ربانييون لكنهم كذابون

وليد عبدالله حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 12:22
المحور: الادب والفن
    

وقف وضاح الرجل الاربعيني يخاطب الناس بدون أن يصغي له احد وبصوت عال قال:ـ هل تعرفون أن اكثر ابواب الحياة أزدحاما وتتوالى عليها الحشود التي لا أول لها ولا أخر هي أبواب الارباب والاديان والقدسين والفواليين والسحره والملوك والقادة وصناعي الحروب المقدسة ،وأعلم ان أكثر الحجاج والقائمين والزائرين لهذه الابواب هم من الكذابيين والدجالين وبائعي الاوهام ،صرخ به خادم الحضرةالمقدسة ابتعد لا بارك الله فيك، امشي من هنا ياكافر عاقبتك عاقبة السوء .
قام أحد طلاب الشيخ الزنجاني في احد دروس العرفان وقال:- هل الرب كذبة صنعها الكّهان وصدقها العبيد وأصبحت حقيقة مطلقة ومقدسة وتدّوالها العامة وفسّرها الخاصة بما يخدم مصالحهم وبنوا الملوك عروشهم ،والتجار أموالهم، والعسكر حروبهم ، والعارفون اخيلتهم المعذبة ،والاغبياء حياتهم .
تنفس الشيخ نفس طويل وأخرج حسره ومعها عبارة (كذبة مقدسة) اه اه اه اه اه كم هي مؤلمة ومخيفة هذه العبارة التي رددتها طوال حياتي، ويكيت منها كثيرا، بعدها قام الشيخ من مكانه ،وقال بعنفوان وقوة وكبرياء مجروح:-لم يكن الله كذبة يوم ما بل أصبح الدجل أكثر حضورا ،وأهم طرق الوصول للمؤمنين، وأمتهنه الكّهان حتى اصبح الرب اخطر كذبة صنعنت في تاريخ الانسان الحديث، واصبح الكذب احد اهم أبواب معرفة الله ،و أوسع طرق العبيد وأهم أسواق الملوك.
-قال شاب وسيم يمسك مخطوطة كتبها ابوه المقتول بسكين المجاهدين عنوانها ((ربانييون لكنهم كذابيين)) سئل معلمه يوما:ـ لماذا يتكّاثر الكذابين ويتزاحمون براحة ضمير على ابواب االله وينحّتون كل يوم قرابين وقوافل جديدة من الأوهام المقدسة؟
-صرخ المعلم :- أصمت افضل لك ، انت مازلت صغيرا لكني ساقول لك شي لاتنساه، وبعدها أترك هذه المخطوطة في مكتبة أبوك، ولاتحملها معك بعد اليوم.
قال المعلم بصوت منخفض وقلق كبير :-
أعلم ان كل هولاء الكذابون عبر التاريخ هم من صنع ممالك الوهم المقدس، وفتحوا كل هذه ابواب الكراهية والشر والنيران، وخططوا كل طرق العبيد وسموهم باسمائهم،واطلقوا عليها اسماء الارباب الاول منها والاخر وفتحوا خزائن الاسرار الظاهر منها والباطن الى ابد الابدين- آمين
بعدها قتل المعلم برصاصة طائشة، ولم نرى الشيخ الا في الاحلام والطالب أصبح ملحدا ، واصبح وضاح من صانعي الاوهام ومن الثقاة ودليلا للحشود على أبواب الارباب، واما الشاب كبر كثيرا وهو يقرأ اليوم كتب عن علم التطور.

#وليد_عبدالله_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات