراته مع المخالفين .و كل ما كان عكس هذا فهو ليس من الإسلام مهما كان النص أو الكتاب الوارد فيه .و الذين زوروا النصوص و إختلقوا الأحدايث التي تتحدث عن السياسة و السلطة والمال ، فهم أنفسهم من كانوا فاسدين يفكرون في السياسة و السلطة و الثروة حتى دفعهم ذلك للتزوير و التدليس فخلطوا ما قال بما قالوه هم و نسبوه إليه من بعده حتى لا يفطن احد. مثل أولئك الذي كانوا يدلسون في الاحاديث و غيرها حين سُئلوا لماذا تكذبون على الرسول قالوا إنما نكذب للرسول. سابعا أن رسول العرب كان مفكرا ومصلحا ورجلا شهما و سخيا و كريما وغير ذلك و لم يكن قتالا ولا هاوي نساء كما روج أعداؤه بعد وفاته ويروج لذلك الجاهلون اليوم حتى جعلوا له عشرات النساء زوجات . بل كان منشغلا برسالته للعرب آنذاك كي يؤسسوا من بعده حضارة مبنية على الأخلاق في شبه جزيرة العرب تبقى شاهدة إلى اليوم مثل ما يقول الشاعر "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا " .لكن للأسف بإستثناء أبي بكر لم يعرف الذين جاؤوا بعده كيف يؤسسوا تلك الحضارة فإنشغلوا بالغزو و السطو و السبي و النساء خارج شبه الجزيرة العربية فضاعت الرسالة الاخلاقية و زرعوا الالغام لعرب المستقبل حتى صاروا متهمين بالارهاب اليوم. يمكن في هذا الباب الاعتماد على دراسات جمع مصادر الإسلام و نسخها المتنوعة و حرق المصاحف و على الدراسات المقارنة للنصوص و الدراسات اللغوية والسيميائية والاحصائية التي تهم الاسلوب الانشائي والتي يمكن ان تثبت أن نصوص كثيرة لها أكثر من مؤلف و بالتالي فنسبتها للرسول كمنتج ثقافي وحيد لها كاذبة و غير ذلك .. هذه الخطوات العملية الإصلاحية الضرورية للعرب في شبه الجزيرة العربية الذين يهمهم الأمر للدفاع عن أنفسهم و تبرئتها من تهمة الارهاب والغزو هي الطريق الوحيد الواضح و الصريح لكي تنسجم إدانتهم للإرهاب مع ما يترتب عنها عمليا و منطقيا من إصلاحات و معالجة حتى يمكنهم مواجهة الواقع و الرأي العام الدولي بشجاعة .لأن الإرهابيين يعتمدون على نصوص من الثراث الإسلامي لا تزال تدرس في مدارسهم الى اليوم. ----يا إما أن يستمروا في القول أن تلك النصوص التي يعتمد عليها الإرهابيون نسبها صحيح للرسول وتثبت فعلا أن الإسلام إرهاب وغزو و سفك دماء و جبر وأن محمدا ، كما قال عبد الله عزام تلميذ أسامة بن لادن وحاشا ما قال ، كان مرعبا و أحد قطاع الطرق الذين تستعمل أقوال منسوبة لهم لتبرير السطو على ممتلكات الغير و سبي النساء و إتخاذ الغزو مهنة تحت إسم الجهاد خارج حدود الجزيرة العربية ضدا على الحقيقة التي ذكرنا في هذا المقال ثم يتحملوا مسؤولياتهم .
رابط فيديو عبد الله عزام الذي يتهم فيه الاسلام بالرعب والارهاب. https://www.youtube.com/watch?v=dxW9YkHaTYM
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصلحة إيران و السعودية الآن التفاهم عوض العدوان
-
بيان لإتحاد الألوهيين الناطقين بالعربية لشمال إفريقيا و الشر
...
-
دورة المادة الحية بيولوجيًا
-
عكس ماقالت صحيفة لوموند ، المغرب لم يدفن التعريب
-
السيدات هن الشموس
-
معلومات البيولوجيا تلزم بضرورة إحترام السيدات
-
شمال إفريقيا ليست عربية
-
الرد المفيد على من شتم الأمازيغيات و عصيد
-
تحية عالية للسيدات في عيدهن الأممي
-
فصل السلطة السياسية عن الدين ضروري
-
الخلط بين النظرية الألوهية والإلحاد جهالة
-
درس من فرنسا إعلان 1789 لحقوق الإنسان و المواطن
-
هل القولة -المطالبة بإثبات عدم وجود إله باطلة- صحيحة ؟
-
العمود الفقري لإصلاح التعليم الديني
-
بيان لإتحاد الألوهيين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بشأن ليبيا
-
مقترحات مختصرة لتغيير مناهج SVT بالمغرب
-
ليُسَمَّون عارفين بالدين فحسب لا علماء
-
أساتذة - متدربون وسويسرا وحق الكفاية في الإسلام
-
الحضارة ليست ناطحات سحاب في دول إنسانها متخلف
-
…و رغم ذلك تظل الفرنسية أفضل من العربية في تدريس العلوم
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|