أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - ماذا نفعل ب-رأس المال- ما بعد الرأسمالية؟














المزيد.....

ماذا نفعل ب-رأس المال- ما بعد الرأسمالية؟


سعيد زارا

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 08:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


1- رأس المال التحفة الكاملة و الذائعة الصيت.

حكاية ماركس بقصة اونوريه بالزاك "التحفة المجهولة" كانت تعكس قلقه الدائم في أن يقدم ,لمن ناداهم بان يتحدوا, لعمال العالم و طلائعهم تحفة كاملة, دليلا كاملا للتفاصيل الدقيقة للاقتصاد الرأسمالي, بل مفتاح سر تطور المجتمع البشري, ليس للطبقة العاملة فقط و إنما لكل البشرية بما فيها البورجوازية فتحرير الطبقة العاملة من قيود الإنتاج و العبودية الصدئة هو تحرير لكل الإنسانية جمعاء و تخليصها من براثن الغرائز الحيوانية و مرض الأنا البورجوازية.

أراد ماركس لتحفته رأس المال الكمال كما أراد فرنهوفر للوحته . كان ماركس يدرك تماما أن الطبقة العاملة تحتاج في كفاحها اليومي ضد الاستغلال إلى سلاح فكري و علمي قوي يرعب و يذعر البورجوازية في عرشها. لذلك اخذ على عاتقه و رفيقه انجلز مهمة إعداد و توجيه البروليتاريا في نضالها. كان دائما مرتبطا بتطورات الوقائع الحثيثة, فكلما أضفى رتوشا ظهرت له في الواقع جوانب أخرى تفرض عليه رتوشات عدة, تماما كما كان يعمل الرسام فرنهوفر الذي قرر أن يسافر إلى مجموعة من الدول من اجل لوحته. ماركس من القلائل الذين جمعوا بين أفكارهم و ممارستهم, فقد كان يمارس أفكاره حيث يصعب الفصل بين ممارسته و أفكاره كنشاطين حميميين.

تأخر ماركس سنتين بعد موعد نشر رأس المال, كان دائما قلقا بكمال تحفته, كلما اقترب موعد النشر هم إلى المراجعة, فقد راسل ناشره يقول :" سوف لن أطبع الكتاب من دون مراجعته مرة أخرى...", لم يتردد ماركس في تعلم اللغات الأجنبية, قرأ شكسبير بتمعن ليغوص في الانجليزية و رحل إلى عاصمة مهد الرأسمالية لمعاينتها مباشرة, و كانت الروسية بالنسبة إليه ضرورية لفهم نظام ملكية الأرض هناك و ألقى بنفسه في المسالك الوعرة للرياضيات, فقد كان الجبر مسكنا لآلامه و مبعثا لراحة البال و كان يقول بان العلم لا يتحسن إلا باستعمال الرياضيات, و في مدارات الفضاء سبح ليتعلم الفلك, و كل ذلك من اجل كمال ما ينشره للعموم. كما كان يفعل فرنهوفر إزاء لوحته : "وا أسفاه! ظننت للحظة أن عملي قد انتهى؛ لكنني بالتأكيد كنت خاطئا في بعض التفاصيل، ولن يرتاح بالي حتى تنقشع شكوكي. لقد قررت السفر وزيارة تركيا واليونان وآسيا باحثا عن موديلات، كي أقارن لوحتي مع الطبيعة بأشكالها المختلفة".

كان قلق ماركس من قلق فرنهوفر . فالرسام العجوز ,في قصة بالزاك المليئة بالسخرية, بعد أن انتهى من لوحته التي قضى فيها عشر سنوات و التي اعتقد أنها اللوحة المثلى التي تعكس الواقع آتى بصديقيه ليسمع منهما رأيهما بخصوص التحفة, فكان أن تفاجأ برأيهما المنافي لما كان يتوقعه, انهار فرنهوفر و بكى محدقا إلى لوحته : " لا شيء! لا شيء! وقد عملت عشر سنين". طرد الفنان صديقيه و احرق ورشته التي تضم كل أعماله. صرح ماركس لرفيقه انجلز ساخرا بعد أن طالبه بقراءة قصة بالزاك "التحفة المجهولة" انه يخشى أن يكون مصير كتابه رأس المال مصير تحفة فرنهوفر.

خرجت التحفة إلى الوجود بعد مخاض عسير, ذاع صيتها بين عموم الطبقة العاملة و غيرها في أنحاء العالم حتى قال انجلز إن رأس المال هو "إنجيل الطبقة العاملة". لم يلن ماركس يوما للمشاعر الإنسانية رغم إحساسه المرهف اتجاه الأوضاع المأساوية التي كانت تعيشها البروليتاريا, بل كان إعلانه للشيوعية نتيجة لبحث علمي بعيد عن الرغبات و الميولات الأنانية.

من داخل قارة علم التاريخ التي افتتحها خلص ماركس إلى أن الصراع الطبقي و تبعا لدرجة نمو قوى الإنتاج سينتهي إلى دكتاتورية البروليتاريا التي لا تشكل بدورها إلا مرحلة انتقالية إلى مجتمع لا طبقي.

ألوان تحفة رأس المال كشفت على نمط الإنتاج الرأسمالي فنزعت عنه الحجاب لتخترق ثناياه و تسبر أغواره تماما كما يعلم الله ما بذات الصدور. كتاب رأس المال أتاح للطبقة العاملة و طلائعها الأوفياء أن يرصدوا حركة كل عناصر نمط الإنتاج الرأسمالي, كل عنصر على حدة و كل واحد في علاقاته بالعناصر الأخرى.


يتبع



#سعيد_زارا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الشعبين الفلسطيني و السوري, ثبتت خيانة -الشيوعيين-.
- على هامش الدولار(البيتكوين bitcoin )
- لم تعد -دول الرأسمال-...رأسمالية 2
- لم تعد -دول الرأسمال- ... رأسمالية
- إضاءات حول المانيفيستو الشيوعي اليوم 1
- البند 11 من اعلان رامبوييه
- البورجوازية الوضيعة تسرق انتصار قوى الاشتراكية على النازية
- مراسم دفن الرأسمالية.
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 4
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة3
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 2
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة
- حول عيوب نداء الحزب الشيوعي الفلسطيني
- الورثة الحقيقيون لمصباح ديوجين * هنيئا للحوار المتمدن *
- خيانة الاشتراكية و انهيار الاتحاد السوفياتي
- مركبة الاستهلاكية, مركبة افلاس البشرية
- إعلان رامبوييه


المزيد.....




- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - ماذا نفعل ب-رأس المال- ما بعد الرأسمالية؟