علي العبودي
الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 12:16
المحور:
الادب والفن
اوراق نقدية
وقف امام عدد من سائقي الاجرة،رغم عدم توازنه وعيونه تبحث عن مواصفات معينة لسائق حذق، وابتسامة عريضة توجهت الى احدهم
- ممكن الوصول الى الجهة الاخرى من المدينة وساعطيك ما تريد
- يكفي خمسة الاف اجرة توصيلك يا عم
- لا... ساعطيك عشرة آلاف
بانت على وجه السائق علامة الرضا، وانطلقا في شارع طويل وسواد الليل يغلف المكان وزفاراته تطلق الخمر الذي ارتشفه ليقول:
- ان شعب العراق فقير ..
ان العراق تورط بدخول الارهاب اليه بسهولة
مما زادت البطالة فيه والرعب
- ما بك يا عم؟
- ارجوك لا تجعل ما انتشي به يطير من رأسي
انا حزين على الشعب العراقي
اخد شدة من الاوراق النقدية فئة الخمسة والعشرين وقام بتفريطها من خلال نافذة السيارة والدهشة اصابت السائق من خلال هذا الرجل السكير وهو يبعثر بشراهة في الاوراق النقدية
- اهدي الناس نقودا لعل الفقر يهرب منها
فتوقف فجأة لينزل ويلم هذه الاوراق كي ينعم بها وحينما اكمل بجمع عشرة اوراق التي تطايرت على اسفلت الشارع، ادار وجهه فلم يجد سيارته التي انطلقت الى المجهول.
#علي_العبودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟