|
حزب الله ..الصيد السهل
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 18:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدهية معروفة ، وهي أن البدايات تقود إلى النهايات ، والمدخلات تؤشر مبكرا على المخرجات ، ومن حفظ هذه المعادلة ، سلم من كل تيه ، وقاد نفسه بنفسه نحو بر الأمان ، بعيدا عن الحيرة وعن الوقوع في خطأ التحليل . لذلك فإن إعتبار العربية السعودية ومعها دول الخليج العربية ، حزب الله اللبناني المؤيد لإيران ، تنظيميا إرهابيا ، وفي هذه المرحلة الحرجة بالذات ، جاء غير مكلف ، وبتعبير أدق صيدا سهلا ، وها هو عربيا وإسلاميا يمر مرور الكرام ، إلا من إعتراضات غير مشفوعة بالمنطق، علما أن حزب الله وتحديدا في مواجهته الطويلة التي إستمرت34 يوما مع الجيش الإسرائيلي ، أمطر المدن الإسرائيلية في فلسطين المحتلة بالصواريخ ، وقام بإغراق السفينة الحربية التي كانت تقصف اللبنانيين من عرض البحر "ساعر 5 " بالصواريخ بثا مباشرا ، ونال إعجاب الجميع ، وإعتبرته جامعة الدول العربية تنظيما مقاوما . لكن التحولات الدراماتيكية التي حدثت منذ تلك الحرب حتى يومنا هذا ، غيرت نظرة الغالبية إلى حزب الله وزعيمه الشيخ حسن نصر الله ، الذي وثق بتصريحاته الإسرائيليون أكثر من ثقتهم بتصريحات قادتهم ، ناهيك عن السمعة الطيبة التي كان يتمتع بها هذ الحزب الذي أجبر مستدمرة إسرائيل على الإنسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان ، مع البقاء في مزارع شبعا ، وهناك من يقول أن ذلك الإنسحاب كان خدعة إسرائيلية لتوريط حزب الله وسوريا . حدثت مواجهة قوية عام 2000 بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله ، وكان لزاما على أمريكا وإسرائيل ومن لف لفيفهما وضع حد لهذه الظاهرة المقلقة التي جاءت بعد إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان غدرا وحيلة أواخر العام 1982 ، وأوعزت امريكا للمستدمرة إسرائيل للإعداد لهجوم جديد ضد حزب الله ، بعد فشل محاوات أمريكا وحلفائها بنزع سلاح حزب الله . إستغلت إسرائيل قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في الجنوب عام 2006 ، وكان ذلك ذريعة قوية لغزو الجنوب و"سحق "حزب الله "، وقالت آنذاك وزيرة خارجية امريكا كونداليزا رايس أن " تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير قد بدأ "، لكن حزب الله كما هو معروف ألحق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي. دعيت في العام 2007 لحضور مؤتمر دولي لدعم المقاومة في بيروت ، وتوجهت بمفردي إلى الضاحية الجنوبية كي ألقي نظرة على الواقع ، وقد ذهلت من حجم الدمار الذي رأيته ، ولأنني لم أر حتى شبحا واحدا لأي من مقاتلي حزب الله . بعد إنتهاء المؤتمر جرى تكليف لجنة من العديد من المشاركين ومن ضمنهم أنا ، لزيارة العلامة اللبناني الراحل الشيخ محمد حسن فضل الله المؤيد لحزب الله ، وجرى نقاش موسع بيننا ، وكم أذهلني ذلك الرجل واسع الصدر ، المتفهم والعقلاني ، الذي إستمع إلينا لساعتين أو أكثر دون إنفعال او تكبر ، وخرجنا . عند ذلك أجمع أعضاء الوفد وغالبيتهم من الأجانب ، على تكليفي بإلقاء تصريحات إعلامية أمام ثلاثة مايكروفونات لم أكن أعرف وظيفتها ، ولكنني وجدت نفسي مكلفا بمهمة ، وعلي تأديتها بكل صدق . لم تكن هناك ورقة مكتوبة ، بل تحدثت عفويا ومن القلب والعقل معا ، ودون آبه بالنتيجة ولم يدر بخلدي من سيكون مستمعا إلي ، وقد علمت لا حقا أن الشيخ حسن نصر الله كان على الجانب الآخر يسمع ويرى وأنه اعجب بما قلت . قلت مخاطبا الشيخ حسن نصر الله بأن حزب الله يقلد الأنظمة العربية ، وأنه كمن ينام على السرير تاركا باب غرفة النوم مفتوحا ، ليأتيه الذئب ويأكله وهو نائم ، وفسرت الكلام بطبيعة الحال أن على حزب الله ألا يكتفي بنصر تموز 2006 ، بل عليه العمل الجاد والمتواصل على الأرض في المواجهى لمراكمة النصر ، لأن المقاومة هي فعل مستمر على أرض الواقع . ونحن خارجون ونسير في الممر ، صادفنا وفد أجنبي أشقر ، تقوده إمرأة خاصمها الجمال ، وكان حراس مكتب الشيخ فضل الله والعاملون فيه مهتمون بذلك الوفد ، وعندما سألت احدهم من تكون تلك المرأة أجابوني بأنها السفيرة البريطانية ، وأنها جاءت للقاء الشيخ فضل الله ، وثارت في نفسي عديد الأسئلة منها كيف يتعامل الغرب معنا ومع قضايانا . بعد إندلاع الأحداث في سوريا في إحدى مدارس درعا القريبة من الأردن ، وتطورت الأمور بسبب تعنت الرئيس المودع بشار "....."، وجد حزب الله - الذي لم يواجه إسرائيل منذ العام 2006 رغم إعتداءات إسرائيل عليه وقيامها بإغتيال خيرة قياداته ، وآخرهم الأسير المحرر سمير القنطار ومن قبله الإستراتيجي الحاج عماد مغنية ، وأين ؟ في دمشقّ!!!!!!!!!!!!- نفسه مضطرا للتدخل في سوريا دعما لنظام بشار والولوغ في دم الشعب السوري. عند ذلك بدأ رصيد الحزب عربيا وإسلاميا يتآكل إلى أن أصبح مدينا ، وظهر أن مصير الحزب ونظام بشار أصبح واحدا ، إلى درجة أن أعداء الحزب في لبنان إستغلوا هذه النقطة ليكرسوا هجومهم عليه ، وإتهامه بأنه ورط لبنان في شأن خارجي ، دون أن يعلموا أن ما قام به حزب الله هو رد جميل لنظام بشار ، الذي كان يسمح للمساعدات الإيرانية بالوصول إلى الى الحزب ، بعد الجمركة المعروفة التي كان يمارسها نظام حافظ الأب مع المقاومة الفلسطينية في لبنان. يقيني أن حزب الله تورط وقاد نفسه إلى المقصلة ، ليس لذنب إرتكبه سوى أنه بدلا من مواجهة إسرائيل ، إتحد مع نظام بشار وأعطى الجميع مبرر الإنقضاض عليه ، ولا ندري ما يخبئه المستقبل لهذا الحزب .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب على -الإرهاب -.. عقيدة بوش
-
إقترب الحسم في سوريا
-
الإنسحاب الروسي من سوريا ..تحقق الهدف
-
حارث الضاري
-
خراسان ...الطريق إلى إيران))) إصدار الباحث العزّوني الجديد
-
إقترب الترانسفير الفلسطيني
-
سفير الهند لدى الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي حول آفاق ا
...
-
تركيا إلى أين؟
-
خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
-
تجليات في سرادق الشهيد الزيود
-
سوريا على مذبح التقسم
-
الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
-
الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
-
سيناريوهات التدخل البري في سوريا
-
وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
-
زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
-
إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
-
المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
-
مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
-
أمريكا ..السعودية ..إيران
المزيد.....
-
قوات الأمن المصري تقضي على 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نا
...
-
قصف إسرائيلي مكثف على جباليا شمالي غزة، والجيش الإسرائيلي يق
...
-
-لا حرج-.. داعية سعودي يفتي في حكم الجزء اليسير من الكحول شر
...
-
حزب الله يعلن عن استهدافات جديدة للقوات الإسرائيلية
-
-سي إن إن-: ارتفاع عدد قتلى إعصار -هيلين- في الولايات المتحد
...
-
رغم اغتيال قادته.. حزب الله يتحدى إسرائيل
-
مشاهد مؤلمة لنزوح كبير من بعض مناطق بيروت وسط غارات إسرائيل
...
-
-كلنا حماس-.. مسيرات تجوب كيب تاون في ذكرى سنوية -طوفان الأق
...
-
الجزائر.. تبون يأمر بفتح تحقيق دقيق لكشف ملابسات التضاربات ع
...
-
في عام طوفان الأقصى.. ربع الإسرائيليين يفكرون في الهجرة
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|