عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 08:18
المحور:
الادب والفن
قلتُ لها :
المُدنُ تفتحُ أبوابها ..
مثلَ جُرحٍ عتيق ..
لزمنٍ مُترهّلٍ كجسدِ امرأةٍ يفوحُ برائحةِ الخيانة ..
والسّؤالُ الأخير يدورُ في مُخيّلتي مثلَ ولدٍ عاق :
هل يعرفُ الزّمنُ المُترهّلُ المَخاض ؟
وهل يعرفُ معنى الولادة ؟
لا تمشي في تلكَ المُدُنِ مُغمضةَ الجُرح ..
فالطّرقاتُ مُزدحمةٌ بالكوابيس ..
والآلام الغامضةِ .. والرّيح العمياء ..
بيننا أكوامٌ من الغُبار ..
وخياناتٌ مُتراكمة مثلَ التّاريخ ..
وعلى اتّساع المكانِ ما زلتُ أشعرُ بالضّيق ..
وأنا أرى تلكَ العقول ..
ترتطمُ بالظّلام ..
مثلَ الشُّهبِ التائهةِ عن المسار ..
من قادَ القطيع ..
في هذا التيه العقيم ؟
من قادهُ إلى هذا الشّقاءِ الأبديِّ ..
المُمتدِّ من المُحيطِ إلى الخليج ؟
لن أتبعَ هذا الأثر ..
فأقيموا بني أبي طُقوسَ الرّحيل ..
فقد أقفرت مُدنُ السّنابلِ ..
ومُدنُ النّخيل ..
أُصغي لذاكَ النّداء :
إلى بطنِ أُمّي يدعوني الحنين ..
انتظرُ المخاض وصرخةَ الولادة ..
د.عاطف الدرابسة
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟