أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء الفزاع - موعد في عمان: البوريني والحلبي والزرقاوي














المزيد.....

موعد في عمان: البوريني والحلبي والزرقاوي


علاء الفزاع

الحوار المتمدن-العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20 - 07:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الزمان: الساعة الثامنة وخمسون دقيقة من اليوم التاسع من الشهر الحادي عشر من السنة الخامسة في القرن الأمريكي.
التقى رأفت البوريني ومصطفى العقاد(الحلبي) ومندوب الزرقاوي. موعد رتب له أحد الأطراف دون علم البقية، ودون إعلامهم بتفاصيل الاجتماع، ويبدو أن الاجتماع -القصير جدا- تم دون أن يتمكن أي من الحضور من ملاحظة ملامح الآخرين، ويبدو أن مندوب الزرقاوي لم يتمكن حتى من ملاحظة الغرة الجميلة في وجه رأفت.
رأفت البوريني يساري متحمس، تخرج حديثا جدا من الجامعة، وكان في بدايات عمله في فندق (حياة) عمان. ناضل من أجل فلسطين، ومن أجل الأردن، ومن أجل العراق، وكان دائما يردد معنا-كل رفاقه- الشعار الذي سرى مثل النار في الهشيم في كل المسيرات التي شاركنا فيها:أمريكا أصل الإرهاب. في نقاشاته معنا كنا دائما نرى أن التفجيرات ضد المدنيين أينما كانت-باستثناء فلسطين- لا تخدم إلا أمريكا. ببساطته الساحرة كان يكرر أن هذه التيارات المتشددة تعيق أية مقاومة حقيقية لأمريكا. لست أذكر كلماته بالضبط، ولكنها كانت تحمل هذا المعنى. في عمله في ذلك الفندق أتيح له أن يرى على المكشوف التناقضات الطبقية بين علية القوم من رواده ، والعاملين "الكحيانين" فيه. جائني ذات مرة -قبل أيام من استشهاده- منتشيا باكتشاف طعم مشروب كنت قد حكيت له عنه."شفت شو فايدة الشغل في هيك فنادق؟" قالها كي يغيظني لأنني لم أكن قد جربت ذلك المشروب. وأذكر ذات مرة أنني داعبته بقولي أنني أخشى منه لأنه (زرقاوي) حيث أنه يسكن في نفس المدينة التي خرج منها السيد أبو مصعب.
مصطفى العقاد‘ إبن حلب، صاحب (الرسالة) و(عمر المختار) وروائع أخرى، كان في الموعد كذلك. واضح جدا أن رؤيته للسيرة النبوية تختلف تماما عن السيد الحمراوي، أقصد الزرقاوي، فهو تناولها من جانب إنساني بعيد قدر المستطاع عن التبجيليات التي يفضلها أبو مصعب. وواضح جدا أنه يمتلك فهما لدينه يختلف جذريا عن المسلمات الإسمنتية التي بناها أمثال الزرقاوي. وهو ولا شك يرى أن معركته الحقيقية مع أسباب الضعف في مجتمعاتنا، ومن بينها عجزنا الفكري وجمودنا وسلبيتنا. ولا شك أنه كان يرى أن خير وسيلة لمجابهة أمريكا هي في تقوية مجتمعاتنا. شاءت الصدف كذلك أن يستقبل ابنته في (حياة) عمان في الموعد الذي اختاره الزرقاوي لإرسال مندوبه.
الزرقاوي -ممثلا بمندوبه السامي- لم يتأخر عن الموعد. إنه لا يحب أن يجعل أحدا ينتظره، ولهذا فهو لا يعلن مسبقا عن موعد الاجتماعات. يعلن ليل نهار أنه يريد أن يهزم أمريكا. وهو بعيد النظر إلى درجة لا نتمكن -نحن محدودي التفكير- من فهم الأسباب الحقيقية وراء اختيار أهدافه، ولهذا لا نستطيع أن نفهم اختياره للمساجد والمزارات في العراق، ومتوقع منا كذلك ألا نفهم لماذا اختار موعدا في (ممات) عمان.، ومتوقع منا أن نكون قاصرين حتى عن فهم أنه سيحارب أمريكا حتى آخر قطرة دم عربية، حتى ولو سالت كل تلك الدماء بأحزمته الناسفة.
بدأ الاجتماع عاصفا، وانتهى بسرعة البرق، مدويا، دمويا. رغم قصر الاجتماع كانت تفاصيله دقيقة جدا ونتائجه مصيرية. لم يتمكن أي طرف من الكلام، ومع ذلك خرجت آلاف الكلمات. كانت لحظة التقاء ثلاثة طرق في التفكير. في تلك اللحظة فرض المندوب أجندته على جدول الاجتماع، وكانت الغلبة اللحظية لصاحب الحزام الذي لا أعرف لونه. ولكن ما كان العقاد سيقوله لا زال يقال، وما كان رأفت سيقوله لا زال يقال، وكذلك لا زال لدى الزرقاوي ما (يقوله). وبعد عدة سنوات من الآن سيكون رأفت لا زال حيا يقاوم الهيمنة الأمريكية عن طريق حشد الناس وتوعيتهم، وسيكون العقاد لا يزال يكشف الأستار عن المستور، وربما سيكون الزرقاوي لا يزال يحارب أمريكا بدمائنا، ويقوي أقدامها على أرضنا، ولكن من عاهدوا رأفت عند قبره لن ينكثوا: مسيرة التقدم مستمرة، والنضال بين الناس ولأجلهم هو سبيلنا لإخراج كل المحتلين من كل أراضينا، ولهزيمة القوى السوداء الزرقاوية اللادنية.



#علاء_الفزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى مجموعة,,,وكل مجموعة
- الثورة الماركسية القادمة
- مش كاين هيك تكون 3/3
- مش كاين هيك تكون 2/3
- مش كاين هيك تكون 1/3
- القاعدة والاستثناء: ابن لادن والغوييم
- بروميثيوس خلف هويمل
- موسيقى الجنازير
- نشيد وتحدي
- تفاؤم
- أرض الآلام
- ما بعد الحداثة: مقاربة سوسيولوجية
- الفقسة
- دور الأحزاب في تعطيل الديموقراطية


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء الفزاع - موعد في عمان: البوريني والحلبي والزرقاوي