أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - حول الوضع الراهن للثوره المصريه















المزيد.....


حول الوضع الراهن للثوره المصريه


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 03:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ازمة حكم السيسي التي تزداد تعقيد تتمحور الان سياسيا حول ارهاب الدوله , كما تتمحور اقتصاديا حول قيمة الجنيه , المحوران علي صله وثيقه ومرتبطان, حيث يعمل النظام علي المحور الثاني بصوره يحيطها الفزع والارتباك البالغان علي تحميل الجماهير الشعبيه عبء ازمة مستعصيه لا تبدو لها نهايه ,الامر الذي لن تستطيع الجماهير احتماله كثيرا وسرعان ما سينفجر الوضع المحتقن الراهن بصوره ستتواري الموجات الثوريه ازائها للخلف الي حد بعيد.
مع هذا التوجه الذي لا ينتظره الا المزيد من التعقيد مع تراجع بل توقف الدعم الخليجي ومع وضع السياحه وتراجع الصادرات , فان حكم السيسي لا يملك الا المزيد من ارهاب الدوله الذي ستحوله طبيعة التفاعل الي اخطر دوافع الانفجار.
الجنرال يتحسب حتي الان جيدا وقع خطواته , ولكن تعقيد الوضع لن يتيح له كثيرا الاعتماد علي الترقيع في قماشه مهلهله , مع الوضع في الاعتبار ان معظم النار من مستصغر الشرر.
ان هذا الوضع الغاشم يعمل بصوره متسارعه علي دفع تناقضات حكم السيسي للمزيد من الاحتقان فاذا كان ما اسمي تحالف 30-6 قد تبخر تحت لفح الازمه ولم يتبقي منه سوي مجموعة الافاقين والنصابين والدجالين والمنتفعين والمغامرين والمشبوهين والمغمورين والموتورين , واذا كانت لحمة ما استطاع السيسي الامساك به في اوضاع الشرطه تتعرض لما لا يمكن تصور انه يقتصر علي ما اسماه البعض دولة امناء الشرطه , واذا كان القضاء السيساوي قداصابته اقالة الزند بالحمي , و وبالاحري اذا كانت الدوله كلها قد تحولت لاشلاء كما عبر السيسي نفسه وقبل وقوع هذه التطورات علي صعيد علاقته بالشرطه والقضاء, فان الباقي من اهل النظام وسدنته لن ينتظروا وقوع الطامة الكبري واندفاع الجماهير للميادين ,فالوضع قد صار يفرض عليهم رجل هنا ورجل هناك , رجل مع السيسي ورجل تستعد لمغازلة الغضب الشعبي وهي نفس المعادله التي فرضت نفسها في علاقة النظام بحكم الاخوان والتي عرفت طريقها للوجود اصلا منذ اللحظات االمبكره للثوره في موجتها الاولي المجيده والتي لم تتوقف حتي نحت المخلوع .
ويشكل ذلك دون ادني شك مصدر جديد يساهم في محاصرة حكم السيسي ويفاقم من ارتباكه بما يمكن ان يدفع به للمزيد من الاجراءت التي تستفز الناس.
لا شئ يمكن ان يوقف الانزلاق الراهن للحكم علي منحدر الازمه , كما لم يكن لدي حكم الاخوان ما يمكن ان يوقف السقوط , فالاصل الاصيل في الازمه هو حرص الكل علي استمرار نظام هتفت بسقوطه ميادين البلاد .
ان اي محاوله لتكرار قطع الطريق علي الثوره تضيق امامها الطرق الان بصوره صارخه فأهم عناصرها التي يجري الحديث عنها مثل المصالحه مع الاخوان الارهابيين الملفوظين من الشعب او من استدعاء جديد لحمدينات او ليبراليين صارت مفضوحه لدي الناس , ليست فقط لن تخدع احدا , بل ستشكل نوع من القاء البنزبن علي نار الانفجار المتوقع لدي الجمبع.
فمحاولات الثوره المضاده في اعادة تقديم نفس النظام للجماهير مرتين , ليس امامها اي امكانيه للاستمرار في ظل اربع عناصر اساسيه الان نجم تشكلهم خلال السنوات الخمسه المنصرمه من عمر الثوره المستمره عن الاصرار علي الاستمرار وفق نفس السياسات المعاديه للشعب والمحتقره للجماهير.
اولهم : مستوي متقدم من تخلص الجماهير من الوعي الاصلاحي الذي ارتكزت هذه المحاولات علي سيادته في اوساط جماهير لم تمر بثوره من قبل.
وثانيهم : يتعلق باحتدام التناقضات الطبقيه بصوره تتجاوز كثيرا مستوي الاحتدام الاصلي الذي فجر الثوره في وجه نظام المخلوع.
وثالثهم : هو وصول الكارثه المائيه الي محطة انكشاف تفريط النظام في نهر النيل امام المصريين.
اما رابعهم : فيتعلق بتأثير كل هذا علي نقطة الضعف الاساسيه في الثوره والمتجسده في افتقادها للتنظيم فالجوهري في اي تنظيم هو الرؤيه التي تتيح له التحقق , ولقد كان الوعي الاصلاحي عائق حاسم امام هذا التحقق اما الان فان غياب سيادة الوعي الاصلاحي لا يتساوي الا مع امكانيه غير مسبوقه لحضور التنظيم.
في مستهل الثوره كنا مجتمعين جميعا ضد شخص مبارك وعائلته اللصه المخلوعه , اما الان فان الجماهير الشعبيه ستجتمع وتتنظم ضد الفكره اصلا فالموضوع الذي بان للكل ان اختصار القضيه في شخص هو نوع من العبث العجيب , وتجتمع ضد ما يسمي برلمان من هذا النوع الذي لدينا , وضد الاعلام بهذه الصوره , وضد شرطه برهنت خمس سنوات ان هناك خطوره في تركهاعلي حالها , وايضا قضاء يجب ان يخضع لارادة الثوره لا للنظام والمجال هنا مفتوح للابتكار , والاهم ان الجماهير الان تستطيع ان تجتمع ضد اي سيطره علي الاقتصاد تبتعد باي درجه عن ارادة ومصالح الجماهير الكادحه وكذلك ضد اي دور لقيادات الجيش في السياسه الجديده وضد ادارة المحليات والاجهزه البيروقراطيه علي النحو الراهن .
تستطيع الجماهير الان الاجتماع ضد عناصرحاليه عديده واساسيه في الوضع السياسي والاقتصادي , يشكل رفضها مجتمعه لاول مره في الوعي الجمعي تعبير تفصيلي واضح لا لبس فيه عن شعارها الاصلي العتيد : الشعب يريد اسقاط النظام.
والاهم انها ستجتمع ضد التفريط في نهر النيل مهما تكن التبعات لانها لن تتساوي بالفناء الذي سيهددها خلال شهور.
ولكن كل هذا التقدم في الوعي الجمعي لا يجب ان بجعلنا نتغافل عن نواقص كبيره , نواقص تتعلق بالايجابي فيما يتعلق بطبيعة النظام الجديد الذي بجب من وجهة نظر الاغلبيه الشعبيه ان يحل محل نظام مبارك الراهن باعتباره نظام راسمالي تابع وظيفته الاساسيه كأي راسماليه تحقيق التراكم لطغمه ضيقه في محيط اجتماعي متعرض بصوره حاده للافقار المطلق ومع كارثة النيل صار يتعرض يمستويات مرعبه من التجويع والتعطيش.
الايجابي لن يستطيع الوعي التلقائي مهما تخلص من الاصلاحيه الامساك بنواصيه ولكن هذا التخلص سيشكل اقوي الضمانات لانحيازات جماهيريه واضحه لرؤيه ثوريه لا يتيح لها الوضع سوي التوجه نحو الاشتراكيه التي لن يتم ابتكارها الا انطلاقا من اوضاعنا وهي رؤيه لن نتوصل الي تفاصيلها الا وسط الجماهير وستنطلق من كل بد من الاهداف الاساسيه للثوره التي تلتف حولها الان اقسام كثيره من الجماهير اهمها ما بتعلق بالاجور والقصاص العادل للشهداء الابرار واستعادة الاموال التي هربتها اقسام الثوره المضاده وتأميم الصناعات الاستراتيجيه ووقف برنامج الخصخصه واستعادة ما تخصخص من مصانع وشركات وتوزيع الاراضي علي الشباب لا طرحها للمستثمرين الراسماليين واعادة بناء القطاع العام عبر تمليكه للعمال الخ من نقاط برنامجيه لن تحققها الا حكومه ثوريه مؤقته تشكلها القوي الثوريه الجماهيريه في الميادين المنتصره.
ومن هنا فان الثوره المضاده تتعرض لمأزق نادر التعقيد لم تمر بما يشبهه الا الثوره المضاده في الثورات التاريخيه ويصل بها الان الي ما يمكن ان نوصفه بكل ثقه علي انه ازمة موت علي النقيض من ازمات الثوره الشعبيه التي مهما بلغ تعقيدها الا انها ازمات حياه لشعب يسعي من اجل الوجود الاجتماعي الكريم .
وعودة الي رأس المقال فان حكم الجنرال لا تحيطه الا اجواء الاحتضار , واستمرار النظام في محاولات الحياه قد صارت بعد كل ما جري لا تتعدي محاولة الغريق التعلق بالقش فلا يجد بين يديه سوي الاوهام.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...
- عكاشه الصهيونى يتحسس الطريق للجنرال
- حدود الخيانة
- استصلاح زراعي ام خيانه للنيل.
- تمرير الكارثه المائيه .... كارثه اخري
- زراعة القصب وصناعة السكر في مهب رياح كارثة سد النهضه
- احتدام ازمة حكم السيسي يستثير غضب العمال*
- * حكم السيسي يشيع النيل الي مثواه الاخير.*
- برلمان هدفه قمع الموجة الثورية الحتمية
- قانون الخدمة المدنية فى جملة مفيدة
- 3000 جنية حد ادنى للاجور
- حقوق الانسان بين الثورة والاخوان
- ثورة مضادة مرتبكة
- لم تفشل ثورة يناير بالتأكيد
- حرب اهلية مصرية واحتمالان
- خطر الاخوان ما زال قائما
- السؤال المركزى لثورة 25 يناير
- اصعب ايام سيناء لم تأتى بعد
- هل اصبحت سيناء تحت رحمة الدواعش ؟
- المسار الشرعى الآن عمل عسكرى


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - حول الوضع الراهن للثوره المصريه