|
الفنان الملتزم صلاح الطويل ل-الحوار المتمدن-: محاصرة شكل من أشكال الإبداع دليل على وجود أزمة ديمقراطية و محنة حقيقية لحرية التعبير في المغرب
علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي
(Alaa Kaid Hassab)
الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 19:14
المحور:
مقابلات و حوارات
الأغنية الملتزمة و مكانتها في المشهد الغنائي المغربي، و وهج حركة عشرين فبراير و حزب العدالة و التنمية الذي يرأس الحكومة المغربية.. الحب و النبيذ و فلسطين و الجامعة المغربية، نقط تناولها، إضافة إلى أخرى، حوار "الحوار المتمدن" مع الفنان المغربي الملتزم "صلاح الطويل" الذي أصدر، مؤخرا، آخر أغانييه "عيد الشعب" بمناسبة الذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير المعارضة.
1: أضحت الاغنية الملتزمة مقيدة الاجنحة خلال العشرين سنة الأخيرة، بعدما عاشت مجدا لا مثيل له مع هرميها الشيخ إمام و مرسيل خليفة، في ظل الاحساس الوطني بقضايا الأمة لدى أجيال رضعت النضال و عاشته، ما هي الأسباب برأيك لهذا الانحصار للموسيقى الملتزمة و من يتحمل المسؤولية ؟ الاسباب واضحة. فحين تلاحظ أن هناك من الإبداع ما أصبح محاصرا وممنوعا. فمعنى ذلك ان هناك أزمة ديمقراطية ومحنة حقيقية لحرية التعبير في البلاد. وأي أغنية منعت او حوصرت لكي لا تصل إلى ناس، فلن يكون ذلك إلا منعا وحصارا للناس أولا قبل المغني. هم لا يريدون أن يعرف الناس ان هناك لونا إبداعيا مختلفا وملتزما بقضاياهم وقلقهم الخاص والعام ومعبرا عن أحلامهم وتطلعاتهم ، وبذلك يرتكبون جرما يتجسد في حصار الناس ومنعهم من الإختيار. وهذا يجعلنا نعرف قيمة هذا الإبداع ومدى قوته التي تجعل الحكام يخافونه وينزعجون منه. و رغم ذلك فلا يمكن تقييد أجنحة هذه الأغنية. لأن قوتها في حضورها رغم المنع ورغم إبعادها عن الناس ورغم انها لم يقدم لها أي دعم مالي أو إعلامي كما يقدم لباقي الالوان الغنائية الأخرى. فيكفي ان يكون للفنان الملتزم حضور ولو في وسط جمهور محدود، لكنه جمهور واعي ومثقف ومدرك للرسالة النبيلة التي تقدمها هذه الأغنية. وليس كجمهور واسع سبق وعبر حقب من الزمن أن تم تبليده وتمييعه ومسخ ذوقه. فالفنان الملتزم لا يحتاج إلى تلفزيون أوسهرات رسمية لكي يعرفه الناس. فإبداعه مثل الماء، لا يمكن محاصرة تدفقه وسريانه . لانه مرتبط بالشارع والجماهير وبالصيرورة التاريخية لنضال الأمة، وبالرسالة التي تؤرخ لحياة شعب ووطن في زمن ما. فالأغنية الملتزمة بالنسبة لي، تشكل جانبا مهما من تأريخ محطات ووقائع يعرفها الوطن . فإذا أردت أن تعرف مثلا حياة المغاربة فترة بداية الاربعينات حين دخول أمريكا إلى المغرب، بعيدا عن أي كتب لمؤرخين رسميين، فما عليك إلا أن تعرف ذلك في ظرف وجيز عن طريق الإستماع لأغنية " ماتسمع غير أوكي أوكي كمان باي باي" للرائد الكبير الحسين السلاوي. ونفس الشيء إذا رغبت في معرفة حياة الشعب في حقب بعيدة أخرى بواسطة النبش في الثراث الغنائي المغربي المتنوع الألوان والأنماط ووسائل التعبير الفني، كالملحون والعيوط والطقاطق وعدد من الطرق الغنائية التي يزخر بها ثراثنا الغنائي المغربي.. وهنا اسمح لي أن أقول لك أن للمغاربة اغنيتهم الملتزمة ذات النقد السياسيي والإجتماعي منذ القرن 15 عهد السعديين وربما قبل ذلك بكثير. وهنا وانا بالطبع اتكلم عن تجربتي الخاصة. فمنذ بداياتي في أوائل الثمانينات لم تكن اغنيتي أبدا تدخل في خانة التزام مارسيل أو الشيخ إمام أو قعبور وباقي الفنانين الملتزمين في المشرق العربي، رغم انني أحفظ لهم اغانيهم ومن أشد المعجبين بهم. وإنما أغنيتي تدخل في خانة روادنا الكبار، كالحسين السلاوي وسي محمد فويتح والغيوان والمشاهب وغيرهم من رجالات الغناء المغربي الجاد والهادف.. 2: أصدرت مؤخرا أغنية "عيد الشعب" بمناسبة الذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير، أ يرى صلاح الطويل أن وهج هذه الحركة ما زال قويا كما كان حال انطلاقها؟
بكل تأكيد، فحركة شباب عشرين فبراير، ستظل محطة مضيئة في تاريخ نضالات شعبنا الثواق للكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية. وأصبحت قويّة أكثر من بدايتها، لأنها تطهّرت من أغلب السياسيين الإنتهازيين المقامرين بقضيتها، والركوب عليها، لإثارة انتباه النظام السياسي بتواجدها داخلة الحركة، ومن ثم منحها دورا، سيكون بالطبع بئيسا في اللعبة السياسية القذرة التي خطط لها النظام السياسي العام، اتجاه هذه الحركة. وبكل تأكيد كذلك، فقد أصبحت قوية رغم قلة مناضليها ونشطائها، مقارنة مع فترة انطلاقتها، حين تخلصت من كل الوجوه الفاسدة التي ركّز عليها الإعلام المخزني عند بداياتها، لتوهيم الناس برمزيتها و قيادتها لهذه الحركة، لتكون صالحة للإستعمال، وفي متناول يدالنظام عند الحاجة. وخلاصة الجواب على سؤالك. أقول لك نعم، فوهج هذه الحركة لا زال قويا وحاضرا، لان القوة ليس في العدد، وإنما في الإصرار والإستمرار والصمود الذي لا زال يجسده شبابنا الفبرايري رغم القمع والسجون.
3: هل يمكن اعتبار الجامعة المغربية هي موطىء القدم الوحيد للأغنية الملتزمة في ظل التحديات التي تواجه هاته الأخيرة؟ و لماذا؟
بالطيع فالجامعة المغربية لعبت دورا مهما في استمرارية وترسيخ قيّم هذه الأغنية التي تتقاسم مع أجيالها نفس المبادئ والقناعات، ونفس التصور الثقافي الشعبي الذي يخدم قضايا شعبنا. ولكن هذا لا يعني أن هذه الأغنية لا موطئ قدم لها سوى في الساحات الجامعية. وإنما هي حاضرة في كل مناحي الحياة العامة، لأن اجيال الطلبة التي عايشت هذه الأغنية، هي نفسها المتواجدة في أغلب التنظيمات اليسارية والجمعيات الثقافية التاريخية الجادة، والمنظمات النقابية والحركات الوطنية الإجتماعية، ومنظمات حقوق الإنسان، وكل روافد المجتمع الواعي. بمعنى أن الأغنية الملتزمة المغربية، تقاسمت ولا زالت تتقاسم الحياة مع أجيال من المناضلين، منذ مرورهم بالساحة الجامعة حتى مغادرة اسوارها، والإلتحاق بإيطارات نضالية متعددة.
4: ما الثمن الذي أداه صلاح الطويل للحفاظ على مساره الفني و اختياره الغنائي و ارتباطه بقضايا الأمة؟
شخصيا لا أعير أي اهتمام للفواتير التي يمكن أن أؤديها مقابل حريتي في التعبير. فمن عادتي لا أبكي ولا أشكي،والحرية بالنسبة لي هي آخر ما يمكن ان أطالب به، لانها مرهونة بيدي وليست بيد أحد غيري. ولولا هذه القناعة لما استمرت تجربتي المتواضعة أكثر من ثلاثة عقود، ولما زامنت أكثر من ثلاثة أجيال من المناضلين المغاربة. فلا يهمني أي ثمن أمام حقي في الإختيار .
5: ماذا تعني هاته المفردات بالنسبة لصلاح الطويل: فلسطين؟ لم تعد وحدها مسرحا لاضطهاد الإنسان على يد الإحتلال الصهيوني، الإحتلال أصبح شاملا، ولم تعد فلسطين وحدها من تعاني وطئته، فقد تعمم وسيطر في كل الاوطان بفضل حكامنا العرب المتصهينين. فكلنا نعاني ما يعانيه أشقائنا الفلسطينيين ولن نكون اكثر حظ منهم، فالمصير واحد ورقابنا تحت سيف نفس الجزار. البيجيدي (حزب العدالة و التنمية)؟ المتاجرة بالدين وأكل مخاخ الجهلة واستغلال دماغ الأغبياء. الحب؟ عبودية مقدسة. الشارع؟ تمّا فين كايبان الرجل وكاتبان المرأة الأمازيغية؟ أمنا الارض و النبيذ؟ يقال أنه يساهم في اقتصاد البلاد، بعد أن يفعل فعلته برؤوس العباد.
#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)
Alaa_Kaid_Hassab#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاث ساعات في جحيم الدائرة الأمنية الخامسة بساحة جامع الفنا
...
-
ثلاث ساعات في جحيم الدائرة الأمنية الخامسة بساحة جامع الفنا
...
-
عند مدخل المدينة الشرقي.. صوت الكمان
-
الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش: فرنسا و م
...
-
درويش و ماركيز و هتلر و شمشون
-
للاستئناس و المؤانسة: -خونا الحشرة-
-
سعيدة آيت جامع الدويري.. حين تحلق الريشة خلف أنامل القيد
-
القنوات التلفزية المغربية خلال رمضان: قنوات للعذاب النفسي و
...
-
قرارك أيها الملك: قرار جائر
-
على خطى الشاعر العراقي - لقمان محمود - في ديوانه ( القمر الب
...
-
هل تتبنى الهيئة الوطنية لحماية المال العام (فرع مراكش) ملف ت
...
-
مسار الفنان المغربي(عبد الكريم خولة): حين تمتد الأصالة إلى ا
...
-
خمس خطوات نور في العتمة
-
(محاميد الغزلان) تستعد لاحتضان فعاليات الدورة الأولى للمهرجا
...
-
ما تزيد ماء ما يفسد عجين
-
(الإنسانة/ الطفلة/ المراهقة/ الحلم) في يدي ممدودة للحلم
-
حوار مع القاص و الروائي المغربي ياسين أبو الهيثم
-
حرية الرأي أو لا شيء
-
حزب الاستقلال و القضاء و السلطتين المنتخبة و المحلية متورطة
...
-
جماعة (إكرفروان) / المغرب: الواقع المرير
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|