|
إقترب الحسم في سوريا
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 23:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للإيمان علامات وهي التقرب إلى الله ظاهرا وخفية ، وللفجر علامات وهي بزوغ الشمس ، ولليل علامات وهي مغيب الشمس وحلول الظلام ، وللذل علامات وهي السكوت عن الحقوق والتحالف مع الأعداء ، وكذلك فإن للتغيير علامات أيضا ، وأقصد تغيير الوضع في سوريا وحسمه . هناك أربع علامات صارخة لإقتراب الحسم في سوريا ، والإنتقال إلى مرحلة جديدة ثانية وفق المخطط المدروس ، التي تسير عليه الأحداث منذ إختطاف الحراكات العربية ، وتحويلها إلى إستدمارات مرعبة ، دمرت العديد من الدول التي حلت بها وهي :ليبيا وسوريا واليمن إضافة إلى تونس التي تشهد أحداثا أقل مستوى من التدمير وكذلك مصر . أولى علامات هذا الحسم ، هي قمة الملك عبد الله الثاني بن الحسين مع الرئيس الأمريكي أوباما في واشنطن في 24 شباط الماضي ، إذ أن الملك عبد الله الثاني عاد إلى الولايات المتحدة مرة أخرى من أجل عقد هذا اللقاء ، علما أنه كان فيها يوم 15 من شهر شباط الماضي وشارك في مؤتمر بكاليفورنيا ، وتحدث الرئيس أوباما مطولا مع ضيفه الملك . العلامة الثانية للحسم في سوريا ، هي إكتشاف خلية إربد الإرهابية فور عودة الملك عبد الله الثاني من أمريكا ، وهنا لا بد من العودة إلى العلامة الأولى وهي القمة الأردنية – الأمريكية ، التي أحدثت تحولا في الموقف الرسمي الأردني وتحديدا بالنسبة لصانع القرار ، الذي كان يرفض فتح الحدود الأردنية لقوات التحالف لإجتياح الأراضي السورية . وجاءت خلية إربد الإرهابية لتعمل على إحداث التحول في الموقف الشعبي الأردني من هذا التدخل ، تماما كما حدث إنعكاس لحرق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة على يد الخوارج الجدد ، خريجي كهف جبل الكرمل فرع الإستخبارات العسكرية السرية الإسرائيلية "ISIS" داعش ، ورأينا سرادق العزاء الذي أقيم للشهيد راشد حسين الزيود في الزرقاء ، وإختلاط الرسمي بالشعبي وطغيان الشعبي على الرسمي إيجابيا وبالعكس ، وقد توحد الشعب الأردني برمته خلف الملك عبد الله الثاني ، بمعنى أن الموقفين الرسمي كصانع قرار بطبيعة الحال ، والشعبي وحدا الموقف ولسان الحال قال : إنها حربنا ، وقد تحقق ذلك في إنعطافين هما حرق الشهيد الطيار معاذ ومقتل الشهيد راشد الزيود . هذا ما يمكن الحديث عنه في ما يخص مسرح الحدث وبوابته الحقيقية الأردن ، الذي صمد صانع القرار فيه طويلا ورفض الضغود الأمريكية والخليجية ، رغم إنعكاسات ذلك عليه ، خاصة وأن العربية السعودية إتخذت موقفا سلبيا من الأردن ، إنعكس ذلك على المساعدات المالية التي كان يحصل عليها من السعودية. هناك علامات اخرى وقعت في الخارج ، لكنها ليست بعيدة عن القضية التي نتحدث عنها وهي الحسم العسكري في سوريا ، وأولها مناورات التحالف الإسلامي ضد الإرهاب الذي بنته السعودية ردا على برود الموقف الأمريكي منها ، ورسالة لإيران " رعد الشمال " في منطقة حفر الباطن ، وإثبات جهوزية هذا التحالف الذي ضم جيوشا عربية وإسلامية من ضمنها قوات من الجيش العربي في الأردن . ومن العلامات الفارقة التي نتحدث عنها ، والتي كشفت الغطاء أو قربت اللحظة ، هي إنسحاب القوات الروسية المتواجدة في سوريا ، بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وقد أشعل هذا الحدث الذي صعق الغالبية التكهنات ، وقيل ما قيل إن صدق وإن كذبا ، ومن ضمن ما قيل أن هناك إتفاقا أبرم بين موسكو وواشطن ، وكذلك أن هناك خلافات بين موسكو وبشار "..."، وهناك من قال أن تنسيقا بين طهران وموسكو قد تم ، وأهم ما قيل أن رئيس مكتب الأمن الوطني في النظام السوري علي مملوك ، أبلغ الأردن الرسمي في زيارته السرية للأردن في شهر كانون الثاني الماضي عن نية موسكو سحب قواتها من سوريا . أهم ما يمكن أن يقال عن الإنسحاب الروسي من سوريا ، أن أمر الإنسحاب البوتيني جاء بالتوازي مع إنعقاد مؤتمر جنيف ، الذي سمعنا في يومه الأول تصريحات متعارضة من المعارضة ، التي قالت أنها حضرت للمؤتمر ولن تعود ، وأنها تقبل بالجلوس مع وفد النظام ، لكنها لا تقبل بوجود بشار "..." في المرحلة الإنتقالية ، في حين أن وزير خارجية النظام وليد المعلم صرح بثبات أن بشار خط أحمر . هذه العلامات الساطعة إضافة إلى ما يجري على أرض الواقع ، وما يقال أن هدير الدبابات وصل إلى الأردن من حدوده الجنوبية ، وما تشهده السماء الأردنية من طلعات جوية ليلا نهارا ، وطبيعة الوفود التي زارت الأردن منذ مناورات رعد الشمال حتى يومنا هذا ، ويقيني أننا في الربع ساعة الأخير قبل التدخل في سوريا وحسم الأمور ، وأغلب الظن ان ذلك سيتم بعد زيارة وزير خارجية أمريكا جون كيري المقبلة إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي بوتين ، وسنشهد بعد الحسم قيام كيان علوي تحت الهيمنة الروسية ، كل ذلك بعد التخلص من بشار ".." وتبقى العيون مفتوحة على تركيا ، إستكمالا للمخطط المرسوم للمنطقة ، ومن ثم سنرى تحولا ما في الخليج العربي..
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنسحاب الروسي من سوريا ..تحقق الهدف
-
حارث الضاري
-
خراسان ...الطريق إلى إيران))) إصدار الباحث العزّوني الجديد
-
إقترب الترانسفير الفلسطيني
-
سفير الهند لدى الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي حول آفاق ا
...
-
تركيا إلى أين؟
-
خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
-
تجليات في سرادق الشهيد الزيود
-
سوريا على مذبح التقسم
-
الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
-
الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
-
سيناريوهات التدخل البري في سوريا
-
وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
-
زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
-
إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
-
المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
-
مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
-
أمريكا ..السعودية ..إيران
-
مضايا ..الموت المفاجيء
-
إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
المزيد.....
-
قوات الأمن المصري تقضي على 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نا
...
-
قصف إسرائيلي مكثف على جباليا شمالي غزة، والجيش الإسرائيلي يق
...
-
-لا حرج-.. داعية سعودي يفتي في حكم الجزء اليسير من الكحول شر
...
-
حزب الله يعلن عن استهدافات جديدة للقوات الإسرائيلية
-
-سي إن إن-: ارتفاع عدد قتلى إعصار -هيلين- في الولايات المتحد
...
-
رغم اغتيال قادته.. حزب الله يتحدى إسرائيل
-
مشاهد مؤلمة لنزوح كبير من بعض مناطق بيروت وسط غارات إسرائيل
...
-
-كلنا حماس-.. مسيرات تجوب كيب تاون في ذكرى سنوية -طوفان الأق
...
-
الجزائر.. تبون يأمر بفتح تحقيق دقيق لكشف ملابسات التضاربات ع
...
-
في عام طوفان الأقصى.. ربع الإسرائيليين يفكرون في الهجرة
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|