القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 22:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيف يمزق غمده 10
بموازاة النجاح الذي حققته سلسلة مقالاتي "دماء لن تجف" التي ما زلت اواصل نشرها، على الصحف والمواقع الالكترونية، وسأصدرها في "موسوعة" من أجزاء عدة، عن الشهداء الأبرار.. ضحايا الطاغية المقبور صدام حسين وحزبه "البعث" المنحل، أنشر سلسلة مقالات أخرى، بعنوان "سيف يمزق غمده" عن ضحاياه، الذين إختصمهم بعد ان دالت له الدنيا، خلال السنوات التالية على إنقلاب 1968. تنكر صدام لرفاقه، متنصلا من مواثيق الرجولة؛ فنكل بمن لا يستجيب لتطلعاته نحو التفرد.. أزاحهم عن طريقه، ومحى ذكرهم، مهووسا بشهوة السلطة، التي جرت على العراقيين.. إعتقالاتٍ وحروباً وحصاراً وإرهاباً وجوعاً وكوارثَ ومآسيَ وتخلفاً ودماراً وتبديداً للثرواتِ والكرامةِ.
القاضي منير حداد
(10)
محمد عايش
حال تسنم الطاغية المقبور صدام حسين، السلطة في العراق، صفى حساباته مع من إعترضوا على الإنقلاب الذي قاده ضد الرئيس السابق عليه.. أحمد حسن البكر.. نحاه وحل بدلا منه، بل شملت التصفية، حتى من يتوقع منهم إعتراضا، شاملا الكل، في قاعة "الخلد" بداية رئاسته، العام 1979، في جلسة مع قيادات حزب البعث المنحل.
طرح خلال الجلسة قضية، مفادها ان ثمة جواسيس متأمرون على مبادئ الثورة والحزب، ونادى على من أسماهم بـ "الخونة".. واحدا واحدا، ومن بينهم محمد عايش، الذي سيق مع الآخرين الى خلفية القاعة وأعدم رميا بالرصاص، وفق حكم شفاهي صادر من صدام شخصياً.
وعايش.. رئيس اتحاد نقابات العمال العالمي، في العراق، بعد انقلاب 17 تموز 1968، ثم وزيرا للصناعة.. شك صدام بإخلاصه، الذي عبر عنه، بالقول: "ارى نقطة سوداء في قلب عايش" يشعر انها تحث على التآمر ضده؛ لأن الطاغية شديد الهجاس، هوسا بذاته؛ فضمه الى مجموعة "قاعة الخلد" الذين كل واحد منهم يحمل قصة شك كمثل محمد عايش!
قبل تنفيذ الاعدام دارت مشاجرة شيقة بينهما؛ ‘ذ عابه صدام حسين: "جئت بك من عامل يحمل درجا بانتظار لوريات حمل التراب تنقلك من الفلوجة الى بغداد.. صدقة مجانية، الى وزير صناعة".
رد عايش: "الذي جاء بك من العوجة حافيا، الى قصر الرئاسة، جاء بي، من عامل الى وزير صناعة".
آخر جملة قالها محمد عايش، في حياته: "إبن أم الرجولة" قبل ان يقطع لسانه ويعدمه... تنكيلا لشك بولائه، من دون دليل، تبعه اصدقاء ورفاق بدايات، لصدام حسين، شاب ولاءهم لشخصه، وهم نرجسية ترعبه؛ فقطع الشك بالـ... إعدام.
جارا العراق معه الى الهاوية، تطمينا لهجاس هوسه بنفسه!
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟