أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - خذلان الطفولة في شتاء شهد محمد














المزيد.....

خذلان الطفولة في شتاء شهد محمد


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5114 - 2016 / 3 / 26 - 17:33
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
خذلان الطفولة في شتاء شهد محمد
صدرت قصّة"خذلان شتاء" للفتاة الكرميّة الواعدة، شهد عبد الرحيم محمد، وقد صدرت القصّة التي صمّمت غلافها رشا السرميطي، وقدّم لها عزيز العصا، وتقع في 53 صفحة من الحجم المتوسط عام 2015 عن المكتبة الشّعبية ناشرون في نابلس.
قبل الحديث عن هذه "السّرديّة" دعونا نتساءل: هل نحن أمام رواية قصيرة، أم قصّة طويلة؟ وهل تحتمل القصّة القصيرة كلّ هذه الأحداث؟ وهل يمتدّ زمن القصّة إلى أكثر من خمسة عشر عاما، فالنّصّ الذي نحن بصدده يحمل في ثناياه مجموعة قصص وحكايات، منها: اقتحام البيوت بطريقة وحشيّة والاعتقال، وتأثير ذلك على نفسيّة الأطفال والكبار، التّحقيق والأحكام الجائرة، زيارة الأسرى ومعاناة ذويهم، زواج الأخ أثناء غياب أخيه وراء القضبان، مرض الأمّ بالسّرطان وخوفها من الموت قبل أن تلتقي بابنها الأسير، استقبال الأسير المحرّر والاحتفاء به، معاناة الأسير المحرّر وعدم تأقلمه مع المجتمع بعد تحريره، زواج الأسير المحرر وفرحته بالانجاب والأبوّة، وعدم اكتمال الفرح بالموت المفاجئ. فهل تحتمل القصّة القصيرة هذه الأحداث كلّها؟ وهذه القصص والحكايات التي ربطتها الكاتبة النّاشئة شهد محمد بخيط متين، تقودني إلى القول أنّنا أمام رواية قصيرة، وليست "قصّة قصيرة" كما جاء على غلاف الكتاب.
والقضيّة الثّانية التي لفتت انتباهي أنّ هذه "السّرديّة" يمكن ادراجها ضمن "أدبيّات الاعتقال والسّجون" وهذا هو مضمون النّص الي بين أيدينا.
أمّا القضيّة الثّالثة اللافتة فهو الكاتبة نفسها، فأن تكتب طفلة نصّا كهذا من حيث الشّكل والمضمون، قبل أن تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها،-النّص كان مكتملا وجاهزا قبل نشره بعامين- فهذا يدعو إلى ضرورة الانتباه لما يتركه الاحتلال وممارساته من سلبيّات على الصّحّة النّفسيّة لأطفالنا، فياسمين شقيقة الأسير حسام، - وأعتقد أنّها الكاتبة نفسها-، تعود بذاكرتها عندما كانت في السّابعة من عمرها يوم اعتقال شقيقها حسام، وتسجّل ذلك بلغة رشيقة متابعة وجود شقيقها في الأسر لمدّة أحد عشر عاما، وما عاناه هو وأسرته خلالها. فهل تحتمل طفلة بهذا العمر هذه المعاناة كلها؟ وهل تدرك طفلة بهذا العمر انعكاسات سنوات الأسر على نفسيّة الأسير المحرّر؟ "قال لي ذات حديث: أشعر بأنّني غريب، وأنّ هذا ليس ما توقّعته قبل خروجي من السّجن"ص51. وهذا بالطّبع يدعو إلى ضرورة إعادة تأهيل الأسرى المحرّرين كي يستطيعوا التّأقلم من جديد مع مجتمعهم. وكذلك انهاء الكاتبة سرديّتها بقولها" الحياة موسميّة الفرح، دائمة الأحزان" ص 53، تصرخ بصوت عال: أن لا مكان للفرح في نفوسنا ما لم ينته الاحتلال.
لقد أجادت الكاتبة الطفلة عندما أوردت المثل القائل " من قلّة الرجال سمّينا الدّيك أبو قاسم" وأورت قصّة هذا المثل الذي يحمل في ثناياه حكمة كبيرة، أقلّ ما يمكن القول عنها أنّ هذه الأمّة ما عاد فيها معتصم.
ويلاحظ أنّ لغة الكاتبة جميلة انسيابيّة حملت في ثنايا التّشويق.
بقي أنّ نقول بأنّ هذه "السّرديّة" تنبئ بأنّ شهد عبد الرحيم محمد ستكون أديبة ذات شأن.
26-3-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-عندما نختلق مشاكل لأنفسنا
- الأيّام كلها لا تفي والديّ حقّهما
- بدون مؤاخذة- لمصلحة سوريا وشعبها
- بدون مؤاخذة- جمود العقل العربي الاسلامي
- بدون مؤخذة-حزب الله بين الثورة والطائفية
- بدون مؤاخذة- مبدعونا المتميّزون
- شيطنة حزب الله اللبناني
- بدون مؤاخذة- ثقافة التابو
- يوم المرأة العالمي
- بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية
- بدون مؤاخذة- العربان المتصهينون
- بدون مؤاخذة- كي تنهض الأمّة
- بدون مؤاخذة-انتصار القيق له دلالاته
- ذاكرة سلمان ناطور لا تنسى
- بدون مؤاخذة- المتأسلمون الجدد وقضايا الأمّة
- رام الله مدينة الأديب شقير الثانية
- سلمان ناطور مع الخالدين
- من ينقذ حياة القيق؟
- ديوان-خروج من ربيع الرّوح- في اليوم السّابع
- الأحفاد الطيّبون


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - خذلان الطفولة في شتاء شهد محمد