أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر جمعة العابدي - قراءة سيميائيه في أشكال الدلالة داخل النص الأدبي في قصة (رجل التوافه) للقاص محمد خضر.















المزيد.....


قراءة سيميائيه في أشكال الدلالة داخل النص الأدبي في قصة (رجل التوافه) للقاص محمد خضر.


حيدر جمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


قراءة سيميائية في أشكال الدلالة داخل النص الأدبي في قصة (رجل التوافه) للقاص محمد خضر.
حيدر جمعة العابدي
مما لا شك فيه ان القصة القصيرة باتت تمثل حقلا أدبيا يزخر بالدلالات الفنية والاجتماعية حالها حال إي نص شعري حديث مع بعض الفوارق الأسلوبية والفنية التي تحكم الأجناس الأدبية المختلفة التي تصطنع الحدود والأغراض الخاصة بكل جنس . ان البحث عن الأثر الدلالي في إي نص هو بحث في اللغة كنظام من العلامات السيميائية كما يعرفها سوسير حيث قال ((اللغة نظام من العلامات التي تعبر عن الأفكار)) تأكيدا منه على الطبيعة التواصلية للعلامة في اللغة : دال + مدلول = علامة ومن ثم دلالات تخضع وتتأثر بالجانب التأويلي للعلامة من حيث التلقي لتظل هذه الدلالات في صيرورة من التحولات اللانهائية لعملية إنتاج المعنى الدلالي للعلامة .
تتميز قصة ( رجل التوافه ) للقاص محمد خضير بميل واضح لإنتاج كم من العلامات الدلالية كونها تحيل عبر موضوعاتها إلى حقل دلالي رمزي ينفتح على فضاءات تأويلية مختلفة بدءا من عتبة العنوان (رجل التوافه) كعتبة مركزية وصولا إلى آخر عتبات النص خاتمة القصة ،حيث اعتمد الكاتب نظام من العلامات الفنية والتاريخية بغية الوصول بالنص إلى أقصى مدياته الإيحائية والتأثيرية المتعددة ليشكل النص ككل علامة سيميائية تختزل الكثير من الرموز والدلالات الفنية عبر المتخيل وقصدية الكاتب المرتبطة في الهدف من القص وتأثيره على الواقع، لذا نجد إن النص يزخر بالإحالات الفنية إلى نصوص أخرى سابقه عليه مثل :قصة بصرياثا ،وكافكا ، والى بعد تاريخي نفسي تكتنزنه ذاكرة الكاتب وهي إحدى تأثيرات ما بعد الحداثة على الاجناس السردية في العراق ومنها القصة، لذا نجد ان الكاتب يؤثث عوالم حكاياته عبر تناصات سردية مختلفة تسعى لكسر الحدود ما بين الأجناس الأدبية والبحث عن ثيم تبحث عن المهمش ،والمتواري، والمضمر في الواقع الاجتماعي للحياة ، لذا تبدأ القصة من سوق شعبي مهمل ومنزوي في ظاهره لكنه سوق يحتضن كل تاريخ البلاد المبعثر والمندثر بفعل السياسات التعسفية و الأنظمة السياسية التي مارست سطوتها عليه ليشكل وجوده علامة على تاريخ من التهميش والفقر والتآمر انه سوق الخردة او سوق هرج ، يصفه الكاتب بأسلوب فني جميل (مع غروب الشمس ينسحب جزء من التاريخ العراقي المنسي الى زاوية اللاوعي والمهمل ) فالأسواق رغم ما تتعرض له عبر التحولات السياسية والاقتصادية تظل تحمل بين زواياها المهملة شواهد تدلل على ما حدث ويحدث لها من تقلبات وانزياحات ثقافية ورمزية ، هو ما دفع الكاتب للإشارة الى قصة رجل التوافه القديمة ليكمل سرد ما لم يقله بعد (أشرت في بصرياثا إشارة عابرة إلى رجل التوافه الذي يعود كل يوم بلقية أثرية ابتاعها من دكان خردوات صغير ) ولو تتبعنا سير أحداث القصة سنجد ان قصة رجل التوافه هي قصة عابرة لمدلولاتها الآنية والواقعية أي رجل يبحث عن قطع أثرية قديمة وهو ما يحول دون فك شفرة النص أو بعده الدلالي العميق الى إذا حاولنا عكس تمثلات هذه الإحداث على الواقع المعلن، لذا انصب تركيزنا في هذه الورقة على الجانب الفني المتخيل كونه يشغل المساحة الأكبر والأكثر قدرة على كشف شفرة النص وقصدية الكاتب .يقوم بناء القصة على ثنائيات متقابلة ومتجاورة داخل النص كون هذه الثنائيات تسير وفق خطين متوازيين أي رجل / امرأة ، مفتاح/باب، وهي ثنائيات لها دلالتها الموضوعية والفنية المتخيلة في النص حيث تعتمد علاقة جدلية ما بين دال ومدلول ينتجا عبر اتحادهما لنا علامات دلالية جديدة ومختلفة تنفتح على جوانب تأويلية لا نهائية.. فدلالة الرجل داخل النص هي دلالة تتشكل وفق جدلية الظاهر والمضمر فصورة الرجل المعلنة من قبل الراوي هي رجل مهووس بالخردوات واللقيات الأثرية القديمة لدرجة الجنون أما صورته غير المعلنه هي جرذ يبحث في المناطق القديمة والمهجورة وهي صورة رمزية متخيلة اكثر منها واقعية كونها تحمل بعدا فنيا لكنه يتشكل عبر تأثيرات الواقع كدلالة سيميائية تصطنع فعل أدانه غير معلن لمجتمع تخلى عن كل إبعاده الإنسانية والمعرفية فتحول من كونه مجتمعا فاعلا ومشاركا في بناء الواقع الى مجتمع يختبئ مثل جرذ يعيش أوهامه وأحلامه التاريخية متمثلة بشخصية رجل التوافه كما وتكشف هذه الدلالة حجم وهم مجتمعاتنا الذكورية كون هذا المجتمعات تتمركز خلف زيف وعيها التاريخي الماضوي، يقابل هذه الدلالة في المجتمعات الذكورية ، دلالة المرأة التي جاءت لتؤكد على فعل الاستلاب والتهميش الذي مارسه المجتمع تجاه المختلف الاخر، كون دورها صيغ وفق قناعات وثقافة هذا المجتمع الذكوري وهو ما يعكس نمطية هذه الدلالات على الحياة التي صيغت وفق منظور شرقي امرأة +رجل = اسرة ،ومجتمع، أبوي ،ذكوري ،ماضوي، كما إن دلالات مثل مفتاح + أبواب = بيوت، ومدن ، سلطة ، إسرار، علاقة جنسية الخ، وبما إن دال الخردة يحيل للماضي فأن مدلولها جاء مرتبطا بثقافة هذا الماضي وفق تصور هذا الماضي.. وعليه نجد ان هذه الثنائيات تحيل الى دلالات الصراع القيمي والإنساني المادي الحاضر، والتاريخي الماضي ( نعم يا رجلي القديم ، مثل أثفية موقد دخان ) فجميع الأفخاخ التي يقع فيها رجل التوافه أفخاخ أنثوية، باب ،مصيدة ،غدارة كلها صيغ تحيل لنسق دلالي تاريخي لصورة المرأة وبالتالي هي علامات سيميائية فنية لمجتمع هرم وعاجز كما انها علامة اجتماعية واقعية تكرس أنساق ثقافية واجتماعية ذكورية مضمرة فرغم انتصار مكر المرأة على حنكة الرجل بكل خبراته الطويلة لكن دلالات المرأة ظلت دلالات تحيل الى أنماط ثقافية ودينية أسطورية مثل قصة ادم وحواء وشهرزاد وشهريار مما يكشف عقدة الذكورة للمجتمع .وهو ما يبرر استخدام الكاتب اللغة كنظام دلالي منطقي، و طريقة سرد تقليدية، لذا تبدأ القصة بمقدمة استهلالية بلسان راوٍ عليم ومشارك ( اكر ثانية على حكاية رجل التوافه وأدخل غرفته لأستعين بقوائم الخردوات التي اقتناها من المهرج ،وسجل فيها سيرة كل سلعة وسعرها وقيمتها الخيالية ) توزعت القصة على محورين المفتاح، و الخردوات، المفتاح المسبوك على شكل حروف كبيرة في إشارة رمزية للعضو الذكري الذي يشكل ذكوريتنا، وباقي الخردوات التي آخرها المرأة. جاء فعل السرد منسجما مع زمن السرد حيث خضع لزمن تقليدي ليل، نهار، وسرد على طريقة الحكايات القديمة لكنه بتقنيات ما بعد حداثية يتجلى ذلك في أساليب الوصف بطريقة المجاز السردي من خلال تكثيف الدلالات اللغوية والاستعارة والتشبيه والتورية وهو ما يعطي حرية نسبية للكاتب للعب داخل النص ويتيح للتلقي حرية التأويل ( تلمس الغدارة قبل تحركها . تأمل الزناد المضغوط بمئات الأصابع، المسيرة الطويلة للأيدي التي احتفظت بالموت في قرابها ) في الختام نجد ان قصة رجل التوافه وظفت دلاليا وفنيا لتشكل علامة سيميائية تشير الى القطيعة المعرفي مع الحاضر والمستقبل الذي تكرس بفعل الموروث التاريخي وهي علامة ترسم تراجعنا المعرفي والثقافي اليوم كوننا مجتمع يختبئ خلف توافه ملاذاته التاريخية .



#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات السرد وتداخل الأجناس الأدبية في المجموعة القصصية (عائ ...
- قراءة في الانساق الثقافية المضمرة من ثقافة التغيير إلى ثقافة ...
- تهشم المعنى قراءة في المجموعة القصصية (إذا كنت تحب ) للقاصة ...
- استلاب المعنى في رواية -الصورة الثالثةللروائي علي لفته سعيد
- أجساد تبحث عن وطن قراءة في رواية (بوصلة القيامة) الروائي هيث ...
- قراءة في الاستعارات الصورية في مسرحية (براد الموتى) للكاتب ع ...
- ثقافة الموت كحل وجودي في رواية (قياموت) للروائي نصيف فلك.
- دلالات العنف في قصة (معرض الجثث) للقاص حسن بلاسم.
- ثقافة التبعية والإتباع مابين شعارات النصر وفلسفة الهزيمة في ...
- جدلية الصراع مابين الرمز والواقع في مسرحية (عزف نخلة ) للكات ...
- تراجيديا الوجع العراقي في المجموعة القصصية (الهذيان داخل حقي ...
- صورة المرأة كبديل معرفي في رواية (العارية ) للروائي سلام جبا ...
- دراسة نقدية عن وظيفة المكان في الخطاب الشعري (طين الأبدية) أ ...
- الوطن وإشكالية المعنى مابين المقدس والمدنس في رواية (كش وطن) ...
- نقد الأنساق الذكورية في السرد قراءة في المجموعة القصصية (بيت ...
- تحولات السرد في الرواية العراقية / هكذا أقرأ تجميع الأسد للر ...
- تحولات السرد من الواقع الى الأسطورة في رواية ( آدم سامي-مور) ...
- الدلالات الزمكانية في السرد في رواية ( انزياح الحجاب ما بعد ...
- المعنى بين الواقع والافتراض في القصة القصيرة (لؤي قاسم عباس) ...
- المجاملات النقدية وأثرها على المشهد الادبي والثقافي في العرا ...


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر جمعة العابدي - قراءة سيميائيه في أشكال الدلالة داخل النص الأدبي في قصة (رجل التوافه) للقاص محمد خضر.