أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية














المزيد.....


رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 17:24
المحور: الادب والفن
    


بعد ان خاضت غمار عوالم القصة القصيرة ، والتي هي بنية تحاول رسم موقف معين تجاه حدث معين بخطاب مكثف معتمدا الترتيب الزمني، واجادت في ادارة القصة القصيرة .. تحولت الكاتبة رغد السهيل الى عوالم الرواية ، فانتجت رواية (احببت حمارا) ، المبنية على اسس السخرية الاحتجاجية ، حيث اختارت فكرة من الغرابة بمكان ، وبعدما اختمرت الفكرة ونضجت ، سارعت الكاتبة للاعلان عنها ، حيث تقول السهيل : (اما حمار المرحوم زكي فقد اختفى ، لم يره احد بعد مقتل صاحبه ، لكنني رأيته اكثر من مرة، واحببته بصدق، نعم احببت حمارا، واستغرقت وقتا حتى اعترف بهذا الحب لنفسي، بعدما وجدتني افكر فيه ليلا ونهارا، هل ثمة امر فيه منطق لتصنف انت الاشياء بمنطق خارج المنطق ؟ هل حقا انا هنا)، ليكون هذا الحب الغريب موضوع الرواية، التي تدور في فلكه الاحداث المقطعة كمشاهد تبدو في اول وهلة مفككة تستجدي التوافق والتلائم، ولكن حينما نتوغل في القراءة ، نجدها قد توافقت في تحصيل معنى ما داخل اروقة العالم الروائي المبني على صراع احداث غرائبية كما اسلفنا .. (وكتعبير عن الواقع العربي المتشظي والذي انقلبت فيه القيم، وتحطمت فيه الأحلام، وانفصلت عرى العلاقات الإنسانية، وكثرت فيه المآسي والانكسارات، ففقدنا كل معاني الإحساس ولم يعد القتل والتنكيل بالأفراد والجماعات والدول يحرك مشاعرنا... كتعبير عن هذا الواقع المسخ التجأ بعض كتاب الرواية المعاصرة إلى الغرائبية والعجائبية عساها تكون قادرة عن تقديم صورة على مسخ واقعنا العربي..)، (ولعل هذا الاهتمام بالبعد غير المألوف وجعل مقصدية الفن وغايته مقترنة بها هي التي سوغت فيما بعد تصاعد الاحساس بجوهر الفن القائم على الغرابة، وجعل مخالفة المألوف والانزياح عنه معيارا اوحد للشعرية. ونبه شكلوفسكي بوضوح الى ان الموضوع خارج دائرة الفن، وهو لايدخلها الا عبر تغريبه ، وجعله شكلا لانظير له في الواقع، وبدا واضحا ان عملية الادراك الفني هي عملية غير عقلية تماما ، ولابد من الاحساس بمتعتها، وجعلها تنطوي على غاية جمالية، وان ذلك يتم بطرائق وتقنيات لابد من تعريتها والتعبير بها، فالتغريب يغيّر من استجابتنا للعالم)"كتاب المفكرة النقديةص123" والظاهر ان الكاتبة رغد السهيل ، قد مزجت الفنتازيا مع مفهومي "العجائبي والغرائبي باعتبار ان الفانتازيا هي ضرب من الخيال الجامح المتحرر من قيود النطق لتصبح مستحيل التحقق في الواقع، فتثير مخيلة المتلقي بأحداث ما ورائية، لتكون معه علاقة داخل المتن الحكائي كما يطلق مصطلح الواقعية على الفانتازيا التي تجسدت في المزاوجة بين اللغة الشعرية والشعبية في أعمال " روليفو " الروائية , كما يذهب المصطلح في حدوده، ليتجاوز الحد المعرفي حين نمزج بين الواقع والخيال لرؤيتنا التقليدية . جاء في رواية (احببت حمارا) : (اقبل الغول يوما على بغداد، كانت له ثمان عيون، اربع منها في وجهه، واربع اخرى خلف رأسه، واذا نام واستغرق في الحلم فتح عينين، واحدة من الامام واخرى من الخلف، كان يسير في نومه احيانا ويمارس هوايته المفضلة في التهام آذان الرجال، فالتهم كثيرا منها، حتى نبتت له آذان كثيرة توزعت على جسده ، من يومها صار الذكور يولدون اما بآذان قصيرة جدا او بآذان صمعاء اي ملتصقة برؤوسهم او من البلاستيك، لانه قام بالتهام آذان الاجنة ايضا)، ولاننا عشنا نحن الان التغير اي سقوط الدكتاتورية الصدامية ، وعشنا عصر الدكتاتورية .. فاذن اشارات الكاتبة رغد السهيل الغرائبية نلتقطها على انها احتجاجات تحاول التخفي بلباس الغرائبية التي نهجتها الكاتبة في بنائها الروائي هذا ... وهنا تحتاج رواية (احببت حمارا) لاكثر من قراءة، ( فالقارئ الذي يتوقف عند مرحلة " فهم المعاني اللفظية " أي العلامات اللغوية داخل أنساق يحكمها قانون التوحد بين طرفي العلامة ، ليس هو القارئ الذي يتحدث عنه أصحاب نظرية التلقي ، لأن هذا القارئ لن يكون قادرا على " ملء فراغات النص " ، و قيام القارئ بملء فراغات النص هو جوهر التلقي )7 فما المقصود بالفراغ أو الفجوة ؟ و هل المعنى موجود سلفا في النص كما قصده المؤلف ؟ أم يعكس انطباع القارئ ؟).. لهذا فـ(إنّ القارئ إذن محاصر بسؤال أنطولوجي متعلّق بوجود النّص، وسؤال إبستمولوجي متعلّق بمنهجية القراءة، والحقّ أنّ أيّ قراءة عليها أن تواجه النّص من خلال وجوده كمنجز لا من خلال وجوده كاحتمال وإمكان، حتّى لا تسقط في التّعميم أو الانتقاء أو التجزئ.)، وبالتالي محاولة كشف الاقنعة اولا ومحاولة مشاركة الروائي للمعاني التي حملتها تلك الرواية ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة ندى عسكر ، سر الخلود يغويها بالبحث
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد ...
- الفنانة رؤيا رؤوف : امرأة ملطخة بالوان الالم
- الكاتب كاظم الحصيني : لازال صراعه مستمرا /رواية (الدوران في ...
- فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العز ...
- فاضل الغزي : يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية ال ...
- الشاعرة هناء شوقي : الفجيعة والعهد جسر من كلام
- الشاعرة هدى بن صالح ( تونس)، عاشت صراع الشخصية بقواها الثلاث
- الشاعر نمر سعدي : فوضوي جميل ، يعيش بين أمكنة المرئي واللامر ...
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان !
- الشاعرة نعيمة زايد : مشروع شعري ممتد عبر فسح الحياة
- نص (تاريخ الماء والنساء)، بين التجربة والتمرد ..
- الشاعرة نبال خليل بين التصريح والتلميح
- الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق
- كسر لحظات التوقع في لوحة التوحد والتطابق ، ديوان (الحياة في ...
- جرأة الطروحات في كتاب ( اجندة نسوية) الدكتورة الناقدة عالية ...
- فاديا صياد ، ورومانسية الالفية الثالثة الذائبة في مسامات الح ...
- الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء
- سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)
- (سبع محطات خارج الورق؟) ، نص علّمت خلجاته الشاعرة رشيدة الشا ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية