حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 10:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
طبيعة الحب؟
الحب له أكثر من نقيض: الخوف, الكراهية, الجهل, التعصب والانغلاق, وغيرها,... كل ما هو سلبي ومنفر.
محاولتي المتكررة لفهم (الحب) والتعبير عنه, كموقف وجودي_ اجتماعي وشخصي, وكمشاعر وعاطفة, وعبر الادراك الذاتي, أو كمعيار أرقى للعلاقة الاجتماعية, تصطدم دوما بحالة الغموض والعشوائية_ إلى درجة التناقض الصريح_ السائدة في تعبيرات الحب ومستوياته وأشكاله المتنوعة.
نفس الكلمة (حب) تستخدم للدلالة على أحوال وعلاقات تتدرج, من التشابه (حد التطابق)...مرورا بالاختلاف....وصولا إلى التناقض بالفعل!؟
القط يحب الفأر. الطفل يحب الحليب. المرأة تحب الرجل. الرجل يحب سيده. البشر يحبون السلطة والمال. الشعراء يحبون الأزهار وتعاقب الفصول. الفلاسفة يحبون الحقيقة. المثقفون يحبون المعرفة والقراءة والاستماع أكثر. والكل خائف من الموت ويسعى إلى تجنب الألم_ حتى العلماء.
هذه تعبيرات شائعة, كتبتها بشكل عفوي, للدلالة على درجة الاختلاف والتناقض في معاني كلمة حب.
وهذا الارتباك مع التشويش_ دفعاني لاجراء تمييز شخصي, ونوع من التصنيف الأولي لأشكال الحب ودلالاته ومستوياته....
حب. الحب!؟
كلمة ومفهوم ومصطلح_ مشكلة مركزية في المعرفة وفي العيش.
الكلمة! إنها تضلل وتزيد من الضبابية_ بمقدار ما تدل وتوضح.
......
موضوعات الحب تشمل جميع الموجودات, الحية وغير الحية.
1_كائنات حية أو اشياء
2_الكائنات الحية نوعان, بشر أو غير بشري
3_البشر نوعان, موضوعات جنسية أو محارم
4_الموضوعات الجنسية نوعان, مشروعة اجتماعيا أو غير أخلاقية
ويمكن تكملة التجزئة والتصنيف_وصولا إلى الفرد الشخصي (أنت_أنا).
بؤرة التوتر والاختلاف في العصور القديمة والحديثة ....وربما لأزمنة قادمة: العلاقة بين الحب والجنس,وتاليا العلاقة بين الحب والخوف.
_يوجد حب بدون جنس.
_ يوجد جنس بدون حب.
_ يوجد حب مع الجنس (حب جنسي), ....موضوع الاشتياق الانساني العارم بعد النضج.
* * *
موقف الحب؟
من الضروري_ التمييز بين مستويين (معنيين) لعبارة "موقف الحب".
وهما مختلفان ومنفصلان بالفعل وفي الواقع الموضوعي (الاجتماعي والنفسي), واستخدمهما بدون تمييز في هذا النص وفي غيره أيضا_ بسبب نقص المفاهيم والمصطلحات الخاصة بعلاقات الحب والود والتشارك في الثقافة العربية عموما.
وقد يكون مرجع الأمر لنقص شخصي فقط_ في ثقافتي ومعرفتي بصفتي فرد (الكاتب)_ فأعتذر في هذه الحالة بصدق, على أمل تدارك النقص والجهل....مع نمو خبرتي وثقافتي. كما أرجو وآمل منك قارئ_ت_ي التسامح والتفهم.
_موقف الحب بالمستوى الفردي, يحدد الشخصية ودرجة النضج الثقافي_ الأخلاقي, وبنفس الدرجة وبالتزامن هو معيارها وماهيتها أيضا.
على المقياس العشري (مثلا),....تحت خمس درجات موقف الصراع والحب السلبي, وما بعدها وأعلى موقف الحب وفن العطاء (غبطة الوجود).
_الموقف الاجتماعي من الحب, بمختلف تعبيراته, يحدد _وبدقة_ درجة الصحة أو المرض الاجتماعيين. كما أن وضع المرأة في مجتمع معين معيار حقيقي ومطابق لدرجة تطوره في مختلف المجالات.
كل مجتمع يتعامل بتمييز جنسي( وأي شكل آخر من التمييز العنصري) هو مجتمع مريض يحتاج إلى تغيير ثقافي وأخلاقي.
موقف الحب سمة الحياة بمجملها.
توجهان أساسيان يحكمان حركة الكائن الحي إما او: حب ونمو ومشاركة أو صراع وضمور وفناء.
وفي هذا المستوى تبرز العبارة العابرة للثقافات والعصور: "حيث يوجد الحب توجد الحياة".
* * *
علاقات الحب؟
الحب يصلح كمعيار بسيط ودقيق أيضا, للعلاقات الاجتماعية المختلفة.
والبعد الجنسي_ رغم أهميته الجوهرية خصوصا فترة الشباب, هو أحد أبعاد العلاقة الاجتماعية ومستوياتها المتعددة والمركبة بطبيعتها.
الجنس بمعناه المزدوج الطاقة الجنسية والنفسية عموما بالاضافة إلى الجانب التناسلي.
توجد فكرة _لا أستطيع مقاومة رغبتي في عرضها (بسرعة وتكثيف)_ هي إشكالية ويتعذر التعبير الملائم والواضح عنها بخصوص "ماهية الحب"....
رغم خطأ فرويد الصريح في فهمه القاصر لمفهوم الحب (إلحاقه بالجنس). أعتقد أنه يشبه البحارة (الرواد) الذين سبقوا كولومبوس في مغامرة البحث عن الأرض الجديدة والمجهولة, وقبل توافر الأدوات والوسائل الملائمة لتحقيق الغاية.
( وربما يطول زمن انتظارنا ل كولومبوس (او إينشتاين) جديد_ الذي سيكتشف ماهية الحب!؟
الحب_ السعادة, على الأرجح هي متلازمة ....امرأة _رجل!!!
لقد حاول فرويد وخلال فترات عديدة من حياته تكوين فهم (علمي) لحالة الحب (مشاعر وأفكار, غرائز, قوى نفسية واجتماعية, وعي وعلاقات)_وأعتقد أن موقفه الذي يتصف بالجرأة والنزاهة معا يستحق الاخترام والتقدير, مع كل فجاجة تعبيره أحيانا.
لقد عارض الفهم التقليدي الديني والفلسفي للحب_ المستقر والمكرس منذ عشرات القرون (تصور الحب كجوهر مطلق, خارج إمكانية التصنيف أو القياس العلمي والتجريبي). حيث تمتد السلسة من أفلاطون إلى إريك فروم وأم كلثوم,...وخلفها مجتمعات من الجهلة المكبوتين_ او الهائجين جنسيا وفكريا. على الجانب الآخر ميلان كونديرا خلف فرويد في تصوره للحب كمقدار كمي قابل للقياس التجريبي ويتناقص بالتجزئة ( أدين بالفضل لأفكار هذا النص خصوصا_ إيريك فروم بترجماته المختلفة, وثيودور رايك بترجمة ثائر ديب).
ما يزال موقف الشخصي في هذا الجدل قيد التشكيل والتكون...
إذ أنني أحترم وأقدر مدى......التماسك والوجاهة والدلائل المنطقية أيضا للجانين المختلفين بشدة_ لكل منهما.
الحب جوهر وطاقة ومطلق_ ام الحب تعبير غريزي واجتماعي وهو كمي وتدرجي؟؟
لا انكر ميلي الواضح إلى التوجه الأول, خصوصا عبر تجربتي الشعرية...لقد حملني (الحب_ الشعر) وحماني وأنقذني وما يزال يرعى حياتي أكثر من عليا. ومع ذلك تكويني العلمي (عقلي الهندسي) ليس أقل عمقا وتوازنا من الشعري.
أعتقد أن العلوم والفنون جناحا الانسان....
بفقدان أحدهما يسقط إلى حشرة, تزحف راجعة إلى الكهوف والغابة.
* * *
السؤال الجوهري في علاقات الحب: موضوع الحب شخصية ام موقع ودور؟
على سبيل المثال حبك....للحبيب أو الأصدقاء أو الأم والأب....يرجع إلى موقعه الاجتماعي_الثقافي ودرجة قرابته منك أم إلى شخصيته ا ونضجه المعرفي_ الأخلاقي ولو كان في فريق الخصم؟
أنت تحب_ين....(الآخر) لصفاته كإنسان أم لشبهه بك؟
ليست الاجابة ولا الاستجابة بسيطة وأحادية ابدا.
أعتقد أنها لدى الجميع مزدوجة أيضا. بحيث أن كل منا (موضوع حبه_ سواء كان لذاته أم لشخص آخر) يتحدد من قبل المرجعين معا_ الشخصية والموقع.
الشخصية غير الناضجة, يكون سلوكها الغالب سلبي, ومنفر...
بالتوازي مع وجود مواقع وأوضاع وحالات (الخسارة, الاحباط, الندم_ الغضب, الحقد, الطمع ...)مزعجة وغير ملائمة للانسان بعد النضج والرشد.
_ ابن أحد كبار زعما المافيا, اجاب على سؤال : كيف تنظر إلى أبيك وجرائمه؟
لقد كان أبي. جوابه المختصر.
* * *
الجنون نوعان فقط: صراع مع الماضي أو صراع مع المستقبل.
* * *
وحدها الساعة الأولى بعد اليوم أكمل منه.
اليوم الأول بعد شهر_ هو الأكثر أهمية منه.
الشهر الأول _بعد سنة, أهم منها.
* * *
أنت حبيبتي...
تحبين نفسك معي ومن خلال العالم
أنت وردة الكينونة
أنت زهرة حياتي
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟