نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 12:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
43-
ماذا لو قيل لأحد من مئتي عام مضت عن الهاتف المحمول والطائرة والتلفاز والسيارة والصاروخ والعلاج الطبي المتقدم كزرع القلب والكبد, وعن إجراء عمليات جراحية في العيون بأشعة (الليزر)المستخدمة أيضا في قطع وصهر المعادن؟ ومن بضعة عقود لم يكن هناك "انترنت", وكان يصعب تخيله لأي شخص . ومنذ حوالي 150سنة لم يكن هناك وسائل للنقل الجماعي , وكان الانتقال في معظمه سيرا على الأقدام , أو فوق ظهور البغال , ولم ينتقل معظم الناس إلى أبعد من المكان الذي ولدوا فيه. وبعد عدة عقود من الآن قد نمتلك أجهزة حاسوب تصل إلى أي معارف عن طريق "الإنترنت" مدمجة في أجسادنا, أو في كيانات هجينة من البشر والآليين (روبوت) .وبعد ألف سنة من الآن لا يمكن استبعاد فكرة سفرنا عبر الزمن والوصول للنجوم في مجرات أخرى . وماذا بعد لو عاش الإنسانُ عشرة آلاف سنة من الآن , أو مئة ألف سنة أخرى؟ ما هي القدرات التي سنحظى بها. وفي وقت مبكر للغاية كان هناك في الكون نسخ مطابقة للأرض , والظروف فيها تسمح باستضافة حياة مماثلة لحياتنا , وربما عاشت بها كائنات بشرية مماثلة لنا , لكنها أسبق منا بحوالي عشرة مليارات سنة , هل كانت قدراتهم استثنائية مكنتهم من الاستقرار أم إلى تدمير أنفسهم والقضاء على حضارتهم كما نزمع نحن أن نفعله ؟ إنه لمن الصعب تخيل حدود قدرات الأنواع الذكية الموجودة بعيدا عنا في مكان ما في هذا الكون الفسيح , فليس من المعقول أن نكون نحن - أهل هذا الكوكب المتواضع - السكان الوحيدين في الكون , والله تعالى يشهد أن هناك سكانا غيرنا في السماوات . وليس هناك ما يمنع وجود حضارات في مكان ما أقدم من حضارة كوكبنا بملايين السنين , والكون قديم جدا, ونحن جُدد جدا , والماضي سحيق لا نعرف عنه شيئا .ولا شك أن أصحاب تلك الحضارات يرون الكون بطريقة مختلفة , وربما كان ما تتمتع به هذه الحضارات يفوق كل ما يمكننا تصوره , وربما كان ذلك الفارق الحضاري الهائل سببا وجيها لهم كي لا يأبهوا لمثل حضارتنا المتخلفة , وربما نظروا إلينا كما ننظر نحن إلى مجموعة من النمل في أحد الجحور . ترى ما هو مقدار معارفهم التي لا نعرفها ؟ "نحن نتصف بصغر السن والافتقار إلى النضج , وفي إطار النقاش حول المستقبل نحن بعيدون تماما حتى عن بلوغ مرتبة الحضارة من النوع الأول , لأننا لا نستخدم غير واحد على مليون من الطاقة التي تتساقط على كوكبنا , ويمكن وصفنا بأننا (النوع صفر) , فنحن موجودون بالكاد على شاشة رادار التعقيد, أما الوثبة التالية فتتمثل في مُعامل قيمته (مليار) وبها يجري استغلال كل طاقة أحد النجوم , وهذه هي الحضارة من النوع الثاني . وفيما وراء ذلك يمكن لحضارة من النوع الثالث أن تستغل طاقة مجرة بالكامل. إن بدا ذلك خياليا , فاعلم أن صور الحياة المعقدة في الأجزاء الأخرى من الكون , يمكن أن تكون قد سبقتنا بنحو عشرة مليارات من السنين. إن مكانتها بالنسبة لنا قد تكون مماثلة لمكانتنا بالنسبة للبكتريا اللاهوائية" . وتتفاوت تقديرات العلماء حول زمن تواجد الإنسان فوق هذا الكوكب , إذ تتراوح بين ملايين السنين ومئات الآلاف ,غير أن واقعه المسجَّل لا يتجاوز بضعة آلاف من السنين! يتبع- بتصرف من كتابنا ( القرآن بين المعقول واللامعقول)- نبيل هلال هلال
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟