علم الاعصاب الشخصية

حيدر لازم الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 23:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

علم الأعصاب الشخصية :
تكلمنا سابقا بشكل موجز عن وعلم الأعصاب المعرفي و سوف نتكلم بشكل موجز عن علم الأعصاب الشخصية الذي لم أجد ما يشير أليه في المكتبة العربية رغم أرائه العلمية المهمة التي تتجاوز التفسيرات التقليدية للشخصية
إن سلوكيات الإنسان وخياراته تتولد بواسطة العمليات البيولوجية أولا في الدماغ الأساس العصبي نحن نبرز تلك الأسس في الوظائف البيولوجية للدماغ وجعل علم الأعصاب الشخصية ركن سهل بصورة متزايدة للتعرف على الشكل النفسي المرتبط مع الفروق الفردية باستعمال الطرق العصبية العلمية علم الأعصاب الشخصية يسعى لفهم مصادر المتقاربة للشخصية في الدماغ في إرجاع عمليات الدماغ لمصادرها العصبية وفي التفاعلات المعقدة بين الوراثة والبيئة
محاولات علم النفس الشخصية لإعطاء بعض الأجوبة لأكثر الأسئلة الأساسية حول الآخرين لماذا الإفراد يقومون بهذا السلوك ؟ وكيف ولماذا أفعال الناس مختلفة في ما بينهم
في القرن الماضي علم النفس الشخصية اهتم للوصف أكثر من التعرض للتفسير وهو كيف يختلف الناس مع بعظهم البعض السبب الأخر هو تأكيد في الوصف بدل التفسير ، كان لنضج علم الأعصاب الشخصية وتطور لأدوات البحث للركائز العصبية مثل التصوير العصبي للدماغ وتطور علم الوراثة الجزيئي دور في تطور هذا العلم والكشف عن الشخصية
ويعتمد علم الأعصاب الشخصية في تصنيف سمات الشخصية التي هي أنماط مستقرة نسبيا من التأثير والسلوك والمعرفة وإرجاع تكويناتها الى وظائف الدماغ ، وتعتبر الأنماط الخمسة اهم السمات التي تم تناولها في التجريب لعلم الأعصاب الشخصية وهي الانبساطية والعصابية والمقبولية والانفتاح على الخبرة (costa et al,1992) فقد وفر هذا النموذج مخطط تصنيفي لعلم الأعصاب الشخصية ومن خلال ذلك بينت البحث في السلوك الموروث بين المدى التقديري من 40% او 50% فما فوق الى 80% وقد فحصت عالميه هذه السمات في الجوانب المورثة وبينت هناك عدم تباين عبر الثقافات الاوربية وشمال امريكا وشرق اسيا في المجتمع وأشارت الدراسات الى العالمية البيولوجية لهذه السمات ان العوامل الخمسة لها تصنيف مؤثر لوصف الفروق الفردية في الخصائص الأخرى للشخصية ، فقد بينت نتائج البحوث ان هرمون السير وتين مرتبط مع الاستقرار وان المرونة (المطاطية) قد تكون مرتبطة مع عمل الدوبامين وارتفاع هرمون السير وتين يكون مرتبط ايجابيا مع المقبولية ويقظة الضمير وسلبيا مع العصابية
المستويات الواطئة للسير وتين قد ارتبطت مع العدوانية وقلة السيطرة الاندفاعية والاكتئاب والقلق ، وعقارات التي تفرز هرمون السير وتين استخدمت بنجاح لعلاج كل صفة من المشكلات السلبية المزيد من الأدلة المباشرة وجدت أجماع بان السلوك مورث وأظهرت دراسة الجينية ان الارتباط بين العصابية والمقبولية له أساس وراثي وان تباين انتقال الجين عمل السير وتين انه يستحوذ 15% من ذلك الارتباط
وان كلا من انخفاض العصابية ويقظة الضمير العالية مرتبط مع زيادة استجابة هرمون السير وتين و دور الدوبامين في السلوك المستكشف والمرونه المعرفية وبينت الأدلة ان الانبساطية هي جزيئيا عمل لنشاط هرمون الدوبامين
وأشارت بعض الأدلة إلى ان الانفتاح على الخبرة قد يكون أيضا متضمن بواسطة الانبساطية بالإضافة الى ذلك ان الاختلاف في الكانيكول ناقل الميثين يكون مرتبط مع الانفتاح على الخبرة والذي ينظم مستويات الدوبامين في القشرة الجبهية ويعتبر هرموني السير وتين والدوبامين من اهم الركائز العصبية التي تشكل العوامل النفسية.
يعود الفضل في دراسة تأثير الناقلات العصبية والهورمونات في الشخصية إلى أبحاث netter loou و henning 2004 و zuclceyman والشكل المتشكل لهذه البحوث يرسم فهم واضح عن طبيعة عمل الشخصية وقد ظهرت دراسات بنية الشخصية باستخدام أساليب علم الأعصاب أكثر من 50 منشور منذ عام 2003 وقد تضاعف هذا العدد في الوقت الحاضر
ووفقا للنموذج الذي تم تناوله الباحثون في دراسة أبعاد الشخصية هناك عدة نماذج اعتمدت في دراسات علم الأعصاب الشخصية وهي نماذج Eysenk و Gray و Zuckerman و cloninger و Dpue و , panksepp وربط كل منهج إلى العوامل الخمسة الكبار ، فقد أشار ايزنك إلى ثلاث سمات وهي الانبساطية والعصابية والذهانية (Eysenck,1985) الانطوائية والعصابية شملت تقريبا في نظام ايزنك والعوامل الخمسة في حين الذهانية وصفت انعكاسات لمزيج متساو تقريبا لانخفاض الحساسية والمقبولية (Goldberg,1994) ، في بيولوجية ايزنك ) Eysenck,1967) اعتد اعتمادا كبيرا لنظام التنشيط الشبكي الصاعد في الدماغ وارتباط الانبساطية مع الدائرة الشبكية للقشرة والعصابية مع دائرة الجهاز اللوزة reticule limbic ايزنك افترض بان الانبساطيين لديهم مستويات خط أساسية للإثارة القشرية من الانطوائيين واختيارهم أثارة منشطة أكثر من اجل تحقيق مستوى يفضلونه من الإثارة وان الانبساطيين يفضلون مستوى عالي من مستويات التفاؤل وافتراض العصابيين يمكن إثارتهم بسهولة بواسطة الناس المستقرين انفعاليا ، وقد افترض ايزنك في أوقات مختلفة أن الذهانية مرتبطة سلبيا مع السير وتين وايجابيا مع عمل هرمون الدوبامين Eyzenck ,1997)
سيفري كراي Seffrey Gray وهو احد تلامذة ايزنك حيث ركز على مفهوم النظام العصبي وفق الآليات المنظمة التي يمكن تصنيفها داخل الدماغ المكون الرئيسي لهذه الأنظمة المفاهيمية العصبية وهو نظام المنهج السلوكي (BAS) الذي يستجيب إلى أشارات المكافئة ونظام تجميد المواجه والهروب (FFFS) ونظام الكف السلوكي (BIS) الذي يستجيب إلى صنفين مختلفين لمنبهات مهددة (Gray ,2000) التهديد والعقاب الواقع ينشط المنبه المهبط (FFFS) الذي ينبه النشاط المتجنب (الفزع والهروب) او إزالة المحاولة (الغضب والهجوم ) أما نشاط (BIS) ينشط التيقظ والتأمل وتجنب السلبية بالإضافة إلى القلق وحدث الكئابة المحتملة (صراع أقدام أقدام – أو صراع إحجام إحجام ) وهو اقل شيوعا لكن يمكن إن ينشط نظام الكف السلوكي) BIS) والذي يحدد الاستجابة إلى اي صراع بين هذه الأهداف ، بيولوجيا ربط كراي BAS إلى نظام هرمون الدوبامين و نظام BIS بشكل أولى إلى نظام الهيبوكامبوس لكن أيضا الى الامكدالا و FFFS إلى أنظمة الامكدالة والهابيوثلاموس
اما زكريمان Zuckerman 2005 دعم اغلب وجهات النظر العامة لعلم الأعصاب الشخصية وفي كتابه البيولوجيا النفسية للشخصية الذي هو هجين عن العوامل الخمسة ، ونموذج زكريمان الخاص للشخصية حدد خمس أبعاد هي القدرة الاجتماعية ،العصابية/ القلق والعدوانية /العدائية , والبحث عن الإحساس المندفع , والنشاط علم نفس الشخصية من وجهة نظر زكريمان هي ربط سمات الشخصية إلى بنيات السلوك الذي هو مرتبط مع وظائف الدماغ وتباين الناقلات العصبية والهرمونية والانزيمات وان وصفة ميكانزمات السلوك (الإقدام المتضمن ،الكف ، والإثارة ) كمحاور بواسطة الأنظمة البيولوجية المتعددة على سبيل المثال الإقدام يكون مؤثرا بواسطة عمل كل من الدوبامين والتيستسيرون testosterone ومساهمات القدرة الاجتماعية وبحث الإثارة الاندفاعية
على النقيض من ذلك طور كلونجر cloninger 1987 نموذج لسمات الشخصية تستند على الافتراض بان نظام الناقلات العصبية قد يكون ذات صلة فريدة بسمات الخاصة وافتراض بان النظام هرمون الدوبامين يرتبط إلى سمة البحث عن الإبداع (الحداثة) وهرمون السيروتين مرتبط إلى تجنب الأذى أما عمل هرمون النور افينفرون nor epinephrine مع عمل اعتماد المكافئة ، ونموذج كلونجر تضمن لهذه السمات الأربعة الأخرى المضافة وهي الإثارة وتوجيه الذات والذات المتعالية والتعاونية حيث افترض colninger,1993 بان السمات الثلاث الاصلية والمثابرة أبعاد منعكسة للطبع يعني انها قد تطورت في وقت من نمو الجنين عن طريق التحديد الوراثي ، اما توجيه الذات والتعاونية وتعالي الذات هي أبعاد منعكسة من خلال التنشئة الاجتماعية حيث تنمو في وقت لاحق في الطبع ويجري تحديدها بواسطة الخبرة خلال النمو بدلال من طريق الجينات المورثة ،
أما بانكسيب panksepp فقد ركز في بحوثه على الحيوانات ودوره البارز في تطور علم الأعصاب الوجداني وتأيده إلى فكرة بان البحث في الثدييات الأخرى هو مرتبط بقوه إلى نظريات عمل آليات الانفعال الإنساني (Panksepp)، قام مؤخرا بتطوير نموذج للشخصية وافترض إلى وجود خمس سمات التي تعكس الأنظمة العاطفية المتميزة لدى الإنسان وهي المرح البحث (السعي) العناية الغضب والخوف ، وربط المرح بقوة اكبر مع الانبساطية والبحث (السعي) مع الانفتاح على الخبرة والعناية مع المقبولية والخوف والغضب مع الحزن وكلها ارتبط بقوه مع العصابية (Davis,2003)
د حيدر لازم الكناني

#حيدر_لازم_الكناني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات