أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - الشاعر - كاظم السماوي - ----- في تقييم الكبار !!!















المزيد.....

الشاعر - كاظم السماوي - ----- في تقييم الكبار !!!


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 25 - 23:55
المحور: الادب والفن
    




الشاعر كاظم السماوي- في تقييم الكبار!!!
عبدالجبارنوري-السويد
أنهُ طودٌ شامخ ، وأنوار أزلية على قمة جبل قنديل ، ونوارس مهاجرة على ضفتي الفراتين ، وهو نموذج أنساني للمثقف الوطني سمته الأدب الواقعي اليساري الملتزم ، وشيخ المنافي ،التي قضمت الغربة اللعينة الخمسين من عمره التسعين بين المجر والصين وأخيرا ثلوج السويد وغاباتها الموحشة ،وبذلك لُقب بشيخ المناضلين ، توأم جيفارا وهوشي منه ، وأعطى سلفا نصف عمره فاتورة مبصومة من سجون الدكتاتوريات المظلمة ---- هو أبو رياض كاظم السماوي ولادة 1919 ورحل عن دنيانا الفانية في 15 آذار 2010 ، تاركاً بعده أرثاً ثقافيا ثراً مترعاً بأوسع خزانة ذهبية وماسية تحوي على سبعة أو تسعة دواوين زينت أرشيف الذاكرة العراقية والعربية والعالمية بذخائرنفيسة موسومة ببصمات سومرية بمقتربات جسور عالمية من الشعر الملحمي وأشبه ما تكون بقصائد الملهاة ، فكانت سنة 1950 كتب ديوانه الأول (أغاني القافلة ) ، وبعد 1958 كتب الدواوين التالية : ملحمة الحرب والسلام ، إلى الأمام أبداً ، فصول الريح ورحيل الغريب ، قصائد للرصاص --- قصائد للمطر ، رياح هانوي ، إلى اللقاء في منفى آخر .
والمعذرة لكوني لست ناقدا أدبيا بل كاتبا وقارئا مدمنا على قراءة نتاجات مثل هذه القامات الشامخة والتي تركت بصماتها في ذاكرة الأدب والثقافة العراقية والعربية والعالمية ، لذا وجدتُ من الضروري طرح هذا السؤال بغية مشاركة القاريء السؤال : في أية بقعة يسكن كاظم السماوي في جغرافية وتأريخ الشعر الوطني والأممي الثوري ؟ متمنيا أن تكون الأجابة مرضية للبعض وهي :
أولاً- يتسم شعر السماوي بمزج النشاط الوطني بالنشاط الأدبي والثقافي ، بحيث لم يتمكن من أخفاء عشقه الممنوع سياسياً في جغرافية الوطن وتأريخه ، فقد شرب من مرارة الغربة والبعد عن الحبيب العراق حتى الثمالة ، خمسين عاما في المنفى حتى سميّ بشيخ المنافي ، وهو يقترب بآهات وآلام مما تعانيه الطبقات الكادحة والفقيرة ، ولم يتخلى عنهم يوما ، فوجدت ترجمتها الوطنية في قصيدة { يا كاع النخل } والتي يعاتب بها حبيبته النخلة بكل أستحياء – وتلك سمات العاشق العذري الصوفي : { يمته يا كاع النخل تمرج يطيح --- والله ناكل كمنه من جلودنا --- ما انريد أبريم أو برحي وفضيخ ---- الدكل والشيص بس مريودنه } وهي رمزية بيع العراق جملة وتفصيلا من قبل حكومات الغفلة التي تعاقبت على العراق الصابر وصادرت ( السلة والعنب ) !!!
ثانياً- أن الأنسنة تكاد تؤطر جميع قصائده ، فهو نموذج أنساني للأنسان المثقف ، وقد أصدر " جريدة الأنسانية " بعد ثورة 14تموز 1958 ، وكتب بصوتٍ عالٍ متوّج بالعنفوان والكبرياء والتحدي { أنا إنْ خسرتُ العمرَ لم أخسر خطاي --- حاصرتُ منتفضاً حصاري --- ليس من أحدٍ سواي --- فأنا التوازن والتناقض والمصير } ، وتدافعت وطنيته وحبهُ للشعب الكردي أصبح من أبرز مناصري ( القضية الكردية ) ضد الطغيان العرقي البعثي الصدامي ، لذا كتب في رثائه السيد جلال الطالاباني :{ مُني شعبنا بخسارة فادحة بفقدان رمز من رموز النضال الوطني ، وعلم من أعلام الثقافة العراقية ، لم يكفْ صوتهُ الهادر وحتى كان حبيس السجون والمعتقلات ، مدافعا عن الفقراء والمعدمين ، وكان صوته الصارخ بأناشيد الحرية عابر للأسوار ممجداً للأنسان ، تعازي الصادقة لأسرة الفقيد " كاظم السماوي " ومحبيه ، وأعزي نفسي بفقدان صديق ورفيق درب وكفاح } ---- جلال طلباني ( رئيس جمهورية العراق ).
ثالثا- ووجدتُ كاظم السماوي في ( الوطنية الأممية ) هوية وعنواناً في ملحمة الحرب والسلام ، وقصائد للرصاص --- وقصائد للمطر، رياح هانوي ، أضافة إلى كتابين الفجر الأحمر فوق هنغاريه والثاني حوار حول ماوسي تونك وبذلك وضع مقتربات جسور الثورية الأممية مع " جيفارا وهوشي منه " ووجدت بهذه الفضاءات الثورية أبدع حين كتب عنهُ
" محمد شراره" – شاعر وكاتب حيث قال : أرأيت الزوبعة كيف تنطلق؟ والعاصفة كيف تندفع ؟ أو البركان كيف يتنفس ؟والغابة كيف تشتعل ؟ فأذا كنت قد رأيت هذه العوالم فأمزجها معا وأضف بعضها على بعض تجد أمامك كاظم السماوي الذي يسكب روحه في ( أغاني القافلة) ويذيب حياته في أحداثها ، أنهُ شاعر القافلة التي تسير في طريقٍ موحش تتواثب في قلبه الأشواك ، وترى في ( فضائله) أرواح الضحايا ، ويختلط (بنيرانه) أرواح الشهداء .
رابعاً- الغربة في شعر كاظم السماوي ، بالرغم من قوة هذا الجبل الذي يمشي على رجلين لم يتمكن من صد تيار الحنين لمدينته القاحلة بوابة أكبر سجن عراقي " نقرة السلمان" مكتوبٌ على بوابتها بيت العراقيين جميعا ، وهذا مقتطف نقدي ومن أروع ما قرأت للناقد والأديب الكردي " د- نوزاد حمد عمر " في كتابه الغربة في شعر كاظم السماوي :{ لقد قام الشاعر بتوظيف الأسطورة والرمز والمفارقة والتناقض ، وبهذا توصلتُ إلى الأنزياحات الدلالية في أسلوبه ، وعند أطلاعي على نتاجات الشعراء المعاصرين له مثل الجواهري والبياتي والسياب وجدتُ ( مقاربات أدبية أبداعية ، وتقنيات السرد والموضوع وظفها الشاعر كاظم السماوي في دواوينه التسعة } .أنتهى
وقال فيه : الدكتور جورج حنا ( الكاتب التقدمي المشهور ) : { أن أشعار كاظم السماوي وبنظر الكثيرين " هو ما يجمع بين الغايتين : أي بين اللذة العقلية والشعور النفسي وبين الألهام الذهني والفكري بحيث لا يكون الشعر قالبا فنيا فحسب بل يمتزج المتلقي مع الأحداث روحاً وفكرا في أماله وألامه ، فيدفع القاريء إلى الأنتقام والثأر من الجلاد ، والأرتياح عند أستلهام الآمال والتطلعات لغدٍ أفضل } أنتهى
وأخيراً--- المنافي باتت قبور عمالقة شعراء وأدباء العراق من هادي العلوي إلى الجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين ---- وأليك يا أبا رياض تبقى المنافي سكن لقبورنا .
المجد والخلود لشاعر السماوة ، وكذلك نستلهم من شاعرنا الكبير فضاءات وأبجديات الحرية الحمراء والديمقراطية النقية والعدالة الأجتماعية لنواصل المسير في طريق الألف ميل الذي سار فيه شاعرنا " كاظم السماوي ------
وألف تحية لأتحاد الكتاب العراقيين – في السويد على عقد أمسية أستذكار عن حياته وشعره وذلك يوم السبت 26-3-2016 بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الشاعر الكبير " كاظم السماوي " هنا في ستوكهولم
في – 26 آذار - 2016



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكرتير الحزب الشيوعي العراقي --- في قصر الرئاسة
- هل فقدت الحكومة العراقية - هيبتها - ؟
- زهير الدجيلي--- أبو الأغنية العراقية
- المؤتمر - العاشر - للحزب الشيوعي العراقي / أضاءات وعبر
- هيكل ---- والدرس الأخير
- الموصل ليست للبيع
- يوم الشهيد الشيوعي ------ ذكريات مرّة
- الأسلمة السياسية ---- تحت المجهر !!!
- ماراثون بغداد المحبة والسلام
- كليوباترا/ قراءة نقدية في تجليات الأدب المقارن
- حديثة ---- مدينة الصمود والتحدي
- مصروفات - الضيافة - / ضحك على الذقون !!!
- ناديه مراد / القديسة
- نقاط ساخنة
- ملحمة كلكامش/مقاربات سياحة تأريخية في مفهوم - الخلود-
- رؤية تحليلية موضوعية بين أسقاطات 2015 وفوبيا المجهول في 2016
- أنّها - طبخة أمريكية - سعودية - بطعم سعودي مُرْ !!!
- سياسة - التصفير - الغبية لأردوغان !!!
- سد الموصل / أفقٌ رهيب !!! في ظل الأهمال الحكومي
- أحذروا الماكر - أحمد داوود أوغلو- !!!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - الشاعر - كاظم السماوي - ----- في تقييم الكبار !!!