أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - الغضب العربي من عقيدة اوباما ...















المزيد.....


الغضب العربي من عقيدة اوباما ...


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغضب العربي من عقيدة اوباما ..

في انفعال غاضب قال محمد بن زايد ولي عهد الأمارات ، «الذي كان ناقماً أصلا ضد أوباما لتخليه عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. الشيخ محمد بن زايد كان يقول إمام زواره إن أمريكا يقودها رئيس «غير جدير بالثقة».
وهذا كان رد فعل لتراجع اوباما عن توجيه ضربه إلى سوريا .

أما عاهل الأردن الملك عبدا لله الثاني، فأعرب في حديثه في مجلس خاص عن استغرابه حول «رغبة أوباما غير المنطقية في إبعاد الولايات المتحدة عن حلفائها السنة التقليديين وخلق تحالف جديد مع إيران، الراعي الشيعي للأسد». ومما قاله العاهل الأردني أنه «يؤمن بالقوة الأمريكية أكثر من أوباما».

وزير الخارجية السعودي عبدا لله الجبير يقول لرؤسائه في الرياض «إيران هي القوة العظمى الجديدة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة هي القديمة " .

الأمير تركي الفيصل في مقال بصحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان: "لا.. يا سيد أوباما"، رداً على قصة "عقيدة أوباما
" الذي نشرته المجلة الأمريكية، إن السعودية ليست الدولة التي تمتطي ظهور الآخرين لتبلغ مقاصدها، وإنها شاركت معلوماتها التي منعت عن أمريكا هجمات قاتلة.

وأضاف: "السعودية هي من كانت المبادرة في تكوين التحالف الذي يقاتل "داعش" ويدرب ويدعم السوريين الأحرار
الذين يقاتلون الإرهابي الأكبر بشار الأسد والإرهابيين الآخرين، وهي من تحارب العقائد المتطرفة التي تسعى لخطف
الدين الإسلامي على كل الجبهات، وهي الممول الوحيد لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة".

وتابع: "السعودية هي من تساهم في دعم أمريكا بشراء سندات حكومية أمريكية منخفضة الفوائد، وتبتعث آلاف الطلبة للولايات المتحدة وبتكلفة عالية، كما أنها (السعودية) هي من تستضيف أكثر من 30 ألف مواطن أمريكي، وبأجور مرتفعة".

أما جمال خاشقجي فلقد صرح "أسوأ ما في ’عقيدة أوباما‘ ليست آرائه السلبية نحو المملكة فقط بل قبوله بفكرة تقاسم النفوذ بينها وإيران كحل فهذه قراءة كارثية للربيع العربي ."

ويقول "نعم هناك ود مفقود بين المملكة وأوباما ولكن على ذلك تبكي النساء، المهم إن نعمل بجد ألا تتحول ’عقيدته‘ لسياسة أمريكية ينتهجها من يليه ."

الحقيقة إن اوباما يقول بشكل بسيط وحازم إن على الإدارة الأمريكية إلا تفعل " أشياء غبية " والرسالة التي يحاول إن يلقياها في خطاباته , وكان في جميع المقابلات واضحًا :- أنه لن ينتهي مثل الرئيس بوش الثاني، الرئيس الذي أصبح إفراطه مأساويًّا في الشرق الأوسط، والذي ملأ ردهات مستشفى والتر ريد العسكري بالجنود الجرحى، الرئيس الذي لم يتمكن من إنقاذ سمعته ، حتى عندما عمل على تعديل سياساته في فترة ولايته الثانية. إن أوباما يقول سرا أن المهمة الأولى للرئيس الأمريكي في الساحة الدولية بعد بوش هي “لا تقم بأشياء غبية”.

في تظاهرة في شيكاغو ضد الحرب. كان خطابًا غير عادي لمسيرة مناهضة الحرب. تحدث أوبانا، الذي كان آنذاك عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي، ضد موضوع محدد وكان ، في ذلك الوقت، لا يزال نظريا هو موضوع الحرب . وقال “أنا غير مضلل عن حقيقة صدام حسين .. إنه رجل وحشي .. رجل لا يرحم … لكنني أعرف أيضا أن صدام لا يشكل تهديدا وشيكا ومباشرا للولايات المتحدة أو لجيرانه .. أعرف أن غزو العراق من دون منطق واضح وبدون دعم دولي قوي سيؤدي إلى تأجيج النيران من منطقة الشرق الأوسط، وتشجيعًا للأسوأ وليس الأفضل .

ولكن كيف يفهم الحلفاء والأصدقاء عقيدة اوباما , وهو يحاول الابتعاد عن مناطق الصراع التقليدية ويغسل يديه تقريبا من منطقة صراع كبرى وهى الشرق الأوسط , وهذه المنطقة في فترة ما وجد الأمريكيون أنفسهم مندفعين للحصول على كل مكاسب الشرق الأوسط , ويروي ( هارولد ايكس ) في مذكراته انه وكبار مستشاري روزفلت كانوا يجلسون في البيت الأبيض ساعات يناقشون عالم ما يعد الحرب العالمية الثانية , ومضى يقول " كنا نضع البوصلة على إي موقع فوق مائدة الاجتماع , وحيثما وضعناها فان أبرتها كانت تقفز تلقائيا إلى ناحية الشرق الأوسط .

يكتب هارولد ايكس إلى روزفلت " إن الشرق الأوسط مجرة كونية هائلة من حقول البترول لا يعرف احد لها نظيرا في الدنيا " ... وان " السعودية هي بمثابة الشمس في هذه المجرة , فهي اكبر بترول في الشرق الأوسط , والظروف فيها ألان مناسبة , وملكها ابن سعود يريد شيئين فقط : مالا يصرف منه , وضمانا يكفل استمرار العرش في أسرته , ويجب إن تكون الولايات هي التي تمنحه المطلبين .

كيف يفهم هؤلاء الأصدقاء والحلفاء ذلك , وهم الذين بنوا قوتهم على الوجود الأمريكي القوي , والذي يوفرون له كل شي من مصادر الطاقة مقابل إن يكون شرطي للخليج والعالم , وكيف يكون الوضع , إذا فكر هذا الشرطي بالاستقالة أو التقاعد , أو قال انه غير معني بهذه الحروب الصغيرة والتي تجري بالمنطقة .

اعتقد انه إحباط ما بعده إحباط , حين يجد الحلفاء والأصدقاء مكشوفين لا حماية لهم , ساعتها سوف يبحثون لأنفسهم عن حماية , ربما هذا الذي نراه في المنطقة من تخبط , وفوضى وحروب صغيرة في العراق وسوريا واليمن وليبيا , إن تدخل دول صغار , كنت نعتقد أنها صغار لفترة طويلة في تحديد صراعات مهمة في الشرق الأوسط , دليل على التخبط الواضح في الشرق الأوسط , إن تدخل دول مثل قطر والإمارات او دولة كبيرة مثل السعودية , وهي لفترة طويلة كانت تبتعد عن السياسة مؤشر , أنها تحاول إن تجد لها دور في اللعبة , وان يكون لها دور في تشكيل شكل الدول في الفترة القادمة , وتحاول بما تملك من مال , إن تمسك بزمام المبادرة والقيادة .

بعد أحداث سبتمبر 2001, كان تدخل أمريكا بشكل هستيري وأسقطت حكومات في أفغانستان والعراق , وتدخلها هذا خلق مشاكل لا حصر لها , وان العصري الذهبي للقاعدة وبعدها وليدتها داعش , ما كان يكون لولا التدخل الأمريكي , يشعر المراقب للسياسات الأمريكية , أنها تدخلت وتركت المنطقة فوضى ثم انسحبت , ويتساءل المراقب من يتحمل هذه الكوارث والتي أصابت المنطقة , المراقب السياسي دائما يضع عينه على أمريكا أنها الحل لكل هذه المشاكل , إيران برزت وبسبب التدخل الأمريكي , قوة اقتصادية وعسكرية في المنطقة بحيث أصبحت في كل مكان , وهذا لا يرضى الحلفاء العرب , وهم ليس عرب فقط يقفون أمام كيان فارسي يتشكل , ولكنهم في نفس الوقت سنة يختلفون طائفيا عن هذا المارد الشيعي والذي يتشكل في المنطقة , وهكذا تحول هذا الصراع من كونه ( عربي – فارسي ) إلى صراع ( سني – شيعي ) . ..

ماذا يفعل هؤلاء الأصدقاء حين يجدون الشرطي الأمريكي , والذي كان في وقت ما يشكل حاجز لمنع التمدد ( الفارسي – الشيعي ) في المنطقة , ماذا يفعلون حين يجدون أنفسهم فجأة في مواجهة هذا الخطر , وينظرون للشرطي الأمريكي يجلس هناك في البيت الأبيض ويقول لهم ,: أيها الأصدقاء , وجود إيران حقيقة واقعة لذلك تقاسموا النفوذ في المنطقة , وتوصلوا إلى سلام بارد بينكم , لان أمريكا لم تعد معنية بهذه الصراعات .


ماهي عقيدة اوباما والتي أغضبت حلفاءها وجعلتهم يصرحون أكثر من مره بخيبة أملهم من هذا الرئيس ..

يقول كولن دوك، أستاذ الشئون الدولية بجامعة جورج مايسن الأمريكية، في كتاب أصدره بعنوان "عقيدة أوباما: إستراتيجية أمريكا الكبرى اليوم The Obama Doctrine: American Grand Strategy Today"، ويحدد الكاتب معنى "عقيدة أوباما" بنسق ثابت في سياسات الرئيس الأمريكي، وليست مجرد ردة فعل على التطورات الدولية.

عقيدة اوباما ترتكز علي :-

المحور الأول: تقليل الانخراط الأمريكي في الشئون الدولية، مقابل التركيز على الداخل الأمريكي من أجل بناء الولايات المتحدة، وتمرير مشاريعه الليبرالية، حيث يرى الرئيس الأمريكي أن حفاظ الولايات المتحدة على مكانتها العالمية، في ظل المتغيرات الدولية، وصعود قوى دولية جديدة تُنافسها على المكانة والنفوذ على الصعيد الدولي، ينطلق بالأساس من الداخل الأمريكي. وهو التوجه الذي أكده باراك أوباما في إستراتيجيته للأمن القومي الأمريكي لعامي 2010 و2015.

تاتي تلك الرؤية لأوباما لتقليل الانخراط الأمريكي في القضايا الدولية ترتبط بقضية بمساعيه هو وأعضاء من حزبه (الحزب الديمقراطي) في الكونجرس(مجلسى النواب والشيوخ) إلى تقليص ميزانية الدفاع الأمريكية، وإنهاء التزامات الولايات المتحدة الخارجية المكلفة ماليا، والتي يأتي في إطارها سحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق، وعدم الدفع بجنود أمريكيين في النزاعات والصراعات الدولية إلا في أضيق الحدود، وبمشاركة حلفائها ليتقاسموا مع الولايات المتحدة المهمة والتكلفة.

يقول الكاتب إن تقليل الانخراط الأمريكي غير المأمون في قضايا دولية، حسبما يري الرئيس الأمريكي، سمح له التركيز على قضايا الداخل الأمريكي، مثل: قضايا الهجرة، والرعاية الصحية، والتعليم، والبيئة، التي تُعد أولوية أولي لأوباما. ويُشير دوك إلى أن نجاحه في إحراز تقدم في تلك القضايا الداخلية مكنه من الفوز بفترة رئاسية ثانية.

المحور الثاني: السعي لاحتواء الخصوم (الصين، وروسيا، وإيران)، وتقديم التنازلات لهم على أمل تغيير سلوكهم المعادي للولايات المتحدة على الصعيد الدولي.

يرى الرئيس الأمريكي - حسبما يشير الكاتب - إلى أن تلك العقيدة القائمة على تقليل الانخراط والوجود الأمريكي المباشر في الساحة الدولية، وانتهاج سياسة أكثر استيعابا ومرونة للأخطار الدولية والخصوم، من شأنها أن تجعل العالم أكثر أمنا عكس ما يردده أنصار التيار ألتدخلي في الشئون الدولية، والذي يركز على زيادة الانخراط الأمريكي في الشئون الدولية من أجل استقرار وأمن النظام الدولي.


قبل أشهر من نهاية ولايته الرئاسية الثانية ومغادرته البيت الأبيض أدلى الرئيس الأمريكي باراك أوبانا بسلسلة مقابلات للصحافي الأمريكي في صحيفة «ذي أتلانتيك» جيفري غولدبرغ , ونحن نرى من خلال مواقف اوباما مع حلفاءه في الشرق أنها مبنية على نسق واضح مبني علي رؤيته وسياسته خلال فترة حكمه في البيت الأبيض .

من جملة ما جاء في المقابلات من مواقف وصف أوباما بعض حلفاء واشنطن في منطقة الخليج وأوروبا بـ"القوى الجامحة" التي تسعى لجر الولايات المتحدة إلى صراعات طائفية لا مصلحة أميركية فيها , وان هذه القوى الجامحة " تتهيأ "لحضورنا واستخدام قوتنا العسكرية في مواجهة حاسمة ضد إيران، بيد أن الأمر لا يخدم المصالح الأميركية أو مصالح الدول الإقليمية".

وأوضح أوباما أن مصالح بلاده تقتضي "إخراج الولايات المتحدة من الصراعات الدموية في الشرق الأوسط حتى يتسنى لها التركيز بصورة أكبر على أجزاء أخرى مثل آسيا وأميركا اللاتينية" كما "لم يبدِ تعاطفاً كبيراً مع السعوديين" على خلفية إبرام الاتفاق النووي مع إيران، مذكراً الرياض بأنه يتعين عليها إدراك "كيفية تقاسم المنطقة مع عدوها اللدود، إيران" , بالمقابل، دافع أوباما بقوة "عن رفضه تنفيذ (التهديد) بالخط الأحمر" بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا، على الرغم من معارضة نائب الرئيس جو بايدن "داخل الجلسات المغلقة بأن الدول الكبرى لا تمزح" في تهديداتها.

ويقول أن التنافس بين السعودية وإيران أدى إلى حروب طائفية في سوريا واليمن والعراق , وقال أوباما إن «على السعوديين أن يشاركوا الشرق الأوسط مع أعدائهم الإيرانيين»، مضيفاً أن «المنافسة بين السعوديين والإيرانيين، والتي غذت حروبا بالوكالة وفوضى في سوريا والعراق واليمن، تتطلب منا أن نقول لأصدقائنا كما للإيرانيين إن عليهم أن يجدوا طريقة فعالة للمشاركة في المنطقة، ولفرض نوع من السلام البارد» .

في مقابلة سابقة مع الصحفي توماس فردمان " أجاب أوباما: “لقد اعتقدت منذ وقت طويل أن علينا أن نشجع التقليل من الأعمال العدائية التي توجد حاليًا بين الشيعة والفصائل السُنية في المنطقة. والآن، أعتقد أنّه عندما تحدثت إلى حلفائنا في الخليج عندما كنا في قمة كامب ديفيد، كانوا واضحين جدًا وقالوا “نحن نرى أنفسنا دولًا عربية، وليست سُنة وشيعة”، وأعتقد أنهم كانوا صادقين. وكثير منهم يقول إن المواطنين الشيعة هم مواطنون مثل باقي المواطنين ويتم التعامل معهم بإنصاف، ولكن ما أعتقد أنه لا يمكن إنكاره هو أن القوى الطائفية التي انتشرت في المنطقة تزيد من شراسة ودمار ما يحدث في بعض الدول مثل سوريا واليمن، وما يحدث بالتأكيد في العراق، وأن أفضل فرصة لدينا للحد من نطاق تلك الصراعات هي دخول السعودية والدول الأخرى أو الدول العربية في محادثة عملية مع إيران تنص على أنّ “الصراع الذي نساعد على تأجيجه الآن يمكن أن يحرقنا جميعًا“.

اوباما يعتقد أن واحدة من أكثر القوى التدميرية في الشرق الأوسط هي «القبلية»، وهي قوة يعتقد أوباما أنه لا يمكن لأي رئيس أمريكي أن يلغيها، وهي «تتجلى بلجوء المواطنين اليائسين في الدول الفاشلة إلى الطائفة، أو العقيدة، أو العشيرة، أو القرية»، ووصف أوباما القبلية بـ «مصدر غالبية مشاكل الشرق الأوسط».

ومن الأسرار التي يكشفها غولدبرغ أن أوباما يحمل دين الإسلام مشكلة الإرهاب، ويكتب «في أحاديثه الخاصة مع زعماء العالم الآخرين، يقول أوباما إنه لن يكون هناك حل شامل للإرهاب الإسلامي إلى أن يتصالح الإسلام نفسه مع الحداثة ويمر ببعض الإصلاحات التي غيّرت المسيحية».

كما يحمل أوباما، حسب غولدبرع، السعودية ودول الخليج مسؤولية ارتفاع «الغضب الإسلامي»، أي التطرف، في السنوات الأخيرة. وفي لقاء مع رئيس حكومة أستراليا مالكوم ترنبول «وصف أوباما كيف انتقلت إندونيسيا، التي عاش فيها 4 سنوات في صغره، تدريجياً من إسلام مرتاح معتدل إلى تبني تفسيرات متطرفة وغير متسامحة». ولاحظ أوباما، حسب غولدبرغ، إن «أعداداً كبيرة من النساء الإندونيسيات صرن يلبسن الحجاب».

وتابع غولدبرغ أنه لطالما كان “صبر أوباما مع السعوديين محدودا”، وأنه في أول خطاب له حول السياسة الخارجية عندما كان ما يزال مشرعا محليا في ولاية ايلينوي في العام 2002، قال أوباما مخاطبا سلفه جورج بوش: “تريد حربا أيها الرئيس بوش ؟ لنقاتل إذن حتى نتأكد أن من يسمون حلفاءنا في الشرق الأوسط، السعوديون والمصريون، يتوقفون عن اضطهاد شعوبهم واضطهاد المعارضة، و(يتوقفون) عن القبول بالفساد وعدم المساواة ”. ويضيف غولدبرغ أنه “في البيت الأبيض هذه الأيام، غالبا ما يسمع المرء مسئولي مجلس الأمن القومي لأوباما يذكرون زائريهم أن غالبية خاطفي 11 سبتمبر لم يكونوا إيرانيين، بل سعوديين”. أوباما نفسه، يقول الكاتب الأمريكي، “يهاجم العداء للمرأة الذي ترعاه الدولة السعودية، ويقول في مجالسه الخاصة إنه لا يمكن لدولة أن تعمل في العالم الحديث عندما تستمر في اضطهاد نصف شعبها”.

ومما كتبه غولدبرغ أن «إحباط أوباما مع السعوديين يملي تحليله لسياسات القوة في الشرق الأوسط». وقال إنه أدلى للرئيس الأمريكي بملاحظة مفادها أن أوباما «أقل استعداداً من الرؤساء السابقين للوقوف بشكل بديهي مع العربية السعودية في خلافها مع عدوتها اللدودة إيران، فلم يخالفني أوباما».

الخط الأحمر في سوريا

أما عن الأزمة السورية، فقد أكد الرئيس الأمريكي لمجلة «ذي اتلنتك» أنه غير نادم على التراجع عن الخط الأحمر الذي وضعه في حال استخدم النظام السوري أسلحة كيمياوية في أوت 2013، قائلا إنه فخور بهذا القرار. وكشف أوباما أنه فور إصدار التقارير التي أفادت عن استعمال غاز السارين في الغوطة، مورست ضغوطات داخلية وخارجية عليه من فريق الأمن ومسؤولين عن السياسة الخارجية الأمر الذي حثه على التهديد بالتدخل العسكري ومعاقبة المرتكبين غير أن أوباما كان له مقاربة مختلفة للموضوع. بيد أن الرئيس الأمريكي كان له توجه سائد أنه لا يجب أن يعرّض الجنود الأمريكيين لخطر كبير من أجل تجنّب كوارث إنسانية، إلا في حال كانت هذه الكوارث تشكل خطراً على الولايات المتحدة.

كما تطرق إلى قراره بالتراجع عن الضربات العسكرية المخطط لها والتي كان من شأنها أن تغير مسار الأزمة السورية معتبراً أنه فخور جداً «بتلك اللحظة» لافتا إلى أن الحكمة التقليدية وآلية جهاز الأمن الوطني الأمريكيتين كانتا جيدتين إلى حد ما، لافتا إلى أنه كان القرار الأصعب الذي اتخذه وأنه كان القرار الصحيح. ورأى أن «سوريا تشكل منحدرا مثلها مثل العراق» رابطا تدخل الولايات المتحدة مباشرة في حال حدوث ثلاثة تهديدات فقط وهي : -

– تهديد القاعدة .
– التهديد لوجود الكيان الإسرائيلي وأمنه .
– السلاح النووي الإيراني الذي يشكل تهديدا على أمن إسرائيل .

وبناء على هذه التهديدات التي ذكرها أوباما، اعتبر أن الخطر الذي يشكله نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم يصل إلى مستوى هذه التحديات ولذلك ليس هناك من داع للتدخل العسكري المباشر في سوريا.

وفي النطاق ذاته، تحدث الرئيس الأمريكي عن «المسرورين» من خطابه في أوت 2013 فور استخدام الكيماوي في الغوطة وإعلانه عن نيته بالتدخل العسكري في سوريا من بينهم السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير الذي يشغل اليوم منصب وزير الخارجية السعودي، إذ أخبر الجبير أصدقاء له، وأيضاً مسؤوليه في الرياض، أن «الرئيس أخيراً جاهز لضرب سوريا» و«أوباما أدرك مدى أهمية هذا الأمر». وكان الجبير متأكد بان أوباما سيضرب سوريا وقد قال ذلك لأحد محاوريه. إنما ذلك لم يحصل فقد وجد أوباما نفسه يتراجع عن فكرة القيام بهجوم غير مصرّح به من القانون الدولي أو الكونغرس كما أن «الشعب الأمريكي بدا غير متحمّس للتدخل في سوريا، وأيضاً عدد من القادة الغربيين الذين يحترمهم، مثل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ثم جاء رفض البرلمان البريطاني السماح لكاميرون بالهجوم على سوريا».

وبالنسبة للوضع في اليمن ..
قال الرئيس الامريكي في مقابله له مع توماس فريدمان ما نصه " وأضاف: “في بعض الحالات، أعتقد أن هناك مبالغة كبيرة بشأن التدخل الإيراني، مثل الحوثيين في اليمن. عندما نرى أجهزتنا الاستخباراتية، لا نشعر بأن إيران كانت تفكر استراتيجيا في حشد الحوثيين في صنعاء. لقد كان مجرد مؤشر على ضعف الحكومة في اليمن، وتسعى إيران الآن إلى استغلاله. في كثير من الأحيان، تبدو إيران دولة انتهازية. وهذا جزء من السبب في أن حجتي إلى حلفائي في المنطقة دعونا نتوقف عن إعطاء فرص لإيران حتى لا تضرنا جميعا ، ادعموا المجتمعات الخاصة، وكونوا شموليين، وتأكدوا من أن السكان الشيعة في بلدانكم لا يشعرون بالإقصاء، وفكروا في النمو الاقتصادي ، وتأكدوا من أن لدينا قدرة عسكرية أفضل للقيام بأشياء مثل المنع ، وكلما قمنا بهذه الأشياء ، كان هذا هو مستوى الردع الضروري لأنه من غير المحتمل أن نرى إيران تشن هجوما مباشرا، من دولة إلى أخرى، ضد أي من حلفائنا في المنطقة؛ فهي تدرك أن هذا من شأنه أن يمنحنا السبب في استخدام القوة الكاملة، وكما قلتُ، نحن يمكننا ضرب قدرتها العسكرية بسرعة كبيرة”.
في النهاية إن الرئيس اوباما وصل إلى عدد من الاستنتاجات المختلفة بشأن القضايا العالمية ودور أمريكا في ذلك.

1 – الأول هو أن الشرق الأوسط لم يعد مهماً جداً للمصالح الأمريكية .

2 – والثاني هو أنه حتى لو كانت منطقة الشرق الأوسط هامة بشكل بارز، سيظل هناك القليل من رئيس أمريكي يمكن القيام به لجعله مكاناً أفضل .

3 – والثالث هو أن الرغبة الأمريكية الفطرية لإصلاح أنواع المشاكل التي تعبر عن نفسها بصورة أكثر حدة في الشرق الأوسط يؤدي حتماً إلى الحرب ، والي مقتل الجنود الأمريكيين، وإلى التشكيك في مصداقية الولايات المتحدة ونواياها .

4 – الرابع هو أن العالم لا يستطيع أن يرى زوال قوة الولايات المتحدة. كما وجد العديد من قادة حلفاء الولايات المتحدة أن قيادة أوباما غير كافية للمهام التي أمامه، هو نفسه قد وجد قيادة العالم تريد: الشركاء العالميين الذين غالباً ما يفتقرون إلى الرؤية والإرادة لإنفاق رأس المال السياسي من أجل تحقيق أهداف كبيرة، وتقدمية، وخصوم أمريكا ليسوا في رأيه بنفس القدر من العقلانية. يعتقد أوباما أن التاريخ له جانبين، وأن خصوم أمريكا وبعضاً من حلفائها الوهميين قد تمركزوا على الجانب الخطأ، حيث القبلية والتعصب الديني والطائفية والعسكرية لا تزال تزدهر. ما لا يفهمونه هو أن التاريخ ينحني باتجاههم.

إن “نقطة الخلاف الرئيسية تتمثل في الحفاظ على أمريكا من الانخراط في أزمة الشرق الأوسط، مضيفاً ، مؤسسة السياسة الخارجية تعتقد أن الرئيس يعجل من انحدارنا. لكن الرئيس نفسه يأخذ الرأي المعارض الذي يفيد أن التوسع المفرط في الشرق الأوسط سيضر اقتصادنا في النهاية، سيضر قدرتنا بالبحث عن الفرص الأخرى والتعامل مع التحديات الأخرى، وما هو أكثر أهمية، تعريض حياة أفراد الخدمة العسكرية الأميركية للخطر لأسباب لا تصب في المصلحة المباشرة للأمن القومي الأمريكي.”

لذلك ينصح الرئيس الأمريكي حلفاءه العرب وأصدقاءه وخصوصا السعودية ودول الخليج , إن يكونوا واقعين , ويجلسون على طاولة المفاوضات مع جارتهم إيران والتي تبقى دوما جارتهم , وحل مشاكلهم بينهم , وتقاسم النفوذ بينهم بصورة تمنع اى حروب مقبله , وان يتوصلوا إلى ما يشبه السلام البارد بينهم , وان هناك حلول واقعية لكل المشاكل في اليمن وسوريا والعراق , لا تصل إلى الحروب المسعورة , بعض التنازل هنا وهناك , يفتح الباب قويا لكل التسويات الممكنة في الشرق الأوسط .







#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية وأيران ...
- العراقية في عيدها ...
- أزمة التيار المدني
- جلال الدين الصغير .. الشخصية والأسلوب والنستلة ...
- سمير قنطار هل كان بطلا أو كان قاتل أطفال ..
- السؤال المطروح : كيف نفهم الوجود ..
- التطرف ... صناعة دينية
- الخديعة في زمن الحرب
- مجازر الارمن ... وأبادتهم ..
- معركة تحرير تكريت
- داخل حدود وطن وهمي ...
- المرأة حين تصنع الأرهاب ...
- شيماء الصباغ ... طريق حرية لا ينتهي
- مجزرة شارلي ايبدو .. الارهاب هل له وجه اخر غير الكراهية ..
- الايمان الوجودي
- المتشددون ... والمجتمع
- النضال من اجل 8 ساعات عمل ..
- ماذا يعني إن يكون الأمير مقرن وليا للعهد ....
- نظرية مالتوس عن حتمية الفقر ...
- الاخلاق ... والألتزام ...


المزيد.....




- -سقوط مباشر واحتراق آلية-.. -حزب الله- يعرض مشاهد لاستهدافه ...
- صنعاء.. تظاهرات ضد الحرب على غزة ولبنان
- فصائل العراق المسلحة تستهدف إسرائيل
- الديمقراطيون.. هزيمة وتبادل للاتهامات
- القنيطرة.. نقاط مراقبة روسية جديدة
- عرب شيكاغو.. آراء متباينة حول فوز ترامب
- مسؤول أميركي: واشنطن طلبت من قطر طرد حركة حماس
- إعلام سوري: غارات إسرائيلية على ريف حلب
- بعد اشتباكات عنيفة بين إسرائيليين وداعمين لغزة.. هولندا تقرر ...
- هجوم بطائرة مسيرة يوقع قتيلًا و9 مصابين في أوديسا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - الغضب العربي من عقيدة اوباما ...