|
هل تختلف الشعوب العربية عن الحُكام ؟
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 23:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل الشعوب العربية تختلف عن الحـُـكام ؟ طلعت رضوان بعد انهيار الخلافة العثمانية ، بدأ الترويج لمقولة (الدولة العربية الكبرى) وتبعتها مقولة (القومية العربية) ثـمّ توأمتها (الوحدة العربية) ومع ملاحظة أنّ مسلسل الهزائم العروبى لم يتوقف (منذ الحرب العالمية الأولى التى بدأتْ عام1914 وانتهتْ فى عام 1918) إلى لحظتنا الراهنة ، لذلك فإنّ العروبيين والناصريين وأغلب الماركسيين ، يرون أنّ سبب تلك الهزائم ((الاستعمار الأوروبى)) الذى حرص على تفتيت وتقسيم الدول العربية ، والتحريض على بث الخصومات بين الدول العربية.. إلخ ويستشهدون بما فعله تشرشل من محاولات تقسيم الدول العربية.. إلخ . موضوع دور الاستعمار الأوروبى سواء فى الهزائم العربية ، أو فى مشروع تقسيم كل دولة عربية إلى عدة (دويلات) شغلنى منذ عدة سنوات ، خاصة بعد أنْ قرأتُ التبرير الشائع الذى كتبه عروبيون وناصريون وإسلاميون وماركسيون ، ومُـلخـّـصه أنّ المشكلة تكمن فى ((ملوك ورؤساء الأنظمة العربية)) وأنّ الشعوب العربية ((تختلف تمامًـا عن الملوك والرؤساء.. إلخ)) فإلى أى مدى يصدق هذا التبرير؟ وهل الشعوب العربية تختلف – بالفعل – عن الذين حكموهم؟ وهل هؤلاء الحُـكام جاءوا من مكان آخر غير (الجزيرة العربية) وإذا كان الاستعمار الأوروبى هو الذى اختار هؤلاء الملوك والرؤساء ، فهل أتى بهم من (أوروبا) أم من المنطقة العربية ؟ وأعتقد أنّ هذا السؤال بتفريعاته ، هو ما يتجاهله أصحاب مقولة أنّ الشعوب العربية تختلف عن الذين حكموهم ، وأعتقد أنّ المحك الأساسى (كلمة أساسى صحيحة لغويـًـا وليس الأساس كما يحلو لكهنة اللغة العربية) هو الاحتكام إلى وقائع التاريخ ، حيث نقرأ أنّ بريطانيا (الاستعمارية) هى التى اختارتْ آل سعود ووقفتْ بجوارهم وساعدتهم فى الوصول للسلطة ، بل وباركتْ تضامنهم مع محمد بن عبد الوهاب (زعيم الحركة الوهابية) ونقرأ أنه فى سنة 1913، كان العثمانيون قد عجزوا عن وقف توسع الدولة السعودية ، حيث اشتبكتْ الامبراطورية العثمانية فى حرب مع إيطاليا ، بسبب النزاع حول ليبيا وباقى جزر البحر الأبيض المتوسط ، وقد أتاح هذا الصراع لابن سعود ضم الإحساء لمملكته. أما الشىء المُـهم – والذى يجب التوقف عنده – هو أنّ قوة آل سعود قد تضاعفتْ بشكل ملحوظ بعد المعاهده التى وقعها ابن سعود مع بريطانيا سنة 1914، وهى المعاهدة التى تعهـّـدتْ فيها بريطانيا لابن سعود على أنّ ((من حقه)) السيطرة على ((نجد والإحساء والقطيف والجبيل)) وأنّ تلك المناطق كلها تدخل ((ضمن مملكته)) ومما له دلالة فى هذا الشأن أنّ ابن سعود كان عليه أنْ (يرد الجميل) لبريطانيا ، فكان عليه أنْ ((يـُـساعد جيوش الحلفاء ويمدهم بالمجهود الحربى)) مع التعهد بأنه سوف يتجنـّـب القيام بأى عمل عسكرى ضد الشريف حسين (حاكم الحجاز، والموالى للبريطانيين) كما استمر الدعم البريطانى للشريف حسين فى أعقاب الحرب العالمية الأولى ، الأمر الذى دفع ابن سعود لتدبير خطته لغزو الحجاز. وكان البريطانيون قد نصـّـبوا أبناء الشريف حسين (فيصل وعبد الله) حكامًـا على العراق والأردن ، الواقعتيْن تحت الاحتلال البريطانى ، كما أنّ الشريف حسين أعلن نفسه (خليفة للمسلمين) سنة 1924، إضافة إلى لقبه السابق (ملك المسلمين) فهل سكت ابن سعود ؟ لا لم يستسلم أمام طموحات الشريف حسين ، ورأى أنّ الظروف تدفعه للتعجيل بغزو الحجاز. فجمع شيوخ الرياض وزعماء القبائل الواقعة تحت سيطرته ، لحضور الاجتماع معهم يوم 2 يونيو1924، وفى هذا الاجتماع قال لهم ((حان الوقت لوضع نهاية لحماقات ذلك الذى يـُـطلق على نفسه لقب شريف مكة. فلم يشهد تاريخ الإسلام رجلا بمثل هذا الفساد ، وفى نفس الوقت يطمع ويطمح فى إرتقاء " منصب الخلافة الجليلة ")) وبعد عدة شهور من هذا الاجتماع ، انطلقتْ قوات سعودية مكوّنة من ثلاثة آلاف (مقاتل) نحو الطائف ، واستولتْ عليها بعد قيامهم ((بمذبحة للحامية الهاشمية)) وعندما وصلتْ الأخبار إلى جدة ، قام تجار وشيوخ جدة ((مدفوعين بخوفهم على حياتهم بخلع الملك الشريف حسين)) ونصـّـبوا – بدلا منه – ابنه (عليا) ولكن لم يـُـتح له الوقت ليـُـمارس سلطته ، حيث احتلتْ القوات السعودية جدة والمدن التى لها قداسة عند المسلمين (مكة والمدينة) وكان ذلك فى سنة 1926. وفى نفس العام أعلن ابن سعود نفسه ملكــًـا على الحجاز. وبعد ست سنوات أعلن نفسه ملكــًـا على ((المملكة العربية السعودية)) فأين كان (الشعب) من هذا الصراع الذى دار بين أطرافه (بريطانيا الاستعمارية وآل سعود والحركة الوهابية والشريف حسين) ؟ هل كان له صوت ؟ هل كانت له إرادة ؟ ولماذا ترك (الشعب الحجازى) بريطانيا (الاستعمارية) أنْ تتعامل مع آل سعود ومع الشريف حسين كما لو كانوا مثل (قطع الشطرنج) ؟ وهل الشعوب العربية تختلف عن الذين حكموهم فى مسألة (الهوس الدينى) ذلك الهوس الذى أغلق العقول وخنق الضمائر، لدرجة أنْ يكون الانتماء الدينى (وهو انتماء شخصى) أهم وأسبق من الانتماء للوطن (وهو الانتماء الموضوعى الذى يجمع أبناء الوطن الواحد) ؟ وعلى سبيل المثال فبعد تعاون آل سعود مع الحركة الوهابية ، تلك الحركة التى ساعدتْ آل سعود فى الوصول للسلطة ، وقد تأكــّـد ذلك بعد الانتصارات فى (كل المعارك) التى اشترك فيها الوهابيون لصالح ابن سعود فى الفترة من 1914- 1927، حيث كانت الحركة الوهابية هى طريقهم وبوصلتهم وقضيتهم ، واعتبروا ابن سعود إمامهم . وأثناء غزو الحجاز جمع ابن سعود قادة الإخوان المسلمين والفقهاء وشيوخ القبائل ووجهاء المدن لحضور اجتماع فى الرياض يوم 5 يونيو1924، فى هذا الاجتماع أبلغهم ابن سعود أنّ الإخوان المسلمين أعربوا عن رغبتهم فى أداء فريضة الحج ، لكن الشريف حسين منعهم من أداء تلك الفريضة الدينية. وطلب ابن سعود (فتوى) من الفقهاء بشأن ((شرعية شن الحرب لإتاحة حق المؤمنين فى أداء فرائضهم الدينية ، فأيـّـد الفقهاء موقف ابن سعود)) وهكذا جاءتْ فتواهم لتأخذ (الثوب الشرعى) للإخوان المسلمين بشن الحرب ضد الشريف حسين ، وارتدى أربعة آلاف من رجال الإخوان ملابس الإحرام ، وحملوا أسلحتهم وهاجموا الطائف ، وقاموا بمذبحة لحاميتها ، ودمّـروا كل شىء رأوا أنه يتعارض مع مبادىء الوهابية. وهكذا سقطتْ مكة بعد الطائف تحت سيطرة الإخوان الوهابيين. فهل كان للشعب أى دور فى تلك الأحداث ؟ وهنا قد يصعب التأكد من رأى (الشعب) : هل هو سعيد بتواطؤ آل سعود مع الوهابيين ، أم غير سعيد ؟ وهل كانت لديه درجة من درجات (المُـعارضة) لهذا التواطؤ؟ وإذا افترضنا أنّ (الشعب) كان ضد هذا التواطؤ السعودى/ الوهابى، فلماذا كان الصمت والاستسلام للأمر الواقع ؟ ألا يؤكد ذلك أنّ الشعب مُــتطابق مع حكامه؟ وإذا كان الاستعمار هو الذى تسبـّـب فى ((الفتن والصراعات بين الدول العربية)) كما يقول العروبيون والإسلاميون والناصريون وأغلب الماركسيين المصريين ، فهل الاستعمار هو الذى روّج لآلية تكفير الآخر المختلف مع الوهابيين وكل غلاة التطرف الدينى ، وعلى سبيل المثال فإنّ المؤرخ (ابن غنام) سجـّـل مناظرة بين فقهاء نجد وفقهاء الحجاز، أثناء فترة حكم الشريف غالب (1788- 1813) حيث انتقد فقهاء مكة نظرائهم من نجد الذين أعلنوا أنّ ((المسلم غير الوهابى مشرك وكافر)) وانحصر تركيزهم على هذه القضية ، ولكنهم لم يواجهوا المذهب الوهابى ذاته. وقد حاول فقهاء مكة إقناعهم بأنّ ((قتال باقى المسلمين أمر غير شرعى)) ولكنهم أضافوا ((لكنه ينبغى قتال الحكام غير المسلمين)) وكان من رأيهم أنّ ((حاكم مكة إسلامى ويـُـطبـّـق شرع الله ، وبالتالى يجب الاعتراف بسلطته. فما دخل الاستعمار الأوروبى فى الترويج للغة التكفير؟ ولو افترضنا أنه هو (المحرّض) فهل أحضر (الاستعمار) تلك اللغة معه من بلاده الأوروبية ، أم أنّ تلك اللغة التكفيرية من صلب الدين الإسلامى ، ومجمل التراث العربى/ الإسلامى ؟ وإذا كان الحـُـكام العرب والفقهاء العرب ، مع تلك اللغة ، فهل (الشعوب العربية) غير (مؤمنة) بتلك اللغة ؟ وإذا كانت غير (مؤمنة) بلغة التكفير، فكيف خرجتْ الجماعات الإسلامية التى تعتمد فى قتلها للبشر المُـسالمين على تلك اللغة التكفيرية ؟ وإذا كان المروجون لمقولة (الفرق بين الشعب والحكام) وخاصة الذين هوّنوا من خطورة المذهب الوهابى ، وركــّـزوا على (الغزو الثقافى الأوروبى) فإننى أحيلهم إلى ما ذكره عبد الرحمن الجبرتى فى (عجائب الآثار فى التراجم والأخبار) حينما تآمر آل سعود مع الوهابيين للاستيلاء على مكة وطرد سكانها الأصليين . وكيف أنّ (أشراف) مكة لجأوا إلى مصر لحمايتهم من بطش الوهابيين فكتب الجبرتى ((حضرتْ جماعة من (أشراف) مكة و(علمائها) هروبًـا من الوهابيين . قصدهم السفر إلى إسلامبول ، ليُخبروا الدولة بقيام الوهابيين ويستنجدون بهم لينقذوهم منهم ويُبادروا لنصرتهم عليهم وراحوا يشكون ويحكون)) ثم جاءتْ جماعة أخرى من (أشراف) مكة ((حضر أولاد الشريف سرور شريف مكة هروبًـا من الوهابيين ليستنجدوا بالدولة)) وبعد ذلك ((حضرتْ مُـكاتبات من الديار الحجازية يُخبرون فيها عن الوهابيين ، أنهم حضروا إلى جهة الطائف ، فخرج إليهم شريف مكة الشريف غالب ، فحاربهم فهزموه ، فرجع إلى الطائف مرة أخرى وأحرق داره التى بها ، وخرج هاربًـا إلى مكة. فحضر الوهابيون إلى البلدة وكبيرهم (المضايفى) نسيب الشريف . وكان قد حصل بينه وبين الشريف وحشة. فذهب مع الوهابيين وطلب من مسعود الوهابى أنْ يؤمره على العسكر المُوجـّـه لمحاربة الشريف ففعل. فحاربوا الطائف وحاربهم أهلها ثلاثة أيام حتى غلبوا ، فأخذ الوهابيون البلدة واستولوا عليها عنوة وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال.. وهكذا دأبهم مع من يحاربهم)) ثم ((حضر الشريف عبد الهل بن سرور وفى صحبته بعض أقاربه من (شرفاء) مكة وأتباعهم نحو ستين نفرًا وأخبروهم أنهم خرجوا من مكة مع الحـُـجـّـاج . وأنّ عبد العزير آل سعود الوهابى دخل إلى مكة من غير حرب . وولى الشريف عبد المعين أميرًا على مكة والشيخ عقيل قاضيًـا . وأنه هدم قبة زمزم والقباب حول الكعبة والأبنية التى أعلى من الكعبة ، وذلك بعد أنْ عقد مجلسـًـا بالحرم وباحثهم على ما الناس عليه من البدع والمحرمات المُخالفة للكتاب والسنة)) (ج 6- الطبعة الأولى- عام 1966- طبعة لجنة البيان العربى – من ص26- 69وما بعدها)) والملاحظ على هذه الفقرة التى كتبها الجبرتى ، كثرة استخدامه لكلمة (شريف) وكلمة (أشراف) ولم يذكر- ولو مرة واحدة - كلمة (الشعب) ولذلك يكون السؤال الذى تتغافل عنه الثقافة السائدة ، لماذا اختفى دور (الشعب) من كل تلك الأحداث ؟ ولماذا كان هروب (الأشراف) وحدهم من بطش الوهابيين ، ولم يهرب أحد من أفراد الشعب ؟ وأليس هذا المشهد هو ما تكرّر- بعد عشرات السنين – عندما غزا جيش صدام حسين دولة الكويت ليحتلها ويُـعلن أنها المحافظة رقم 19 العراقية ؟ فهل تدخل الشعب العراقى ليمنع تلك الكارثة ؟ وماذا فعل (الشعب الكويتى) ؟ ألم يهرب كل من تمكــّـن من الهروب ، وخاصة الأمراء والأثرياء ؟ وأغلبهم اختاروا مصر- بالذات – لحمايتهم من بطش العراقيين ؟ ثـمّ جاء المشهد التالى : مشهد طرد العراقيين من الكويت ، فمن الذى ساعد النظام الكويتى فى خروج الجيش العراقى من الكويت ؟ إنه حلف شمال الأتلنتى بقيادة (زعيمة الامبريالية) أى الولايات المتحدة الأمريكية ، والسؤال إذا كان (الاستعمار الأوروبى) سبب كل مصائب العرب كما يقول المُــتعلمون المصريون ، فلماذا لم يلجأ النظام الكويتى للعرب لتحرير أرضه من النظام (العراقى العربى) ؟ وإذا كان (الاستعمار) هو سبب المصائب العربية ، فكيف يكون تفسير ما قاله وزير الخارجية القطرية الشيخ حمد بن جاسم ، الذى قال أنّ ((على الدول العربية أنْ لا تخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولا تخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام 12يناير2004 – ص 8) وقال سيف الإسلام القذافى نجل العقيد القذافى إنّ ((بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطار صفقة تاريخية مع تونى بلير (رئيس وزراء بريطانيا آنذاك) ولم يـُمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا (إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثـمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا) وأضاف أنه ((لعب دورًا مُـهمًـا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا ، وأقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية)) (نقلا عن الراحل الجليل أ. سلامة أحمد سلامة- أهرام 12 يناير2004- ص 10) فى هذيْن النموذجيْن (القطرى والليبى) أين موقع وموقف (الشعب) القطرى وموقع وموقف (الشعب) الليبى ؟ وهل الصمت التام عن أفعال الحـُـكام القطريين والليبيين ، له أى معنى أو أى مغزى غير التطابق مع الحـُـكام ؟ وإذا كان (الشعب) فى هاتيْن الدولتيْن غير مُــتطابق ، فإنّ الكارثة فى الصمت التام وكأنّ الأمر لا يعنى (الشعب) أو كأنّ ما يحدث ليس فى قطر أو ليبيا وإنما فى بلاد أخرى . وعندما يذهب (الشعب) السعودى كل يوم جمعة إلى ساحة (الإعدام) وقطع الأيدى ، فهل يختلف موقفهم (العقيدى) عن موقف حـُـكامهم ؟ وما سر (البهجة) التى تظهر على وجوه السعوديين وهم يـُـشاهدون تلك المشاهد البشعة ، (خاصة مشاهد الجلد) وأغلب تلك المشاهد تقع على بشر أبرياء (أغلبهم) غير سعوديين ، وتكون التـُـهم (مُــلفقــّـة) كما ورد فى تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية. فهل (الشعب) السعودى من جنسية أخرى غير جنسية حـُـكامه ؟ ونفس السؤال ينطبق على باقى (شعوب) المنطقة العربية ، وهى الشعوب التى قبلتْ ظلم حـُـكامهم وبطشهم واعتقال الشرفاء ، وتبديد الثروات فى حروب بلهاء (الحرب العراقية/ الإيرانية- نموذجـًـا) والتى استمرّت 8 سنين ، وكان المُـستفيد هو (الاستعمار) من خلال شركات السلاح الأمريكية والأوروبية التى كانت تبيع السلاح للنظام العراقى وللنظام الإيرانى . كما أنّ أحدًا من مروجى أكذوبة الفرق بين (الشعوب العربية) و(الأنظمة العربية) لم يتوقف أمام حقيقة (تكديس الأسلحة الأمريكية والأوروبية) والتى تشتريها الأنظمة العربية ، بشرط ((عدم استخدامها ضد إسرائيل)) فتكون النتيجة استخدامها ضد العرب ، أى دخول الأنظمة العربية فى حروب ضد أنظمة عربية مثلها ، فأين (الشعوب العربية) من ذلك المشهد الكابوسى/ الكافكاوى/ العبثى/ المأساوى ؟ وإذا كانت الشعوب العربية تختلف عن الذين يحكمون تلك الشعوب ، فلماذا كان (إيمان) تلك الشعوب ب (عبادة) الحاكم الفرد ، مُـطلق الصلاحية ، الذى يمتلك آلية (كــُـنْ فيكون) وحتى الهبات الشعبية ، المُـسماة (ثورات) فإنها غالبـًـا تكون من أجل أسباب اقتصادية/ معيشية (وهذا لا غبار عليه) ولكن هل حدث ولو مرة واحدة (انتفاضة) ضد ثقافة النظام السائدة وضد خطابه الإعلامى المُـروّج للأصولية الدينية ، ومعاداة الشعوب الأوروبية ، والترويج لأكذوبة (القومية العربية) وتوأمتها (الوحدة العربية) رغم كل المصائب التى حلــّـتْ على شعوب المنطقة بسبب هاتيْن الأكذوبتيْن ؟ فى ضوء ما سبق – ولدىّ الكثير من الأدلة الأخرى – يذهب ظنى أنه لا فرق بين الشعوب العربية وأنظمة الحكم العربية ، مع وجود بعض الاستثناءات ، التى لا يجوز القياس عليها أو التوسع فيها ، كما هى القاعدة فى التشريعات القانونية. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يتنفس أغلب المتعلمين المصريين بالعبرى ؟
-
هوّ النظام مع المعتدلين ولاّ مع المتطرفين ؟
-
التناقض فى كتاب (موسى والتوحيد) لفرويد
-
الرد الثانى على السيد (ملحد)
-
لماذا تأخر الاعتراف بجرائم حزب الله ؟
-
هل سلاح الأحذية هو الحل ؟
-
رد على السيد (ملحد)
-
هل مراجعات الأصوليين حقيقة أم خدعة ؟
-
هل شباب الإخوان المسلمين غير شيوخهم ؟
-
عبد الناصر وتبديد موارد مصر
-
لماذا العداء للغتنا المصرية ؟
-
موجز لتاريخ الطغاة
-
النقاب على عقول المتعلمين المصريين
-
لماذا مرض عبادة البطل ؟
-
العلاقة الملتبسة بين الرب العبرى والأنبياء والإنسان
-
لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى ؟
-
تابع المزامير العبرية
-
التوجه الأيديولوجى فى المزامير العبرية
-
من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟
-
كيف اخترقت الأصولية التعليم الجامعى
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|