أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الهيموت عبدالسلام - الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟















المزيد.....

الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 03:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يشفع لعاصمة بلجيكا أنها فتحت ذراعيها مش ر عة لأكثر من نصف سكانها للمسلمين هاربين من بلدانهم
حيث شظف العيش وسطوة الاستبداد وسحق مطلق للكرامة البشرية ،ولم يشفع لبلجيكا أنها سمحت ببناء
مساجد للمسلمين بقدر يقل قليلا عن الكنائس في بلد دينها المسيحية الكاثوليكية،ولم يشفع لبلجيكا أنها تمنح
رواتب لمئات أساتذة الدين الإسلامي ورواتب لعشرات أئمة مساجد يدعون فيها الله أن يمكنهم من رقاب
هؤلاء "النصارى" "الكفار" الذين يحتضنونهم بعدما هربوا من أتون الحروب الأهلية في الجزائروالقمع
والبطش في انتفاضات شعبية مثل ما حصل في الريف المغربي حيث لم يعد خيار آنذاك بين الاتجار في
المخدرات أو الهجرة ، لم يشفع لبلجيكا التي لم تستعمرنا أصلا أنها تؤمن لكل هؤلاء المسك ن والتعليم
والعلاج والتعويض عن البطالة بل وأقرت بعطلة رسمية في عيدي الفطر والأضحى احتراما واعتبارا
للمسلمين المقيمين بأراضيها ،لم يشفع هذا وغيره كثير لتبادلها خلايا حركة داعش المتذرعة بالدين
الإسلامي بهجمات انتحارية طالت مطار العاصمة ومحطتي مترو الأنفاق مخلفة أكثر من 30 قتيلا مدنيا
ومئات الجرحى ضمنهم مسلمون.
ليس تشفيا ولا شماتة أنه سيطول الحداد الأوروبي وستتجرع الكثير من هذه الدول من نفس الكأس الذي
تجرعته شعوب المستعمرات السابقة والتي حكمتها أنظمتها بالحديد والنار وبحماية مطلقة من أجهزة هذه
الدول الاستعمارية ،ويبدو أن هذه الدول الغربية ستكون أكثر عرضة لهذه الضربات ليس لضعف
وتراخي أجهزة الأمن بل لأن بهذه الدول حدودا دنيا لشرعة حقوق الإنسان التي يستثمرها الإرهابيون
في التحريض والكراهية والاستعداء من فوق منابر المساجد والمصليات وفي الفضاءات العامة ومنتديات
التواصل الاجتماعي ولا يستطيع أمن هذه الأنظمة اعتقالهم لأنه مكبل بالقانون الذي لا يمكن أن يمس
بحرية المعتقد وحرية الرأي والتعبير رغم ممارستهم لهذه الحقوق بشكل فج وبشكل يحرض على القتل
والكراهية والطائفية، ولأن الشيء بالشيء يذكر ،وبعيدا عن تملق ومداهنة العديد من المسلمين خاصة
في بلدان الهجرة فلنتساءل إذا كنا لا نسمح للغرب بالتمييز والعنصرية هل يليق وباسم الدين الإسلامي أن
ندعو إلى تكفير بل وقتال من استضافونا ونفرض عليهم تطبيق شريعة لم نستطع تطبيقها في بلداننا
الأصلية ؟
إن المقاربة النمطية لمعالجة الهجرة في أوربا التي تكرسها أي المقاربة مجموعة من القنوات الفضائية
المشاركة في الجريمة التي حرفت الربيع العربي عن أهدافه وكذا العديد من الباحثين ومراكز البحوث
وأنظمة الدول العشائرية والتي يمكن تلخيصها في مظلومية المسلمين وفي مناخ الإسلاموفوبيا وفي
معاداة الغرب للدين الإسلامي ونتناسى أن المسلمين يمارسون شعائرهم بكل حرية بل وداخل الفضاء
العام،وأنهم يتوفرون على الحدود الدنيا للعيش الكريم ،وأن صعوبة إدماجهم نتيجة مباشرة للعطب
الفكري المعادي للآخر وإلا كيف أصبحت نجاة بلقاسم بنت إقليم الدريوش بجبال الريف التي كانت
ترعى الماعزوزيرة للتعليم في دولة بحجم فرنسا ناهيك عن البرلمانيين والمبتكيرين والمبدعين في شتى
المجالات لايتسع المجال لذكرهم جميعا ،ثم كذلك لماذا المسلمون فقط من يقوم بهجمات انتحارية دون
باقي الديانات الأخرى رغم أنهم يعيشون نفس الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلدان التي هاجروا
إليها ؟ هؤلاء المسلمون الذين لم يستطيعوا فتح أفواههم في بلدانهم وبعضهم الذي فتح فمه تم اعتقاله هل
سمع أحدنا يوما بمعتقل مسلم أو غير مسلم تم اعتقاله في دول الهجرة لمجرد أنه عبر عن رأي أو كتب
مقالا أو شارك في تظاهرة سلمية؟
لا أخفي أنه حين حصول عمليات إرهابية بأوربا أنتقل مباشرة لمشاهدة القنوات الفرنسية ليس انبهارا ولا
استلابا وليس تفاخرا فقط لأن الإعلام الغربي إعلام حرفي على الأقل لا يستبلد القارئ ويحترم ذكاءه
وحصافته خلافا للإعلام العربي في الغالب الأعم فهو دعائي عشائري طائفي موجه يأتمر بإمرة الحاكم
والممول ،إعلام مثله مثل شاعر القبيلة يستثير العواطف ويدغدغ المشاعر ولا يخاطب عقلك بل غريزتك
وقاعك الطائفي والديني لتتحول إلى مواطن مغسول الدماغ بل وقنبلة قابلة للانفجار،فقنوات الإعلام
الغربي في عز الفاجعة يعيد تمثيل الجريمة بتقنيات حديثة عالية ،وترى الحكومة في اجتماع مفتوح
ويتتبع الحدث أولا بأول،وتشاهد الوزيرالأول يعقد ندوة صحافية لإطلاع الرأي العام على ما
استجد،ويخبرك هذا الإعلام بأن وزيري الداخلية والعدل مثلا قدما استقالتهما قبل أن يرفضها رئيس
الحكومة،وتسمع تصريحا حتى لمحامي المجرم لأن المحامي يدافع عن المجرم ولا يدافع عن الجريمة،
وتسمع مباشرة لشهادات الضحايا الناجين ولازالت بقايا الدم عالقة بثيابهم، وتنقلك الكاميرات إلى
المستشفيات والأطقم الطبية تتداعى بسرعة كلما وفد جريح كأنهم النمل ،وترى المواطنين يرمون الورود
ويشعلون الشموع في مسرح الجريمة ترحما على الضحايا كل الضحايا بدون استحضار لخلفيتهم الدينية
،وترى البعض الآخر يتسابق للتبرع بالدم ،بل وتجد فكاهيا يسخر من الحدث ومن السياسيين ومن
ارتباكهم دون أن يتهمه أحد بتهمة المس بالنظام العام ،وتشاهد حوارات لمختصين ولرجال السياسة
ولمحللين دون ضجيج ودون سب وتخوين كما هو شأن قنواتنا التي تتحول فيه الحوارات إلى صراع
للديكة .
بدأت تتبلور القناعة لدى العديد من الباحثين أن القضاء على داعش لن يتأتى لا بالعدول عن التدخلات
السافرة لدول أوربا وأمريكا في الشرق الأوسط ،ولا بالتنسيقات الأمنية على الصعيد الدولي ،ولا حتى
ببناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وهذه تبقى عوامل ضرورية ومساهمة للتخفيف من
خطورة حركة داعش وأخواتها بل بمشكلة فكرية عويصة اسمها الفكر الوهابي الذي ترعاه السعودية
بالمال والسلاح طيلة أربعين سنة مما ساهم في تخريب المجتمعات العربية العربية والإسلامية ،الفكر
الوهابي أصبح خطرا على البشرية جمعاء ولعل التصريحات الأخيرة لباراك أوباما تفي بالكثير في هذا
المضمار حيث أعلن مباشرة بأن السعودية هي المسؤولة الأولى عن الإرهاب العالمي باسم الدين
الإسلامي،ولأن الوهابية تدعمها وتنشرها وتمولها أغنى دولة في العالم حيث تملك مايقارب 800
ملياردولار من احتياطي عملة عائدات النفط وتنام على ربع محيط النفط العالمي ناهيك عن أموال
الحجيج المسلمين حفاظا على نظامها القروسطوي الذي لازال يعمل بقطع الأيدي والأعناق والرجم
والجلد ويحاجج في سياقة المرأة ،الوهابية التي تريد فرض نمط متخلف لم يعد له وجود في التاريخ
الإنساني هي من يجب أن يستفز المثقفين والمفكرين وعلماء الدين المعتدلين لخوض معركة فكرية
سلاحها المعرفة العلمية والعقلانية وضمنها طبعا نزعات مشرقة ومضيئة للمسلمين أنفسهم ساهموا بها
في بناء الصرح الحضاري الإنساني،إنها أم المعارك الحقيقية على درب بناء مجتمعات المعرفة والعلم
والكرامة وحقوق الإنسان والتعايش والعيش المشترك بين الجميع .



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش التي في فكرنا
- التصفيق بين الطقس الاحتفالي والممارسة القهرية
- حول قاموس الأحزاب السياسية بالمغرب
- ما يجب أن نعرفه عن تقاعد الأجراء وعن تقاعد ومعاشات الوزراء و ...
- هل أتاكم خبر مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات؟
- الإبداع بين المسلمين والإسلاميين
- على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري
- هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات
- أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب
- -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟
- حتى لا نشيع جنازة العقل
- أثرياؤنا وأثرياؤهم والعمل الخيري
- حكاية صور مغربية...والوهابية
- داعش : عودة إلى التوحش
- تونس الثورة التي تولد كل يوم
- تقرير تركيبي لمجريات ندوة حول التقاعد
- أضواء على الوهابية
- علي أنوزلا الصحافة الإرهاب
- فصل المقال فيما بين العمل السياسي والثقافي والحمار من اتصال
- حين ينتصر منطق حرب الكل ضد الكل


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الهيموت عبدالسلام - الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟