نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 25 - 03:50
المحور:
الادب والفن
في تلك الليلة الدّافئة من سهرة مع الحبّ.
غنى لي حبيبي بصوت شجيّ، عزف على قيثارته، وعندما جنّ الليّل انتشر الدّفء في المكان ، وبدأت القيثارة تعزف اسمي من تلقاء نفسها ، بينما نثرثر في كلمات لا نفهمها.
نخلع جسدينا ، تسافر روحينا ، تزور كلّ الكواكب، نعود والقيثارة لا زالت تعزف ، وأجسادنا مرميّة على ناصية الليل.
تردّدت في الدّخول إلى جسدي. دعنا نعود أدراجنا، الحياة هناك كانت أجمل.
سحبني الجسد إليه. لم يحن الوقت بعد. لديكِ مهمّة: عليك أن تغيّري العالم.
حبيبي!
هل لديك خطّة ما نستطيع فيها تغيير العالم؟
أرغب أن نغيّر لغتنا، مظهرنا، طريقة عيشنا.
الحروف تضيق ، تغلق المساحات أمامنا، نحتاج لحروف تستوعب ما نصبو إليه . عندما كنا نغادر من كوكب إلى آخر نسينا أننا تركنا تلك الأكياس التي تغلّف أرواحنا الشّفافة في الأسفل، لكنّنا عدنا، وتغيّرنا.
لماذا نغيّر العالم يا هذه؟
نحن بعيدين عنه. بدأنا التّغيير يوم اتجهنا إلى الحبّ.
نحن هنا. أغنّي لك، القيثارة تعزّف الحبّ والحنين، أنتِ تلمعين. نحن العالم الجميل دعينا نعبّ منّا . غبنا زمناً عنّا. ألم تتوقي للحظات حبّ تطول، نرتمي بها؟
أمّا أنا فأشعر أنّنا هاربان ، ولسنا عاشقين، أسترق السّمع إلى صوت المطر، أستغرب كيف استطعنا أن نقيم عراة هنا. لا أرى المطر يبلّل أجسادنا.
دع القيثارة تكمل نشيدها. تعال نتسابق إلى تلك الهاوية هناك. نجرّب السّقوط فيها، والخروج منها.
ما أجمل هذا المكان!
لا أرى هاوية بل منحدر يمكن أن يكون موطناً.
لو عشنا في الهاوية لعقد من الزّمان سوف نشعر بالأمان.
سوف نبني هنا موطّناً للحبّ، ونكتب تاريخاً . نبدأ من جديد.
في ذلك المكان نبني قبّة، ننجب أطفالاً .
القيثارة تتبعنا. تعزف ألحاناً شجيّة تبكينا.
نستعيد بعض الذّكرى. نمزّق كلّ الصّور التي تتراءى لنا من الماضي .
نحضن عمرنا معاً، نتكوّر على الحبّ، تتلاصق أجسادنا، والقيثارة تعزف لحننا الأبدي ، أرواحنا المغادرة تصفو مع لحن الحياة، ترحل بعيداً، وتبقى الهاوية من ضمن أحلامنا التي كنّا سوف نبنيها وطناً لنا.
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟