|
الزرقاويون فى شارع ليبسيوس : بين رسائل البنا وقطب ورسالة العقاد
هشام الطوخى
الحوار المتمدن-العدد: 1383 - 2005 / 11 / 19 - 15:27
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قريبا من 10 شارع ليبسيوس حيث كان يسكن روح الاسكندرية وشاعرها العظيم " كونستانتين كافافيس " ، كُتبت على احدى اللافتات المعلقة بطريقة فجة عبارة تقول : " لا ترضى أن تكون دايوسا وتترك امراتك تسير بين الرجال " . و " دايوسا " - المكتوبة على قماش اللافتة بالألف - مرسومة بخط قبيح ، ينبئ بأن كاتبها لا يعرف عن جماليات الخط العربى أكثر مما يعرف عن اللغة العربية ذاتها . قريباً من هذه اللافتة كانت نشرة الأخبار تعلن نبأ وصول جثة " مصطفى العقاد " الى سوريا . و بكل تواضع يمكننا القول أن من علق اللافتة لا يعرف شيئاً عن كفافيس ولا عن مصطفى العقاد صاحب " الرسالة " ، لكنه - غالباً - يعرف " حسن البنا " و " سيد قطب " ، وبالتأكيد هو يعرف " أبو مصعب الزرقاوى " أمير المجاهدين و قائد " غزوة الفندق " الثانية فى عمان - هكذا أسماها - والأولى فى شرم الشيخ . فى شارع ليبسيوس - الذى كان اسمه قد تحول منذ سنوات الى " شرم الشيخ " - حيث يجتمع الجهل واليأس فى روح المجتمع المصرى المهزوم ينعدم وجود الأمل فى انجاح أى تجربة قد تُخاض من أجل المشاركة فى مسيرة الحضارة الانسانية ، يمكن منها الانطلاق من آلام الواقع المأزوم الى مستقبل قد يكون أفضل ، يحمل فى رحمه احتمالات حقيقية لتلبية احتياجات أفراد هذا المجتمع الجسدية والنفسية . حين تنعدم الثقة فى القدرة على التجربة وينعدم الأمل فى أى تطور يصبح السير الى المستقبل هو المستحيل المطلق بعينه ، ويصير من الأسهل والأقل مشقة أن يستدير المجتمع بكامله الى الخلف لينطلق الى حيث الشيئ الوحيد الذى يبدو ممكناً .. الى حيث الماضى . وهكذا تستدير المجتمعات العربية ، وتستدير مصر ، و يختار شارع ليبسيوس أن يتحول الى شارع ماسوخي ، يستلذ بتعذيب الذات ، و يختار أن يتصحر . فى بدايات القرن العشرين كان آباء الليبرالية يخوضون نضالهم من أجل التنوير ، يوقدون شموعاً للحرية والحضارة و يكسبون للعقل أرضاً جديدة . فى هذه الأيام كان كفافيس ينظر الى الماضى فتمتلأ نفسه بالشجن ، وتدفعه الثقة الى الأمل والتفاؤل ، فينظر متطلعاً بشوق الى المستقبل . فى هذه الأيام المفعمة بنسائم الأمل والحياة كتب كفافيس قصيدته " شموع " : " أيام الغد تقف أمامنا مثل صف من الشموع الصغيرة الموقدة ... شموع صغيرة ذهبية حارة مفعمة بالحياة ... الأيام الماضيات تبقى فى الخلف خطاً حزيناً من الشموع المطفأة ... أقربها مازال الدخان ينبعث منها .... شموع باردة ذائبة ومحنية .... لا أريد أن أراها ... مرآها يبعث الشجن فى نفسى ... فيشقينى أن أذكر نورها الأول ... فأنظر قدماً الى شموعى الموقدة ... " (1) . الآن لم يعد فى شارع ليبسيوس من يتحدث عن الشموع الذهبية الحارة المفعمة بالحياة ، صار الحديث الوحيد المقبول هو كيف لا تكون " دايوساً " وترضى أن تسير امراتك بين الرجال . فى أكتوبر عام 1906 ولد حسن أحمد عبدالرحمن البنا الساعاتى ، وفى عام 1928 قام بتأسيس حركة الاخوان المسلمين . يقول الأستاذ حسن البنا فى كتابه " مذكرات الدعوة والداعية " صفحة 183 مقدماً نفسه ومنهجه فى جملة بليغة كاشفة : " على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهج كله من الاسلام ، وأن كل نقص منه هو نقص من الفكرة الاسلامية الصحيحة " (2) . وهكذا وضع البنا بنفسه أول تعريف لجماعته " الاخوان هم الاسلام " ، وصار شعار " الاسلام هو الحل " يعنى أن " الاخوان هم الحل " ، ومن هذا المنطلق يقول المرشد العام الحالى " محمد مهدى عاكف" أحد أعضاء التنظيم السرى القديم للاخوان " يعرفنا الناس فيعرفون الاسلام ، ويجهلنا الناس فيجهلون الاسلام " . فى مايو عام 1938 أصدر البنا العدد الأول من مجلة " النذير " معلناً " ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " ، وكتب والده الأستاذ " عبد الرحمن البنا الساعاتى " افتتاحية العدد قائلاً : " استعدوا يا جنود ، وليأخذ كل منكم أهبته ، ويعد سلاحه ، ولا يلتفت منكم أحد ، وامضوا الى حيث تؤمرون " ، " خذوا هذه الأمة برفق ، فما أحوجها الى العناية والتدليل ، وصفوا لها الدواء فكم على ضفاف النيل من قلب مريض وجسم عليل ، واعكفوا على اعداده فى صيدليتكم ، ولتقم على اعطائه فرقة الانقاذ منكم ، فاذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود ، وأثقلوا ظهرها بالحديد ، وجرعوها الدواء بالقوة ، وان وجدتم فى جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه ، أو سرطاناً فأزيلوه " ، " استعدوا يا جنود فكثير من أبناء هذا الشعب فى آذانهم وقر وفى عيونهم عمى " . وهكذا - بكل اخلاص - فعلت الجماعة ... أعدت السلاح ، وأوثقت يدى الأمة بالقيود ، وأثقلت ظهرها بالحديد ، وحاولت تجريعها الدواء بالقوة ، وقطعت " أعضاءها الخبيثة " وأزالت " سرطانها " . عن السلاح يقول " محمود الصباغ " أحد كبار قادة التنظيم السرى للاخوان - المسمى فى أدبياتهم - " النظام الخاص " : " لم يقتصر تفكير النظام الخاص على التدريب على الأسلحة والقنابل التقليدية ، بل فكر فى صناعة ما يستطيع تصنيعه محلياً من المتفجرات التى لا تتوافر فى الأسواق مثل قطن البارود ، فقد تم انتاجه بنجاح ، وكذلك ساعات التوقيت التى تحدد وقت انفجار العبوة الزمنية ، فقد تم تطوير الساعات العادية الى ساعات زمنية لتفجير العبوات " ، " ومن ثم اتجه تفكيرنا الى تصنيع قطن البارود على نطاق واسع ، وكان لابد لذلك من مكبس هيدروليكى كبير من نفس الحجم المستخدم فى صناعة البلاط . ومن ثم اتجه تفكيرنا الى انشاء مصنع للبلاط لا يعمل فيه الا عمال من أعضاء النظام الخاص بحيث ينتج البلاط على أساس تجارى يضمن له صفة الاستمرار ، وفى نفس الوقت يستخدم مكبسه فى انتاج قوالب قطن البارود بالكميات التى تحتاج اليها العمليات . وقد قمت شخصياً بشراء المكبس الهيدروليكى من السوق ، وتم انشاء المصنع فى ميدان السكاكينى بالقاهرة بصفته أحد مصانع شركة المعاملات الاسلامية ، وتعين كل عماله من أعضاء النظام الخاص ، واخذ فعلاً فى انتاج أجود أنواع البلاط ، وأقوى أنواع قوالب قطن البارود ، وقد تمت تجربة عينات الانتاج فى الجبل بالصاق القالب فى قطعة قضيب سكة حديد ثم تفجيره من بعد حتى لا يصاب أحد فى الانفجار ، وتحقق لنا نسف قضيب السكة الحديد بانفجار هذا القالب الصغير " (3) . أما عن أعضاء الأمة الخبيثة التى قطعوها فقد اغتالوا المستشار أحمد الخازندار القاضى الذى حاكم بعض أعضاء الاخوان فى قضية تفجير القنابل عام 1946 ، اغتالوه فى 22 مارس عام 1948 بعد ثمانية أشهر فقط من اصداره أحكاما بالسجن على المتهمين من جماعة الاخوان المسلمين لمدد تتراوح بين ثلاثة وعشر سنوات ، ومنهم أيضاً النقراشى باشا رئيس الوزراء المصرى الذى أصدر قراراً بحل جماعة الاخوان فى 8 ديسمبر 1948 ، اغتالوه فى 28 ديسمبر 1948 بعد عشرين يوماً فقط من صدور قرار الحل ، ومنهم سليم زكى باشا حكمدار العاصمة ، ومنهم ضحايا لم يكونوا مقصودين . " ان القتل الذى يعتبر جريمة فى الأحوال العادية يفقد صفته هذه ، ويصبح فرضاً واجباً على الانسان ، اذا استعمل كوسيلة لتأييد الدعوة ، وان من يناوئ الجماعة أو يحاول اخفات صوتها مهدر دمه وقاتله مثاب على فعله " (4) . وهكذا يلتزم أعضاء جماعة الاخوان بالسمع والطاعة المطلقة لقادتهم " فى المنشط والمكره " . اغتالت حكومة القصر البنا رداً على اغتيال رئيس وزرائها النقراشى ، ثم قامت ثورة 1952 ، وقام الصراع بين عبد الناصر والاخوان على ركوب الثورة ، وانتصر عبد الناصر فى " حادث المنشية " فأدخلهم سجونه ، وأخضعهم للتعذيب ، ومن هناك انطلقت أفكار " سيد قطب " أحد أئمة الجماعة ومجددى نظرياتها . يقول " سيد قطب " : " يدخل فى المجتمع الجاهلى كل مجتمع ملحد كالدول الشيوعية ، وكل مجتمع وثنى كالهند وأواسط أفريقيا واليابان والفلبين ، وكل مجتمع كان أو لا يزال يعد من أهل الكتاب كالمجتمعات الرأسمالية عموماً ، وتدخل تحته أيضاً تلك المجتمعات التى خلفت المجتمعات الاسلامية وورثت أرضها وديارها وأسماءها . اى تدخل فى اطار المجتمع الجاهلى تلك المجتمعات التى تزعم أنها مسلمة " (5) . وهكذا يظهر تعريف جديد للمجتمع المصرى والعربى والاسلامى والعالمى بأنه " المجتمع الجاهلى " . ويستمر " سيد قطب " فى عرض نظريته فى كتابه " فى ظلال القرآن " فيقول : " ان المشقة الكبرى التى تواجه حركات الاسلام الحقيقية تتمثل فى وجود أقوام من الناس من سلالات المسلمين فى أوطان كانت فى يوم من الأيام داراً للاسلام يسيطر عليها دين الله وتحكم بشريعته ، ثم اذا هذه الأرض وهذه الأقوام تهجر الاسلام حقيقة وتعلنه اسماً ، واذا هى تتنكر لمقومات الاسلام اعتقاداّ وواقعاً ، وان ظنت أنها تدين بالاسلام اعتقاداً " (6) . والمسألة من وجهة نظره هى " مسألة جاهلية واسلام ، وهذا ما ينبغى أن يكون واضحاً ، ان الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية ، واذا كان فيهم من يحب أن يخدع نفسه أو يخدع الآخرين فيعتقد أن الاسلام يمكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية فله ذلك ، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً ، فليس هذا اسلاماً وليس هؤلاء مسلمين ، والدعوة اليوم انما ترد هؤلاء الجاهلين الى الاسلام ، ولتجعل منهم مسلمين من جديد " (7) . و " حين يبلغ المؤمنون بهذه العقيدة ثلاثة نفر فان هذه العقيدة ذاتها تقول لهم : أنتم الآن مجتمع ، مجتمع اسلامى مستقل ، منفصل عن المجتمع الجاهلى " (8) . ويكون عليهم حينئذ أن يعلنوا ربوبية الله كما يفهما " سيد قطب " : " ان اعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها الثورة الشاملة على كل وضع فى أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر فى أية صورة من الصور " (9) . هكذا قام " سيد قطب " باعداد مجتمعه الاسلامى الذى يراد له أن يحقق هذه الربوبية ، فأعد خطته لنسف القناطر الخيرية " لأنه سيترتب على ذلك اغراق الدلتا بالكامل ، وهذه الأرض أرض كفر يجب تطهيرها ، ولو حدث ذلك فانه سوف يشغل الحكومة بهذه الكارثة ولا تستطيع استكمال حملة الاعتقالات التى كانت قد بدأت " (10) . لكن فشل خطة عام 1965 لم يمنع اعداد خطط أخرى ، ولم يمنع الأخوة " شكرى مصطفى " و " عمر عبد الرحمن " و " أسامة بن لادن " و " أيمن الظواهرى " من محاولة اقامة المجتمع الاسلامى على أنقاض مجتمعنا ، هذا المجتمع الجاهلى الكافر - مهما أعلننا أننا مسلمون - ، كما لن يقنع هذا الفشل المتواصل أمير المؤمنين " أبى مصعب الزرقاوى " بالاكتفاء بغزوتى الفندق " الأولى" فى شرم الشيخ و " الثانية" فى عمان ، ولن يقنع كاتب اللافتة فى شارع كفافيس بأن يتعلم اللغة العربية قبل أن ينصب نفسه معلماً - باسم السماء - ، فالاسلام الذى يدين به المسلمون منذ أربعة عشر قرناً هجرياً ليس هو غايتهم ، فليس هذا اسلاماً فى نظرهم ، وليس هؤلاء مسلمين ، وانما الغاية هى مسخ العقول التى تعيش فى ليبسيوس ، وتحويلها الى عقول صحراوية ، تبايع المرشد أو تبايع أمير المؤمنين ، ثم تُؤمر فى " المنشط والمكره " فتسمع وتطيع . ملاحظات : 1- قصائد من كفافيس - دراسة وترجمة عن اليونانية - نعيم عطية 2- مذكرات الدعوة والداعية - حسن البنا - ص. 183 3- حقيقة النظام الخاص ودوره فى دعوة الاخوان المسلمين - 1989 القاهرة - تقديم مصطفى مشهور - ص. 149- ص. 150 4- 23 يوليو وعبد الناصر - عصام حسونة - ص. 46 - من وثائق النظام الخاص المضبوطة فى قضية سيارة الجيب 5- فى ظلال القرآن - سيد قطب - ج 8 - ص . 1023 6- فى ظلال القرآن - سيد قطب - ج 7 - ص . 939 7- معالم فى الطريق - سيد قطب - ص . 134 8- معالم فى الطريق - سيد قطب - ص . 116 9- معالم فى الطريق - سيد قطب - ص . 66 10- الاخوان وأنا - 1996 فؤاد علام - ص. 169
#هشام_الطوخى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوهابيون عند حصن بابليون و الميكيافيلليون يتصارعون حول زعام
...
-
المجاذيب
-
العبور الى المستقبل ... الطريق الى حافة الجسر
-
الزرنيخ
-
أهل الكهف
-
انتخابات عصر التحنيط
-
المصريون : شرعية الحاكم المقدس
-
العقل الأبوى : موت العقل العربى
-
نحن والتطرف : الصمت شريعتنا والمجد للصامتين
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|